أنطاكيا – «القدس العربي»: أثار استهداف الاحتلال الإسرائيلي مطار حلب الدولي للمرة الثانية خلال أسبوع تساؤلات عن الأسباب التي دفعت الاحتلال إلى التركيز على هذا المطار. ووفق شهود من حلب لـ«القدس العربي» فإن القصف الذي استهدف مطار حلب مساء الثلاثاء وأدى إلى خروجه عن الخدمة مجدداً، سُمع دويه في أرجاء المدينة، نتيجة قوة الانفجار، وأكدوا أن صوت الانفجار أثار فزع الأهالي، بسبب شدته.
ويعد القصف على مطار حلب الثاني من نوعه، إذ استهدف الاحتلال المطار ذاته بالصواريخ نهاية آب/أغسطس، ما تسبب في وقوع أضرار مادية. وفي رده على الضربات، قال وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، الأربعاء، إن الصمت العربي والدولي المطبق، سمح للعدو بمواصلة اعتداءاته التي لم تلق أي إدانة أو اعتراض حتى على استهداف المرافق المدنية للسوريين.
وأكد “على أن دمشق تحتفظ بكامل حقوقها في مساءلة سلطات إسرائيل وتحميلها كل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية والمالية، عن استهداف مطاري دمشق وحلب الدوليين بشكل متعمد”.
وحول أسباب تركيز إسرائيل على مطار حلب، يقول الخبير العسكري العقيد خالد المطلق، إن الاحتلال واظب منذ سنوات على استهداف أي تحرك «مؤثر» إيراني في سوريا. وأضاف لـ«القدس العربي» أن القصف على المطار يؤشر إلى زيادة وصول الشحنات العسكرية الإيرانية جواً إلى سوريا عبر المطارات، حيث كانت الضربة الأولى لمطار حلب بهدف عدم تمكين طائرة إيرانية من الهبوط فيه أو في مطار دمشق، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال الضربات المتزامنة التي وجهت للمطارين في 31 آب/أغسطس الماضي، ما أجبر الطائرة على العودة إلى إيران. وتابع المطلق بأن ضربة الثلاثاء جاءت أيضاً لمنع هبوط طائرة إيرانية أخرى في المطار، حيث تستخدم طهران رحلات الطائرات المدنية لشحن دفعات أسلحة وذخائر إلى سوريا.
ويستدل الخبير العسكري على ذلك باستهداف الاحتلال لمدرجات المطارات، ويقول: «بالتالي الهدف هو منع وصول الأسلحة إلى سوريا، لقطع الطريق على التوجه الإيراني الهادف إلى تمكين نفوذها في سوريا، مستفيدة من تراجع الاهتمام الروسي بالملف السوري».
وفي السياق ذاته، يعزو الباحث المختص للشأن الإيراني ضياء قدور، الضربات ضد مطار حلب الدولي إلى تزايد عدد الرحلات الجوية «المشبوهة» نحوه، وخاصة خلال شهر آب/أغسطس الماضي.
ويؤكد لـ«القدس العربي» أن إيران على مدار الشهر الماضي كانت تسابق الزمن من خلال استغلال المسار الجوي إلى حلب، لنقل أكبر قدر ممكن من السلاح والذخائر. ويعني ذلك، وفق قدور أن استهداف مطار حلب للمرة الثانية كان تنفيذاً للتحذير الأول الذي وجهته إسرائيل للنظام السوري بضرب المطار في أواخر آب/أغسطس الماضي.
وفي سياق متصل بالضربات الإسرائيلية في سوريا، كشف الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، عن وثيقة سرية، قال إنها قادته لضرب «المفاعل النووي السوري» في منطقة دير الزور، قبل 15 عاماً، حيث دمرت المقاتلات الإسرائيلية في أيلول/سبتمبر 2007، ذلك المفاعل.
ويتزامن الكشف عن الوثيقة مع زيادة الضربات التي يوجهها الاحتلال ضد أهداف عسكرية في سوريا على صلة بإيران وتحركاتها، وكذلك مع تهديدات لإيران حال امتلاكها سلاحاً نووياً، في الوقت الذي يتوقع فيه قرب التوصل بين الدول الغربية وإيران إلى اتفاق بشأن برنامج الأخيرة إيران النووي.