تونس ـ ا ف ب: تستضيف العاصمة التونسية من الثلاثاء وحتى السبت ‘المنتدى الاجتماعي العالمي’ وهو اكبر تجمع سنوي لمناهضي العولمة.وهذه أول مرة يقام فيها المنتدى الاجتماعي العالمي في دولة عربية. وتونس ثالث دولة في افريقيا تستضيف المنتدى بعد كينيا (2007) والسنغال (2011). والمنتدى الاجتماعي العالمي هو النسخة المضادة لمنتدى دافوس الذي يقام سنويا في سويسرا ويجمع النخب الاقتصادية والسياسية في العالم. وسيحضر المنتدى 4500 منظمة غير حكومية و200 نقابة وعشرات الالاف من المشاركين من دول الشمال والجنوب. وتوقع لسعد اليعقوبي المسؤول عن التحضيرات ‘اللوجستية’ لمنتدى تونس مشاركة 70 الف شخص على اقصى تقدير. وقال اليعقوبي في مؤتمر صحفي الجمعة الماضي ان المنتدى ‘أكبر تجمع بشري وفضاء حواري في العالم’. وسيبحث المنتدى في دورته الجديدة الاسباب الاجتماعية والاقتصادية للثورات العربية اضافة إلى الاحتجاجات في الدول الغربية على الازمة الاقتصادية وبرامج التقشف. وسيناقش المشاركون مواضيع ‘المسارات الثورية’ و’الثورات’ و’الانتفاضات’ و’الحروب الأهلية’ و’النزاعات’ اضافة الى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتسببة في عدم استقرار كثير من الدول. وفي تونس، تشهد مناطق عدة في البلاد موجات متتالية من الاحتجاجات الاجتماعية واعمال العنف بسبب ارتفاع نسب الفقر (5،15 بالمائة) والبطالة (17 بالمائة). ويبحث المنتدى ايضا مسائل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعمل ومكافحة الفساد وإهدار المال العام والنفاذ الى الرعاية الصحية والتعليم والبيئة والتنمية المستدامة والهجرة ومديونية دول الجنوب وحقوق النساء … وقالت منظمة ‘اتاك’ الفرنسية غير الحكومية المناهضة للعولمة انه على منتدى تونس الربط بين الاحتجاجات في دول الشمال والجنوب من اجل ايجاد ‘بدائل’ للنموذج الاقتصادي النيوليبيرالي. وتشترك الثورات العربية، والاحتجاجات الاجتماعية في الدول الغربية مثل اليونان واسبانيا وحركة ‘احتلوا وول ستريت’ في الولايات المتحدة في المطالبة بالعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة ومحاربة الرأسمالية ‘المتوحشة’. واعلن عبد الرحمان الهذيلي المنسق العام للمنتدى ان المنظمين يواجهون مصاعب مالية بسبب تأخر الجهات الدولية المانحة في صرف الاعتمادات المالية المرصودة لمنتدى تونس. وقدمت الحكومة التونسية مساعدة للمنظمين من خلال تكفلها بايواء 12 الف مشارك داخل مبيتات المدارس الثانوية والجامعات وتوفير 10 آلاف وجبة طعام يوميا وخلال كامل فترة المنتدى، فيما اتفق المنظمون مع مطاعم خاصة على توفير 30 الف وجبة طعام أخرى يوميا. ورغم ذلك من المتوقع ان يواجه المنظمون مصاعب في ايواء المشاركين القادمين من دول الجنوب. وفي سياق آخر نبه فتحي الهويندي عضو لجنة التنظيم ان منتدى تونس ‘سيكون فضاء للحوار فقط وليس للعنف أو الدعاية الحزبية والسياسية’. وقال خلال مؤتمر صحفي الجمعة الماضي ‘لن نكون متسامحين مع اي شكل من اشكال العنف داخل المنتدى’. وذكر بأن منتديات سابقة شهدت اعمال عنف بين مؤيدين ومناهضين لانفصال الصحراء الغربية عن المغرب الاقصى، او للرئيس السوري بشار الاسد. وينعقد المنتدى تحت شعار ‘الكرامة’ الذي كان من الشعارات الرئيسية للثورة التونسية التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وسيعتمد المنتدى اربع لغات هي العربية والفرنسية والانكليزية والاسبانية. qar