بيتي طريق
لا بيتَ لي.. لا وطنْ
سوى ما مشيتُ!
غير أنَّ الهَباءَ مِمْحاةٌ ضَريرةٌ
تَحملُ عكّازَ السماءِ
وتَمشي خَلفي
أفُقٌ أبيضُ،
وناقةُ الهواءِ
تحملُ الأرضَ العَجوزَ على ظَهرها
قُفَّةٌ من رِمالٍ وندمْ،
ليس حيطاناً وسقفاً
بيتي طريقٌ
والأفْقُ نافذتي.
***
المطر
المطرُ الذي يُشبهُ النّقودَ القديمةَ
يَرِنُّ تحت قُبّةِ فَقري العالية
فَرَكَ ماعِزَ اللّيلِ بالخُرافةِ
ووضعَ إصبَعَهُ المَبْلولةَ على شَفةِ الأفْقِ الكَئيب
لَثمَ أصابعَ الوردةِ لتفتَحَ عينيها.
المطرُ الذي يتدحرَجُ على زُجاجِ النّوافذِ الخَجولةِ
وهو يَنْزِفُ الضّحِكَ
تَكوَّمَ تحتَ نافذتي،
دَخلَ قلبي الأَفقَرَ من شجرة
بغير استئذان.
غياب
على الأريكةِ وردةٌ تركتها امرأةٌ وغابتْ
على الجِدارِ صورةٌ
تركَها صديقٌ وهاجَرَ
على الأرضِ سَجّادَةٌ صغيرةٌ
نَسَجتْها المرأةُ المُنقرِضةُ لأجلِ دراهِمَ قليلةٍ
في البالِ حِكايةٌ
رَواها شيخٌ ليدفَعَ بها الموتَ
مات وبقيتْ.
شاعر سوري مقيم في الكويت