غزة – “القدس العربي”: يعيش الأسرى الفلسطينيون ظروفا صعبة في هذه الأوقات، بسبب استمرار سياسات الاحتلال التعسفية بحقهم، فيما يواصل أحد الأسرى المحكومين إداريا، إضرابه المفتوح عن الطعام، ضمن “معركة الأمعاء الخاوية” لليوم الـ 18 على التوالي.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن عددا من الأسرى القابعين حاليا داخل معتقل حوارة، يعانون من أوضاع صحية مقلقة للغاية، جراء ما يتعرضون له من قبل إدارة المعتقل من تجاهل مقصود لأمراضهم، وعدم تقديم العلاج اللازم لهم.
وكشفت في تقرير لها، عن عدد من الحالات المرضية من بينها حالة المعتقل عايش اسماعيل أبو العش (23 عاما) من مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، الذي يعاني من نزيف وجرثومة في المعدة تجعله يستفرغ بشكل دائم، وقد تم عرضه على الطبيب داخل المعتقل لكنه لم يقدم له أي علاج يذكر، وعند اعتقاله تعمد جنود الاحتلال ضربه على معدته الأمر الذي فاقم حالته، وهو بحاجة ماسة لنقله للمستشفى، لكن إدارة المعتقل تماطل بتحويله.
وأضافت أن الأسير محمود تيم من مخيم عين بيت الماء بمدينة نابلس، يشتكي من عدم انتظام دقات القلب ومشاكل في الأعصاب، ويصاب في كثير من الأحيان بحالات تشنج وفقدان للوعي، وقد طلب من إدارة المعتقل تزويده بالأدوية التي يأخذها، لكن الإدارة ادعت أن الأدوية غير موجودة، واكتفت بعرضه على طبيب المعتقل لتشخيص حالته دون علاجه، علما أن الأسير بحاجة لعناية طبية فائقة لحالته.
وأشارت أيضا إلى أن حالة المعتقل محمد أبو مصطفى (17 عاما) من مدينة نابلس، الذي يعاني من آثار التنكيل به والاعتداء عليه أثناء اعتقاله، حيث تعرض للضرب المبرح على يد جنود الاحتلال هو وعدد من الشبان لحظة اعتقالهم، فقد هاجمهم نحو 10 جنود واعتدوا عليهم بالضرب وداسوا عليهم، كما تعمد الجنود شد القيود على يدي المعتقل أبو مصطفى، ما أدى إلى نزف الدماء من يديه.
وقال رئيس قدري أبو بكر “إن حكومة اسرائيل تمارس سياسة القتل الطبي المتعمد بحق الأسرى وهي جريمة ترتقي لمستوى المخالفات الجسيمة بحق المعتقلين المرضى”.
إلى ذلك، فلا يزال الأسير ماهر الأخرس (50 عاما)، من بلدة سيلة الظهر في جنين، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 18 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال نادي الأسير في بيان له، إن محكمة الاحتلال العسكرية في “عوفر” ثبتت الثلاثاء، أمر اعتقاله الإداري لمدة أربعة أشهر، لافتا إلى أن الأسير الأخرس اعتقل في 27 يوليو الماضي، ويقبع في زنازين سجن “عوفر” وفقا لآخر المعلومات المتوفرة.
يشار إلى أن الأسير الأخرس أسير سابق أمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه أربع سنوات بين أحكام واعتقال إداري، وهو متزوج وأب لستة أبناء.
والاعتقال الإداري يكون من خلال أمر يصدره قائد عسكري إسرائيلي، ويبقى ملف الاعتقال ويتذرع الاحتلال بأن التهم الموجهة للأسير سرية، دون أن يكشف عنها سواء للأسير أو محاميه، ويخالف هذا النوع من الاعتقال القوانين الدولية، وتقوم سلطات الاحتلال بتمديد الاعتقالات الإدارية مرات عدة للأسرى، حين يقترب موعد إطلاق سراحهم، بانتهاء المدة الأولى أو الثانية للاعتقال.
وخاض أسرى فلسطينيون كثر إضرابات مفتوحة عن الطعام، فاق بعضها الأربعة شهور متتالية، رفضا لاعتقالهم الاداري، وواجهوا خلال تلك الفترات الموت، بعد أن أصيبوا بحالات اعياء شديدة جدا، كادت أن تفتك بحياتهم، وتمكن الأغلبية من الأسرى، من انتزاع قرارات من سلطات الاحتلال بإطلاق سراحهم، وعدم تمديد أوامر الاعتقال ضدهم.
وشهدت الساعات الماضية العديد من الوقفات الاسنادية للأسرى، والتي نظمت في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث نظمت حركة الجهاد الإسلامي وقفة إسناد للأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس، في بلدة سيلة الظهر بجنين، بمشاركة العشرات من السكان، وممثلي الفصائل.
وقال خضر عدنان أحد أسرى الجهاد المحررين الذي خاض سابقا إضرابا عن الطعام، خلال الوقفة، أنهم يرسلون “رسالة وفاء للأسرى، وتحدي للاحتلال”، وقال “نحن مؤمنون بأن الأسير سينتصر كما انتصر كافة الأسرى من قبله”.
وكان محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، ووزير الريادة والتمكين أسامة السعداوي، وأهالي الأسرى، شاركوا في الاعتصام الأسبوعي لدعم واسناد الأسرى الذي نظمته حركة فتح وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في المحافظة أمام مقر جمعية الصليب الأحمر.
وأكد أبو العسل أن قضية الاسرى الفلسطينيين تحتل سلم الاهتمام والاولويات لدى الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، وأن اعتقال واستهداف كوادر حركة فتح والمواطنين تأتي ضمن سياسة الاحتلال باستهداف كافة أبناء شعبنا.
كذلك نظمت جمعية واعد للأسرى والمحررين، وقفة تضامنية أمام قر المندوب السامي لحقوق الانسان بمدينة غزة، وذلك دعما للأسرى في سجون الاحتلال في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، وتزايد عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في صفوفهم.
وحمل المشاركون فيها سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الصحي للأسرى داخل السجون، وخاصةً الذين أصيبوا بفيروس “كورونا”.