الحياة الحديثة تجعلنا نغرق من رأسنا حتى أخمص قدمينا في موجات من الواي فاي؛ ففي كل لحظة يتم بث موجات من الواي فاي، لتخترق الأبنية والدور والمشروعات والشركات والمحلات والمنازل، حتى تغذي الأجهزة اللاسلكية العديدة المتداخلة المهام مثل، الموبايل واللابتوب والتابلت، وباقي الأجهزة الأخرى التي تلامس جسد الإنسان، أو تحيط به والتي صار العالم يعتمد عليها بشكل أساسي، ويعتقد أنه ليس فقط لا غنى عنها، بل أيضا قيام المعاملات اليومية، حتى لو كانت ترفيهية، مستحيلة بدونها.
وبينما تكون تلك الأجهزة في حالة صمت وموت تام لتحاكي طبيعتها كجسم جامد صلب، عندما يتم توصيلها بإشارات الواي فاي، التي يبثها الراوتر، تدب فيها الروح وتبدأ في تحسس جميع الظروف التي تحيطها؛ ومن ثمَّ، تشرع في إرسال طلبات استفسار للجهات المعنية للحصول على معلومات دقيقة تفيدها عند القيام بمهامها؛ فتستفسر عن الطقس وتوقعاتِه، وعن أحدث الأخبار الرياضية والسياسية والأخبار الجارية على الساحات العالمية. وكما تبث تلك الاستفسارات عن طريق الهواء، يأتيها أيضا الرد عن طريق الهواء.
عمل تلك الأجهزة الذي يعتمد على شبكات الواي فاي، يجعلها تتصل بأجهزة وهيئات أخرى لجمع معلومات عن قوة الموجات على شبكات الواي فاي، وكيف تتنقل من جهاز لآخر ومدى قوتها، وما هي الأجسام التي تعترض تلك الشبكات وهي تبث موجاتها، والغرض من كل هذا هو البدء في عمل تعديلات في الشبكات الداخلية بالجهاز حتى يقوم بمهامه على أفضل وجه. والمفاجأة الكبرى هي معرفة أنه من خلال جهاز الراوتر الذي يغذي تلك الأجهزة، في أي منزل أو شركة، يمكن مراقبة الأشخاص وبطريقة مفصلة. فموجات الواي فاي التي تخترق الجدران عند اصطدامها بالأجسام، يتم امتصاص البعض من موجاتها وينعكس البعض الآخر منها. وقد عكفت فرق بحثية على دراسة ذاك الأمر، إلى أن توصل الباحثون لطريقة تمكنهم من رؤية ما يحدث في داخل غرفة مغلقة من خلال تتبع موجات الراوتر؛ حيث أن طريقة انعكاس وامتصاص الموجات تمكنهم من تحديد هوية الأشخاص وعددهم، ومعرفة جميع تحركاتهم وإيماءاتهم، بل أيضا قراءة شفاههم عند تحريكها للتلفُّظ بالكلام بدقة متناهية، حتى لو كان الراوتر لا يوجد في الغرفة نفسها المراد التجسس على روادها.
وتعكف الدراسات الحديثة على التوصل لطريقة لتحديد هوية الأشخاص عن طريق موجات الواي فاي عند معرفة طريقة حركتهم. إلا أن فريقاً من العلماء الصينيين، نشر عام 2016 على شبكة الإنترنت بحثا قديما، يشرح فيه كيفية تحديد هوية الأشخاص بدقة تصل إلى تسعين في المئة. وإذ كان هذا بحثا قديماً تم الإفصاح عنه، فما بالك بما توصل إليه الباحثون في الوقت الحالي. ومن أجل هذا الغرض، طوَّر العلماء جهازاً أطلقوا عليه اسم «الإحساس الحر» Free Sense، الذي يتم تدريبه على تتبع الطريقة التي يتحرك بها أحد الأشخاص، ومع تجريبه، تم اكتشاف أن دقة الجهاز في التعرف على شخص ما تصل إلى 95٪ عندما يختار ما بين فردين، وتنخفض كفاءته إلى 89٪ إذا زاد عددهم إلى ستة.
ومن الواضح أن تلك التكنولوجيات، يتم تطويرها لتصيرأكثر دقة يوما تلو الآخر. فلو كانت هذه هي الأبحاث حتى عام 2016، فما بالك بما توصَّل إليه العلماء في الوقت الحالي.
وفي ما يبدو أن المستقبل سوف يمحي ميزة الخصوصية، خاصة عند اختيارهم تحويل منازلهم إلى منازل ذكية؛ بتركيب أجهزة استشعار تتعرف على الأفراد عند دخولهم الحجرات، فتضيء لهم الأنوار، أو تعمل على تشغيل الآلات بمجرد الصوت. ومع زيادة عدد البيوت الذكية حاليا بشكل متسارع، توصل العلم إلى أن اتصال الأجهزة ببعضها بعضا لتهيئة الغرفة أو المنزل ليكون طيِّع لأهواء صاحبه، تسهِّل التجسس على الأفراد، وتزيد من كفاءة التعرف على هوياتهم.
