برلين ـ «القدس العربي»: كشف موقع وزارة الداخلية الألمانية الالكتروني الثلاثاء أن 7446 سورياً تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا خلال كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين. ورغم توقف المعارك في مناطق عديدة في سوريا، لا يزال الكثير من السوريين يتقدمون بطلبات لجوء في ألمانيا. حيث كان عدد السوريين الذين تقدموا بطلبات لجوء أمام الهيئة الاتحادية لشؤون الهجرة واللاجئين في ألمانيا في الفترة الزمنية نفسها العام الماضي بلغ 6279 سوريًا. وهو ما يعني أن أعداد طلبات اللجوء من السوريين لم تتراجع بل حافظت على مستوياتها.
وكان وزير الدولة لشؤون الخارجية الألمانية، نيلز آنين، قد صرح قبل أيام أمام وسائل إعلام ألمانية بأن بلاده ترغب في رؤية الظروف في سوريا مواتية للسوريين لاتخاذ قرار العودة. ويخشى كثير من اللاجئين السوريين من الاعتقال حال عودتهم إلى بلدهم، حيث من المحتمل أن يتم تصنيفهم كأعداء محتملين للرئيس السوري بشار الأسد. كما يخشون من أن تتم محاكمتهم بتهمة التهرب من أداء الخدمة العسكرية.
وأوضح الوزير الألماني أن ألمانيا تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، لذا لدينا مشاورات وثيقة حول هذا الموضوع، ونريد أن نرى الظروف في سوريا مواتية للسوريين لاتخاذ قرار العودة»، مثنياً على «استضافة لبنان الاستثنائية لهم نظراً للكثافة السكانية».
وشدد على أن القواعد الدولية واضحة جداً في هذا الخصوص، وسنعمل مع الحكومة اللبنانية لضمان أن يتحمل الرئيس السوري بشار الأسد هذه المسؤولية، ولا أظن أن الظروف متوفرة الآن. وكانت منظمة الهجرة الدولية ذكرت من قبل في بيان أن «الوضع الحالي في سوريا لا يدعم عودة (اللاجئين) في أمن وكرامة. ولا تزال هناك مخاطر كبيرة على المدنيين هناك».
وبوجه عام، بلغ عدد طلبات اللجوء في ألمانيا في شباط/فبراير 14321 طلباً، وشكل السوريون أكبر مجموعة بواقع نحو 3222 طالب لجوء. وجاء في المرتبة الثانية النيجيريون (1388) والعراقيون (1307).
وكانت صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس قد أشارت استناداً إلى رد الحكومة الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب «اليسار» أن الهيئة الاتحادية لشؤون الهجرة واللاجئين باتت العام الماضي 11430 طلب لجوء من قبل إيرانيين، ولم تمنح اللجوء سوى لـ2619 فردًا منهم. ورفضت الهيئة أكثر من 5 آلاف طلب لجوء مقدم من إيرانيين، وأوقفت إجراءات لجوء لنحو 4 آلاف آخرين بسبب مغادرة أصحاب الطلبات البلاد أو سحبهم للطلب.
وفي وقت يزداد فيه عدد طالبي اللجوء المرفوضين الذين تقوم ألمانيا بترحيلهم، حسبما أعلنت وزارة الداخلية، تقول منظمات إنسانية، مثل «بروأزول» أن الحكومة الألمانية قامت بترحيل طالبي لجوء مرفوضين «دون وجه حق» ودون أن تراعي بعض حقوقهم. وبحسب التقرير، تقدم الكثير من الإيرانيين بدعاوى قضائية أمام المحاكم الإدارية في ألمانيا ضد قرارات رفض طلبات لجوئهم.