دمشق ـ من علاء وليد: قالت مصادر في رئاسة جامعة دمشق، أكبر الجامعات في سورية، إن نحو 10′ من أساتذة الجامعة غادروا البلاد خلال الفترة الماضية باتجاه جامعات بدول عربية في مقدمتها البحرين، وذلك بحسب صحيفة ‘الوطن’ المقربة من النظام السوري. ونقلت الصحيفة في عددها الصادر، امس الاربعاء، عن مصادر في جامعة دمشق، لم تسمّها، قولها إن نحو 10′ من أساتذة الجامعة غادروا البلاد خلال الفترة الماضية باتجاه جامعات بدول عربية في مقدمتها البحرين مفضلين ‘العروض الممتازة’ التي جاءتهم منها، مشيرة إلى أن نصاب الهيئة التدريسية بجامعة دمشق ‘لم يتأثر أبداً بهذا الرقم ولن يتأثر حتى لو وصل معدل الهجرة إلى 20”، على حد قوله. ولم توضح الصحيفة سبب توحه الاساتذ السوريين إلى البحرين بشكل خاص. وتعتبر جامعة دمشق أكبر الجامعات السورية وأقدمها (نحو 100 عام)، وتعد واحدة من خمس جامعات حكومية في البلاد، ويتبع لها ثلاثة فروع في المحافظات الجنوبية (درعا، السويداء، القنيطرة) ويدرس فيها أكثر من 100 ألف طالب. ولفتت المصادر إلى ضرورة التفكير بسبل تكفل الحفاظ على الأستاذ الجامعي في هذه الأوقات بما في زيادة تعويضاته المالية التي ‘لا تساوي سوى 5’ من العروض المغرية التي تصله من خارج سورية’، حسب تعبيره، مؤكدة أن قضية هجرة أساتذة الجامعات لم تطرح بعد للنقاش، على الرغم من أن الأمر قد يصل إلى حدود ‘تتهدد معها الثقة العلمية للمؤسسات التعليمية’، حسب تعبيره. وأشارت المصادر إلى أن راتب الأستاذ الجامعي في سورية الذي كان أعلى من راتب أي وزير في الحكومة، بات ‘قليلا’ في سبيل تلبية ‘حياة كريمة’ في ظل تراجع القيمة الشرائية لليرة السورية. وتراجعت القيمة الشرائية لليرة السورية بعد اندلاع الأزمة في البلاد منذ مارس/آذار 2011، بالتزامن مع تراجع قيمتها لأكثر من 150′ أمام الدولار حيث كان سعر صرف الدولار قبل الأزمة يعادل 50 ليرة فقط في حين أنه يعادل اليوم نحو 200 ليرة بحسب أسعار السوق. وتعد رواتب الأساتذة الجامعيين في سورية من أعلى الرواتب بين العاملين في القطاع العام والخاص، إلا أنها تعد ضئيلة مقارنة بالممنوحة لزملائهم في دول الجوار على سبيل المثال. وحول فعالية الإغراءات التي تصل للأساتذة الجامعيين لتجعلهم يهاجرون من البلاد، تساءلت المصادر: كيف لأستاذ جامعي أن يرفض عرضاً بمرتب يبلغ 30 ألف دولار شهرياً مع تأمين منزل وسيارة له، مقابل راتب يحصل عليه حالياً في الجامعات السورية يساوي نحو 60 ألف ليرة سورية فقط (نحو 300 دولار بالأسعار الرائجة للدولار في السوق). ولم تشر المصادر إلى أسباب إضافية لهجرة الأساتذة الجامعيين تتعلق بسوء الأوضاع الأمنية نتيجة الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين ونصف.(الأناضول)