إسطنبول: قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إنه في حال انتهاء الحرب التي تشهدها بلادها، يتوجب على السعودية والإمارات التعهد بتعويض كافة المتضررين المدنيين جراء هذه الحرب.
جاء ذلك في حوار أجرته معها الأناضول، تطرقت خلاله إلى دورها كصحافية في نقل أزمة اليمن إلى العالم، وسبل إنهاء الحرب القائمة وتحقيق السلام في بلادها.
والخميس الماضي اختتمت جولة المشاورات بين طرفي النزاع في اليمن بالسويد، باتفاق حول الوضع في الحديدة (غرب)، وتفاهمات حول التهدئة وفتح المعابر في تعز (جنوب غرب)، وتبادل أكثر من 16 ألف أسير.
– في عام 2005 أطلقتِ مع 7 من زملائك مبادرة بعنوان “صحفيات بلا حدود” تستهدف التحفيز على حرية التعبير وتحقيق الحقوق الديمقراطية، هل استطعتم تحقيق أهدافكم عبر هذه المبادرة؟
لقد أطلقنا هذه المبادرة للنضال ضد عمليات الاعتقال والضغوط التي كانت تمارس ضد الصحفيين في اليمن قبل ثورة عام 2011.
وبذلنا جهوداً كبيرة للدفاع عن كافة الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين. كما شاركنا في العديد من الفعاليات بهدف مكافحة الفساد وسوء استخدام السلطة، إلى أن دخلنا في فترة انتقالية مع ثورة عام 2011 المدنية، استطاع خلالها المواطنون الحصول على حقوقهم والتمتع بحرية التعبير عن آرائهم. خلال هذه الفترة لم نشهد حالات اعتقال لصحفيين أو فرض قيود على حرية التعبير والتظاهر، حتى انقلاب (الحوثيين) في يناير/ كانون الثاني 2015 والحرب التي تلته. والآن لا توجد في اليمن أية مؤسسة إعلامية حرة.
– ما رأيكم بـ”مواقف الأطراف الخارجية” في الأزمة اليمنية؟
أود هنا تجديد دعوتي لإنهاء الحصار المفروض على اليمن والحرب المتواصلة فيها بأقرب وقت ممكن. وأدعوا السلطة الشرعية في اليمن لإعادة فتح المطارات والموانئ بشكل عاجل. كما أطالب السعودية والإمارات بإنهاء تدخلهما غير الإيجابي في اليمن، وقطع دعمهما عن الميليشيات المسلحة والجنود المرتزقة الذين يرتكبون المجازر الأليمة بحق المدنيين في مدينتي عدن (جنوب) وتعز (جنوب غرب).
وأطالب أيضاً إيران بالانسحاب بأسرع وقت ممكن من الأراضي اليمنية، لا سيما وأنها تحاول إثبات وجودها في بلادنا عبر دعم الحوثيين. أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، يجب عليها وقف بيع السلاح للسعوديين.
– دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف في اليمن إلى حل مشاكلهم عبر المباحثات وليس من خلال الطرق العسكرية، برأيكم هل ستقدّم هذه الدعوة الحل للأزمة اليمنية؟
في هذا الخصوص، أعلن دعمي لـ”مباحثات السلام” التي دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث من خلالها الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار، وآمل أن تتحول هذه الفرصة إلى حل لتحقيق السلام في اليمن. وأعتقد أنه مع توقّف التدخلات الخارجية- وأقصد هنا التدخل السعودي والإماراتي- لن يتحقق السلام فقط، بل سنستطيع تأسيس دولة ديمقراطية وحرة أيضاً.
– في حال انتهاء الحرب اليمنية، ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعويض المتضررين جراء هذه الحرب؟
يجب إنشاء لجنة مصالحة وطنية عقب انتهاء الحرب. كما يتوجب على السعودية والإمارات التعهد بتعويض كافة المتضررين المدنيين جراء هذه الحرب. أما على الصعيد العسكري، يجب تأسيس لجنة عسكرية بإشراف الأمم المتحدة، لإنهاء أنشطة جميع الفصائل المسلحة في اليمن. كما أن إعادة تنظيم وإحياء الحياة السياسية التي انتهت نتيجة الحرب في اليمن، ستساهم في وضع البلاد على الطريق الصحيح.
عقب انتهاء حرب اليمن يجب إنشاء لجنة مصالحة وطنية، كما يتوجب على السعودية والإمارات التعهد بتعويض كافة المتضررين المدنيين جراء هذه الحرب، وتأسيس لجنة عسكرية بإشراف الأمم المتحدة، لإنهاء أنشطة جميع الفصائل المسلحة
– بصفتكم صحافية نقلت أزمة اليمن إلى العالم وأول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل للسلام، كيف تنظرون إلى جريمة مقتل زميلكم جمال خاشقجي ضمن إطار حرية الرأي؟
مقتل جمال كان جريمة وحشية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية. وفي الواقع، أثارت الجريمة غضباً عالمياً. تخيلوا أن صحافياً يدخل قنصلية بلاده ولا يخرج منها حياً، هل يُعقل أن يتم التستر على هذه الجريمة؟ مهنة هذا الشخص لا تسمح أساساً بالتستر عليها. في نهاية المطاف، أدت محاولات إخفاء الجريمة إلى تقويض مصداقية ولي العهد السعودي الذي يعلن نفسه على أنه يرغب في إصلاح المجتمع السعودي.
خلال هذه المرحلة، بعض البلدان فضّلت مصالحها على حقوق الإنسان، مستعرضة وفاءها وصدقها للأطراف المتورطة في قتل خاشقجي. السعودية تعد أكبر بلد منتج للنفط ضمن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، وعميل محترم لدى قطاع الأسلحة الأمريكية، لذا أرى أن هاتين النقطتين تكفيان لتوضيح الصورة ولا داعي لقول المزيد.
للأسف، لقد أدركنا أن من يمتلك القوة المادية، بإمكانه قتل من يشاء. في هذا الإطار، لا بد من الإشارة إلى إدارة تركيا الأزمة بنجاح. وأستبعد أن يكون اختيار مكان الجريمة محض صدفة. إلا أن أنقرة أزالت الغموض حول الأحداث بفضل شفافيتها.
– يتحدث المفكرون والكتاب العرب مؤخراً عن قدوم “ربيع عربي ثانٍ”، برأيكم هل تشهد منطقة الشرق الأوسط، نثر بذور ربيع عربي جديد؟
هذه البذور كانت تُزرع منذ عشرات السنين. والأحداث التي شهدتها اليمن بشكل خاص خلال مرحلة الربيع العربي، قامت من أجل تحقيق الديمقراطية. لذا لم تعد شعوب المنطقة الآن كما كانت قبل 50 عاما، بل اكتسبت الشجاعة لمعارضة الأنظمة وإسقاطها.
وشجاعة الشعب اليمني كانت لها دور بارز في هذا الأمر. المنطقة العربية تعد من أكثر مناطق العالم التي تشهد ارتفاعاً في نسب البطالة لدى الشباب المتعلمين، لذا فإن عدم تأمين وظائف لهؤلاء الشباب، لا شك سيؤدي إلى ظهور تحركات جديدة في المنطقة. (الأناضول)
مثل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته. ..فما ابخس الجوائز …وما ابخس الثمن…عندما يكون المقابل هو الدمار والخراب والتقسيم. ..والقتل والمجاعة..والتهجير…الخ.