ثورة طبية مرتقبة: موجات كهربائية ستعالج العديد من الأمراض المزمنة

حجم الخط
0

 

لندن –”القدس العربي”:تتطور التكنولوجيا المستخدمة في علاج الأمراض بشكل يومي وبصورة متسارعة، في الوقت الذي يواصل فيه الأطباء البحث عن وسائل غير تقليدية لعلاج الأمراض، حيث يسود الاعتقاد بأن جسم الإنسان يمكن التحكم به بوسائل أكثر تطوراً وتختلف عن العلاجات والأدوية التقليدية المستخدمة حالياً في عالم الطب.

وحسب أحدث البحوث والدراسات الجارية في العالم حالياً فإن الكهرباء قد تصبح علاجاً فعالاً ومهماً للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية خلال الفترة المقبلة، بل يتوقع الأطباء أن تؤدي الصعقات الكهربائية إلى ثورة في مجال علاج العديد من الأمراض الخطيرة والمستعصية مثل الشلل والسكري وغير ذلك من الأمراض الناتجة عن اختلال وظائف الجسم.

وكشف تقرير لجريدة “اندبندنت” البريطانية، أنّ علماء وأطباء يعملون حالياً على تطوير علاجات لأمراض مختلفة تستخدم “الكهرباء” كوسيلة للتغلب على الأمراض وذلك بعد أن يتمكنوا من فهم طريقة عمل جسم الإنسان.

ويقول العلماء إن كافة العمليات التي يقوم بها جسم الإنسان تعتمد على إشارات كهربائية تنتقل عبر الجهاز العصبي من أجل إتخاذ القرارات والقيام بالعمليات الحيوية المهمة، على أن الدماغ هو مركز عمليات هذه الإشارات الكهربائية، وهو ما يعني أنه من الممكن التحكم فيها عبر طاقة كهربائية وإشارات مماثلة، حسب تقرير الصحيفة.

وتبعاً لهذه البحوث والعمليات فان جريدة “اندبندنت” استنتجت بأن الكهرباء قد تكون قريباً علاجاً للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية التي يعاني منها الناس، حيث قد تصبح دواء للكثير من الأمراض في المستقبل القريب بعد أن يتمكن الأطباء من استخدامها وتوظيفها بالشكل الصحيح داخل جسم الإنسان، وبعد أن يتمكنوا من إرسال إشارات كهربائية عبر الجهاز العصبي في الجسم.

ويقول العلماء إنّ الإشارات الكهربائية التي يتم تداولها داخل جسم الإنسان بالغة الأهمية، حيث أنها تهيمن على الكثير من عمليات الجسم ابتداء من تأثيرات الجروح والإصابات التي تصيب الشخص، ووصولاً إلى أي جزء في الجهاز العصبي، وهو ما يمكن أن يصل بالشخص إلى الشلل التام.

وبحسب العلماء الذين يجرون البحوث حالياً فإن الكهرباء يمكن أن تكون مستقبلا علاجاً لأمراض الشلل والأمراض التي تنتج لاحقاً للإصابات والجروح، مشيرين إلى أن الإصابات التي تؤدي إلى مشاكل في النخاع الشوكي يعاني منها حالياً نحو 2.5 مليون شخص في العالم، كما يتم تسجيل نحو 130 ألف حالة جديدة سنوياً، وهؤلاء يمكن أن يستفيدوا من هذه التقنية الجديدة في حال تم التوصل إليها.

وخلص العلماء إلى القول إنه “في حال نجحنا في العثور على طريقة لقراءة وكتابة الإشارات الكهربائية، بما يعني فهم لغة الجهاز العصبي في الجسم، فهذا سيعني أن جسم الانسان ستكون له واجهة رقمية، وفي هذه الحالة يمكن أن نزرع في جسم المريض جهازاً يقوم بالتحكم في الإشارات الكهربائية وانتاجها، ومن ثم سوف يتم التغلب على بعض الأمراض مثل إصابات النخاع الشوكي التي تسبب العجز الكلي أو الجزئي للإنسان.

وبطبيعة الحال فإن العلماء يؤكدون إن هذه التقنية في حال نجاحها فسوف لن تتوقف عند النخاع الشوكي، وإنما تمتد إلى العديد من المشاكل الصحية التي سيصبح من الممكن علاجها، بما في ذلك إصدار إشارات إلى البنكرياس لإنتاج مزيد من الأنسولين، ما يعني التغلب على مرض السكري بشكل كلي. وكذلك إصدار أوامر إلى القلب بالتقليل من النبضات دون الحاجة إلى حبوب وأدوية تقليدية، وكذلك التحكم في العديد من وظائف الجسم التي تواجه اختلالات بين الحين والآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية