تونس – “القدس العربي”:

تعرض أحمد نجيب الشابي، رئيس الهيئة السياسية لحزب “الأمل” التونسي، إلى انتقادات كبيرة بعد “اعتذار” من الرئيس الراحل، زين العابدين بن علي، حيث اتهمه البعض بمحاولة تبييض صورة بن علي بهدف كسب ود المنظومة القديمة.

وقال الشابي لإحدى الإذاعات الخاصة: “مرّة أخرى سوف أتهور وأعتذر من بن علي، لأنّنا لم نفهم الشيء الذي فهمه بن علي، وهو وجود ثورة وفجوة رقمية بين العالم الثالث والعالم المتقدّم، لذلك عمل بن علي مع أحمد فريعة (سياسي تونسي) في نقل مؤتمر الثورة الرقمية في أمريكا إلى تونس كي يقع ردم الفجوة الرقمية. كانت له نظرة استشرافية في الموضوع منذ 2005، ونحن للأسف إلى حدّ الآن لم نعدّل ساعتنا على الثورة الرقمية”.

وفي تعليقه على ما قاله الشابي، قال حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي السابق لحزب “نداء تونس”: “نظام بن علي كان نظاما بوليسيا استبداديا ولا أكثر حتى لا ندخل في المزايدات الإعلامية والمناقصات”.

وأضاف لـ”القدس العربي”: “بن علي ونظامه هو سبب الخراب الذي عاشته البلاد منذ 3 عقود طويلة منذ 1987 إلى 2011، حيث أصبح الفساد والاقتصاد الموازي أمر واقع يجري في عروق ودماء التونسيين بمختلف أنواعها. والانتفاضة الشعبية التي حدثت تعود لكل هذه الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المزرية التي تعرضت لها تونس في أيام بن علي من وتجاوزات وانتهاك حقوق وحرمة الناس وظلم واستبداد وتعسف”.

فيما هاجم نشطاء الشابي، معتبرين أنه يحاول كسب ود التجمعيين (المنظومة القديمة) بعد تعرضه لسلسلة من الخسائر السياسية، واعتبر آخرون أن مواقفه الأخيرة تسيء لتاريخه السياسي الطويل.

ويعتبر أحمد نجيب الشابي من أبرز المعارضين لنظامي الحبيب بورقيبة وبن علي، حيث تعرض للسجن لعدة مرات كما يعتبر من أبرز مؤسسي “هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات“، التي طالبت بالإصلاح السياسي وإطلاق الحرية خلال حكم بن علي.