قريبا سيكون التونسيون على موعد مع دور ثان لانتخابات الرئاسة يجمع الفائزين في الدور الأول الأستاذ الجامعي المستقل قيس سعيّد ورجل الأعمال نبيل القروي رئيس حزب «قلب تونس» المؤسس حديثا.
وإذا كان الخيار في انتخابات 2014 بين منصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته والراحل الباجي قايد السبسي قُـــدّم وقتها على أنه خيار بين شخصية معارضة لسنوات لنظامي كل من الراحلين بورقيبة وبن علي، وبين آخر عمل مع الرئيسين ويُصنّف على أنه من المؤسسة القديمة التي ثار عليها الشعب، فإن الخيار المقبل يُصوّر حاليا على أنه بين شخصية برزت بعد ثورة 2011 وعُرفت باستقامتها الشخصية الشديدة وبين أخرى كانت جزءا من منظومة النظام السابق وإليها توجه اتهامات بالفساد والتهرّب الضريبي وتبييض أموال قادت إلى الاعتقال والسجن وإن لم تقع الإدانة بعد.
إذا حل يوم الاقتراع للاختيار بين الرجلين وأحدهما مازال يقبع في السجن، فإن ذلك سيصيب في مقتل نزاهة التصويت ومبدأ تكافؤ الفرص. صحيح أن القرار بيد القضاء ويجب احترام ذلك، لكن طالما أن الرجل لم يُدن بعد، وبناء عليه سُمح له أصلا بالترشح، فلا بد من إيجاد «تخريجة» ما تسمح له بالمشاركة في حملته الانتخابية وحضور المناظرة التلفزيونية مع منافسه في انتظار أن تحسم صناديق الاقتراع النتيجة. إن فاز فقد يحصل على الحصانة الذي يتهمه خصومه بأنها السبب الحقيقي وراء ترشحه، ما لم يكن للقضاء وهيئة الانتخابات قول آخر، وإن خسر فقد يعود إلى سجنه.
الموقف صعب، وكل فقهاء القانون في تونس يقولون بأن لا مخرج لهذا الوضع الشاذ ّ إلا بترتيب مبتكر ومتفق عليه. بالتالي يجب ترك هذا الموضوع لحسمه سريعا بين القضاء الذي يحاول جاهدا استعادة عافيته بعد عقود من الخضوع والتوظيف وبين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وفي انتظار تحديد موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي قد تكون في 6 أكتوبر- تشرين الأول أو 13 من نفس الشهر، فإن ما بات يقلق الآن، أكثر من هذا الاشكال القانوني والسياسي، هو أن قطاعات لا بأس بها من الإعلام الخاص، ذي الحسابات مع دوائر ذات صلة بالمنظومة القديمة ولوبيات الفساد المختلفة، انخرطت حاليا وبوتيرة متصاعدة، مع منابر أخرى، في محاولات محمومة لتشويه المرشح قيس سعيّد.
القوى والشخصيات السياسية المحسوبة بدرجات مختلفة على الثورة أو المعارضة سابقا هي من سارعت في غالبيتها إلى إعلان تأييدها لقيس سعيّد، فيما لم يعلن أحد بعد تأييده لنبيل القروي، حتى وإن كان بعضهم كذلك فعلا، لأنهم بالتأكيد يشعرون ببعض الحرج، إن هم فعلوا
صحيح أن الرجل، المستقل سياسيا والذي لا تقف وراءه ماكينة حزبية، يبدو غامضا إلى حد ما في بعض مواقفه مما جعل البعض يحتار في تصنيفه، وصحيح كذلك أن ما طرحه في برنامجه الانتخابي يبدو غريبا نوعا ما بل ومنذرا حتى بإدخال البلاد في إشكالات لا تتحملها من قبيل دعوته إلى تمثيل شعبي مختلف الدرجات شّبهه البعض حتى باللجان الشعبية للراحل معمر القذافي، إلا أن ذلك لا يبرر بأي شكل من الأشكال، لاسياسيا ولا أخلاقيا بطبيعة الحال، شيطنة الرجل وإظهاره مرة بأنه سلفي متشدد دينيا ومرة أخرى بأنه يساري أو فوضوي أو أنه يحيط نفسه بخليط هجين من الشباب متعددي الميول إلى غير ذلك، حتى أن بعض وجوه النظام السابق باتوا يكتبون في وسائل إعلام أجنبية أو يسعون في اتصالاتهم إلى التحريض على الرجل مدّعين أن تونس ستغرق معه في التطرف.