ومنذ عام 2016 يعمل الباحثون على تطوير كفاءة جهاز «الإحساس الحر» لدرجة أنهم أضافوا خاصية إطلاق صافرة إنذار عند دخول شخص غريب للمكان الذي تتم مراقبته بخلاف الأشخاص مرتادي المكان، لكن الغريب أن فريقا آخر من باحثي أكبر وأشهر المعاقل التكنولوجية في العالم، وهو معهد ماستشوستس للتكنولوجيا MIT، أفصحوا عن أنهم في عام 2013 توصلوا لطريقة يستخدمون فيها موجات الراوتر لتحديد عدد الأفراد في مكان ما، بل تحديد حركات أيديهم، بغض النظر ما إذا كان الراوتر داخل الغرفة نفسها أو تفصله عنها جدران خشبية أو حتى من الخرسانة السميكة. أضف إلى ذلك تم تطوير جهاز يعتمد على موجات الواي فاي لتقفي نبضات قلب الأشخاص المراد مراقبتهم، وأطلق على هذا الجهاز اسم «زمرد» Emerald، وقام الباحثون بعرضه على الرئيس أوباما عام 1916 في البيت الأبيض في عرض توضيحي استخدم فيه الجهاز بغرض حماية كبار السن من السقوط وذلك بتتبع حركة القلب. أما الأخطر من كل هذا وذاك فهو الجهاز الذي أفصح عنه الباحثون في مؤتمر عام 2015 وأطلقو عليه اسم «واي كي» Winkey، الذي يحدد حركة أصابع أحد الأفراد على أي لوحة مفاتيح، ومعرفة أي أزرار تم الضغط عليها.. وخطورة هذا الجهاز تكمن في أنه يتم تحديد أي النصوص تمت كتابتها على اللابتوب أو الهاتف، ومنها تتم معرفة الأرقام السرية لحسابات البنوك وخلافه. وقد تستخدم أجهزة المخابرات المعادية تلك التقنية للسطو على أبحاث العلماء، وفتح أجهزة اللابتوب الخاصة بهم وسرقة ما يشتهونه من أبحاث وأسرار قد يستخدمونها كورقة ضغط ضد العلماء، أو الساسة وكبار رجال الدول.
ومن الواضح أن تلك التكنولوجيات، يتم تطويرها لتصيرأكثر دقة يوما تلو الآخر. فلو كانت هذه هي الأبحاث حتى عام 2016، فما بالك بما توصَّل إليه العلماء في الوقت الحالي. وأكبر مشكلة أن مثل تلك التقنيات التي تسهل التجسس، لن يقتصر وجودها على الأجهزة المعنية التابعة للدول لمحاربة الجريمة والإرهاب، أو حتى لاستخدامها في أغراض طبية وهندسية. فكما حدث مع التكنولوجيات السابقة، أموال رجال المافيا وأباطرة الجريمة سهلت حصولهم على أحدث التقنيات. وعلاوة على ذلك، فإن التقنيات التي تعد قديما معقدة وباهظة السعر، مع الوقت تصير في متناول الجميع، ومثال على ذلك جهاز الجوَّال الذي يمتلكه الجميع، والذي كان قديما امتلاك ولو جزء من المئة من خواصه قاصرا على أرفع أجهزة الدول.
قد تكون أجهزة الراوتر المزودة ببرامج تتيح لصاحبها الوصول لأدق تفاصيل ما يحدث داخل منزله، أو وسيلة فاعلة لحماية الأطفال وكبار السن تجعل المنازل الذكية أكثر راحة وأماناً. لكن أيضا أي مجرم يتاح له فعل المثل مع أي فرد أو أسرة يرغب إلحاق الضرر بها.
كاتبة مصرية
كل شيء أصبح مكشوفا ولم تعد هناك خصوصيه والغريب انه حتى مع علم الشخص بأن هذه التكنولوجيا تتجسس عليه إلا أنه سعيد باستخدامها. العالم المتحضر أصبح منهمكا في البحث عن وسائل جديده للمراقبه وتتبع حركات الأفراد.
يا (قيصر) أستراليا، مقالات المصرية (نعيمة عبدالجواد) مهمة، من زاوية إبراز إشكالية التقنية، على حياة الإنسان والأسرة والشركة والدولة بداية من الآلة التي في يد كل إنسان الآن،
كما هو حال عنوان (جاسوس الراوتر)، ولكن من الخطأ، فهم أن هناك (نظرية مؤامرة)؟!
داخل الأسرة أو الشركة أو الدولة، كما يظن صاحبك في الرابط التالي
https://youtu.be/RUzhP8hcJRU
فلسفة ثقافة الأنا (شيء)، مختلف عن حكمة ثقافة الآخر (شيء آخر)، بدون مشاكل الليل و النهار المختلفة والعمل على إيجاد حلول لها، لا حياة ولا جمال ولا سعادة، أصلاً،
ومن يظن غير ذلك، لا يفهم معنى الحياة بعد، أي ما زال في مرحلة الطفولة (زعطوط) (عالة) (غير منتج) (لاجئ).
فالسؤال هنا، هل هناك علاقة بين فكر وخزعبلات فتاوي، جماعة (الأحباش)، التي تأسست بعد أحداث نهاية السبعينات، والتي أدت إلى (تدمير مدينة حماة) في (لبنان)، بواسطة المخابرات (السورية)، وفكر أي (أزهري)، بخصوص ملك اليمين، أو غيرها من خزعبلات (علماء السلاطين) لتبرير أو تخدير ضمير أي إنسان (ة) بعد عملية (الزنى)؟!
أو الزواج بنية الطلاق،
أو أي نوع من أنواع الزواج العرفي (المتعة)،
أي بدون (تدوين) في سجل أي دولة، ليضمن حق أي طرف من الأطراف، بشكل قانوني،
يا خريجي أي جامعة إسلامية، بداية من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم لا؟!??
??????
برامج تجسس يتم الكشف عنها في حين أن حياة الجميع أصبحت مستباحة. العلم حاليا يسعى إلى كشف ميول النفس والعقل ولعله يحاول صنع روبوت يسيطر على الإنسان. فحين لا تفلح شريحة ايلون ماسك، السيطرة على الإنسان سيكون لها طرق أخرى. لم يعد هناك نظرية مؤامرة لأن المتٱمر الوحيد هو الانسان ضد نفسه