رام الله- غزة- “القدس العربي”: قررت جامعة مستوطنة “أريئيل”، منح نقاط استحقاق أكاديمية لطلابها، مقابل تطوعهم في البؤر الاستيطانية العشوائية من خلال المنظمة الاستيطانية “هَشومير يوش” أو (حارس المستوطنات).
وشملت نشرة مشتركة للجامعة والمنظمة، قائمةً بالبؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة، التي أقيمت على شكل مزارع، حيث دعت الطلاب إلى التطوع فيها، رغم أنه صدرت أوامر إسرائيلية بهدم تلك البؤر.
وذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أن هذه الجامعة الاستيطانية، وضعت آلية للتطوع تشمل 50 ساعة حراسة ليلية وأعمالاً زراعية في السنة.
وقد كُشف النقاب حسب تقارير عبرية، أن مكتب المستشار القضائي للحكومة ومجلس التعليم العالي الإسرائيلي، شرعا في عملية تقصي حقائق في شكاوى بهذا الخصوص.
ودفع ذلك بالجامعة للزعم أنها ليست طرفاً بقرار الطلاب حول المكان الذي يتطوعون فيه، لكن المتحدث باسم الجامعة قال إنه “تقرر السماح بالتطوع في ثلاثة مزارع”، التي تقول الجهة التي تشغّل الطلاب إنها “مزارع قانونية وأقيمت في أراضي دولة بموجب القانون” وفق زعمها.
وأكد الباحث الإسرائيلي الخبير في الاستيطان، درور أتكيس، أن هذه البؤر الاستيطانية أقيمت من دون تصاريح بناء قانونية.
وجاء في إعلان للطلاب نشرته جامعة مستوطنة “أريئيل” ولجنة الطلاب ومنظمة “هشومير يوش”: “هل تريدون كسب نقاط استحقاق بدون دراسة مواد؟ تعالوا لحراسة مزارع في الليالي، تقضون الليلة بفرح مع أصدقاء حول موقدة، وتشربون قهوة جيدة تحت النجوم وتساعدون المزارعين”.
ووجه الإعلان الطلاب إلى نموذج يشمل 28 “مزرعة، بينها بؤر استيطانية يمارس المستوطنون فيها اعتداءات إرهابية ضد فلسطينيين وسيطرة على أراضيهم”.
وقد كتب في موقع جامعة مستوطنة “أريئيل” الإلكتروني أن هدف التطوع في البؤر الاستيطانية العشوائية هو “ربط الطلاب بالمهمة الصهيونية والقومية للزراعة الآنية”.
ونشرت منظمة “هشومير يوش” مقطع فيديو ظهر فيه رئيس اللجنة الإدارية للجامعة، مارك تسيل، قائلا إن هذه المنظمة تعمل ضد “أولئك الذين يسعون إلى عرقلة حق شعب إسرائيل بالاستيطان في البلاد وتطوير الزراعة”، ودعا إلى دعم المنظمة “مثلما ندعمه نحن في الجامعة هنا”.
ويقيم المستوطنون عشرات البؤر الاستيطانية غير المرخصة، على أراضي الضفة وأخرى يعلمون على توسيعها لتصبح مستوطنات، في ظل الدعم اللا محدود من الحكومة وقوى اليمين المتطرف.
جدير ذكره أن لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية ضمت الجامعة الاستيطانية إليها، فيما انتقد محاضرون الاعتراف بمؤسسة أقيمت بصورة مخالفة للقانون ولقواعد مجلس التعليم العالي الإسرائيلي.
يشار إلى أن إسرائيل شهدت في وقت سابق عاصفة سياسية عقب قرار رابطة علماء الاجتماع الإسرائيليين تجديد مقاطعتهم جامعة “أريئيل” المقامة في مستوطنة “أريئيل” شمال الضفة الغربية، لأنها ليست موجودة داخل حدود إسرائيل، في حين اعتبرت إدارة الجامعة أن هذه الخطوة فاشية.
وبسبب أعمال الاحتلال بما فيها الاستيطانية، سبق وأن أعلن أكثر من 300 أكاديمي من أكثر من 10 جامعات بريطانية، مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية احتجاجا على ما أسموه انتهاكات بالغة لحقوق الإنسان الفلسطيني.
كما قررت سابقا جمعية أمريكية تضم خمسة آلاف أستاذ وباحث مقاطعة إسرائيل أكاديميا احتجاجا على سياسة الدولة العبرية تجاه الفلسطينيين.