هذا لا يعني أنه لا يوجد من يشيد بقيس سعيد وبنزاهته وبعده عن مواطن الريبة المتعلقة بالمال والأعمال، وهو ما لا يتوفر للأسف في منافسه نبيل القروي، ما يجعل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أشبه بالنزال الأخلاقي بين «المستقيم» و«السيئ» أكثر منه نزالا سياسيا بين برامج وأطروحات. يزيد ذلك إلحاحا أن محاربة الفساد والانتهازية اللذين عششا في السنوات الماضية بعد 2011، وضربا الطبقة السياسية بشكل مدمّر، تجعل من التصويت لسعيّد أشبه ما يكون بصرخة احتجاج مدوية ضد كل ذلك بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. لقد سئم الناس من الفساد والفاسدين ويتوقون لمن يقدم نفسه محاربا لهما ونموذجا أخلاقيا شخصيا جديرا بالاحترام، حتى وإن كانت لديهم بعض التساؤلات السياسية عن حقيقة توجهاته.
من يريد أن يهوّن من هذا الجانب أو يحاول طمسه لهدف واضح ومحدد هو حماية الفساد والفاسدين هو من يسعى حاليا لتضليل الناس بتقديم المنافسة الانتخابية على أنها مواجهة بين «رمز محافظ وغامض وربما خطير» وبين آخر «ليبرالي وحداثي» وفوق ذلك «نصيرا للفقراء» مع أن المسألة أبعد ما تكون عن هذا التصنيف الذي يبلغ مداه في تحريف الواقع إلى حد تقديم الأمر على أنه يتعلق بمستقبل تونس برمتها ونموذج مجتمعها الذي بات مهددا إن فاز سعيّد، مع أن الكل يعلم أن لا سعيّد ولا القروي بقادرين على إدخال تغييرات جذرية كبيرة على البلاد بالنظر إلى طبيعة النظام السياسي في البلاد اللهم إذا أفرزت الانتخابات المقبلة أغلبية مريحة تسمح بمحاولة تعديل الدستور وتغيير نظام الحكم.
ملاحظة أخيرة: القوى والشخصيات السياسية المحسوبة بدرجات مختلفة على الثورة أو المعارضة سابقا هي من سارعت في غالبيتها إلى إعلان تأييدها لقيس سعيّد، فيما لم يعلن أحد بعد تأييده لنبيل القروي، حتى وإن كان بعضهم كذلك فعلا، لأنهم بالتأكيد يشعرون ببعض الحرج، إن هم فعلوا، إن لم يكن بالخجل.. لمن بقي له نصيب منه.
كاتب وإعلامي تونسي
الشباب يعمل على أن يكون قيس سعيد رئيسا والصافي سعيد رئيسا للحكومة.
رغم الفوضى، رغم أحاسيس الخوف، رغم التجييش، رغم التخويف، رغم الكذب والافتراء، رغم الإعلام المأجور، رغم القنوط عند الكثيرين، رغم الحماسة العمياء عند البعض، رغم الانتكاسات المتتالية، رغم، ورغم، ورغم…إلا أن شيئا واحدا جميلا في هذا البلد هو أن الأمر بيد الشعب يرفع من يشاء ويُسقط من يشاء…الشعب يريد.
في إعتقادي المتواضع أن السيد سعيد لن يفوز بالإنتخابات فقط لإنه رجل نزيه لا لشئ آخر، هرمنا وهرمت دولنا على الفساد ومن شب على شيء شاب عليه ولن تنفع نبوءة الشابي!
*كل التوفيق لتونس الخضراء بغد مشرق مزدهر ان شاءالله.
برأيي , لايهم من يفوز بين الإثنين ,الأهم في الموضوع هو أن الشعب التونسي اليوم في صف الدراسة الإبتدائي يتعلم ويستفيد ويكرس في ذاكرته الباطنية ” مامعنى الديمقراطية ” الأمر ليس هينا لمن يظن ذلك. صعب , بل صعب للغاية لأنالإنسان بطبعه وغريزته أناني , ديكتاتوري حين يوضع على المحك. الشعب التونسي سيتعلم أن الدنيا لن تفنى إن فاز معارضك , فقط انتظر دورك واعمل كي تتأهل فتحكم أنت , فيهنئك خصمك ويتمنى لك النجاج والإبتسامة على محياه, هي الديمقراطية وعلى الشعب التمرن على شروطها القاسية.
ذاك الأهم بنظري, لكن دون الإغفال عن توعية هذا الشعب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا كي لايسقط في حضن الفاشية والرجعية , لأن العوامل حاضرة للأسف في مجتمعاتنا.
ما دام الصندوق هو الفيصل و الكل يحترم النتائج ……فلا خوف على تونس …..
أنظروا إلي الديمقراطيات العريقة من إنتخبت ……؟ الشعب يخطىء و يصيب ……في كل زمان و في كل مكان …..ذاك ثمن الحرية ……
الخيار صعب جدا وهذا ما يفسر الفوضى في المشهد برمت إعلاميا ومجتمعيا وسياسيا
كيف يمكن التصويت لشخص لا نعرف مشروعه و لا نعرف كيف سيطبق مشروعه ان وجد اصلا وليس معه كتلة برلمانية لها أغلبية لتمرير قوانينه ….؟ عندما نرى أن ورائه اليسار المتطرف و الفوضى ….و أيضا اليمين المتطرف مرورا بكل انواع الانتهازيين الذين التحقوا بالركب بعد هزيمتهم المدوية …..نتسائل عن ماذا سيقدم هذا الرجل الحالم لتونس ….انا أظن لا شئ ….و الايام بيننا اذا انتصر بالطبع….
يبدو جليا انكم تكفرون بالديمقراطية اذا جاءتكم بما لا تهوي أنفسكم ؟
وهذا لا يتوافق مع مبادئكم التي تتشدقون بها بل عداءكم للعلمانية يزداد وضوحا لا بل انتم خوارج العلمانية وما ضركم لو انتخب قيس سعيد رئيسا ؟
اما ستحسبونه علي النهضة والاسلاميين أيضا ؟
اتمنى من كل قلبى وادعو بالفوز لمرشح الاستقامة قيس سعيد ، ولكن الإختيار للشعب التونسى وفقهم الله ، واقول ان النظام الديمقراطى يمتلك الآلية التى تمكن من مراقبة ومحاسبة الرئيس والمسئولين فى الدولة ، وبالتالى نفترض ان عهد الرئيس الملهم والقائد المعلم قد ولى الى غير رجعة ان شاء الله ، وعليه فلا خوف على تونس واهلها فى وجود وعى مجتمعى ومنظمات مجتمع مدنى وبرلمان نزيه.
من ليبيا نتمنى لكم التوفيق والسداد ، صلاح حالكم يصب فى مصلحتنا ، وكذلك ينظر اليكم اخوتنا فى المشرق والمغرب.
ختاما نشكر السيد محمد كريشان وندعوه للتفكير والعمل من الآن لترشيح نفسه فى الانتخابات القادمة ان شاء الله.
الاستاذ قيس سعيد تكلم منذ الثورة عن برنامجه الإصلاحي وقدم خطوطه العريضة إلى الشعب التونسي وتميز عن غيره من المترشحين فلم يخصص حملته الانتخابية لمهرجانات الوعود الكاذبة بل خصصها لتفسير برنامجه في الإصلاح والتغيير ولكن اخطبوط الفساد يتهمه بالغموض ويقول له : لو خرجت من جلدك لما عرفتك ، بيد أن أغلبية الشعب التونسي متفطنة لهذه الدعاية السوداء وتتجه إلى انتخابه في الدور الثاني رئيسا للجمهورية