جامع كويتي يثير جدلا بين العلمانيين والإسلاميين في تونس

حسن سلمان
حجم الخط
1

تونس – “القدس العربي” من حسن سلمان

أثار قرار الكويت تشييد جامع ومعهد إسلامي في تونس، جدلا كبيرا في البلاد، حيث اعتبر أنصار التيار العلماني أنه “مدخل” لأسلمة المجتمع ونشر التطرف في تونس، فيما أكد أنصار التيار الإسلامي أنه خطوة في “الاتجاه الصحيح”.
وكان وزير العدل والشؤون الإسلامية الكويتي فهد العفاسي زار تونس مؤخرا، حيث وقع مع وزير الشؤون الدينية التونسي أحمد عظوم اتفاقا يقضي بتمويل الكويت لتشييد جامع “الزيتون” في منطقة الحرايرية في العاصمة، فضلا عن مقر جديد للمعهد الأعلى للشريعة، الذي سيختص في تدريب الوعاظ والأئمة في تونس.
وأثار الخبر جدلا كبيرا في تونس، حيث دوّنت الباحثة رجاء بن سلامة على صفحها في موقع “فيسبوك”: “الكويت تبني جامعا ومعهدا إسلاميّا في منطقة الحرايريّة. ما معنى هذا؟ ماذا سيدرّس هذا المعهد؟ سيخرّج دفعات من الأئمّة والفقهاء المعارضين لدولة القانون، والمطالبة بالشّريعة؟ من أمر ومن خطّط ومن وافق؟ ما حقيقة هذا المشروع؟ لا تحتاج الحرايريّة إلى مستشفى ولا إلى مدارس ولا إلى وسائل نقل أو مكتبة عموميّة أو قاعة رياضة؟ أطالب بسيادة تونس في ما يخصّ التربية والتّعليم والتّديّن كذلك. أطالب بتعاون دوليّ لا يخدم أيّ جندة مخالفة لتوجّهات البلاد الدّيمقراطيّة والتّحرّريّة”.

وأضافت في تدوينة أخرى ” لن نقبل بالعودة إلى مربّع 2011. أومن بالدّيمقراطيّة، واومن بأنّ العنف والإقصاء ليسا حلاّ لأيّ مشكل، ولذلك فإنّني لم أطالب يوما بإقصاء النّهضة ولا بحلّها. ولكنّني، باعتباري مواطنة تونسيّة، لن أقبل بأيّ شكل من أشكال العودة إلى برامج الإسلام السّياسيّ، وبرامج الأخونة التّدريجيّة للمجتمع ،كبف يمكن أن نقبل بتعاون دوليّ تكون نتيجته بناء مسجد ومعهد (معهد ماذا؟) من قبل دولة أجنبيّة تعاني هي نفسها من سيطرة الإخوان على برلمانها وعلى حياتها العامّة، وفي دولة عانت وتعاني من الإرهاب؟ من قرّر هذا التّعاون؟ تعاون على نشر بؤر الإرهاب بدل التنمية المستدامة، والثّقافة المستنيرة؟”.
وقال الإعلامي مختار الخلفاوي “الكويت ستبني هذا الجامع في بلاد بها أكثر من 5 آلاف جامع، من بينها الجامعة الزيتونية وعدة معاهد لتخريج الأئمة. الكويت أكن لها كل الاحترام لأنها لم تتدخل بدول الربيع العربي كما فعلت جاراتها، وأيضا لديها جانب ثقافي مهم، وكان الواحة الواعدة بالديمقراطية العربية في الستينات عندما احتضنت عدد من الرموز الفلسطينية كالراحل ناجي العلي. كما أنها عملت في تونس استثمارات سياحية هامة في الثمانينيات، لكن هذه المرة لم تكن موفقة”.

ودوّن الكاتب نصر الدين السويلمي “شنت رجاء بن سلامة، مصحوبة بلفيف من يسار الاستئصال، حملة مركزة على مشروع المسجد الكبير والمعهد الديني الذي سيتم بعثه في منطقة الحرايرية، واعتبرت  ان مثل هذه المشاريع وفي منطقة شعبية مكتظة بمثابة القنبلة الموقوتة، فيما تواصل شخصيات اخرى التحشيد والتجنيد لمنع مثل هذه الحماقات على حد قول احدهم في اشارة الى المسجد والمعهد، أما بن سلامة فقد ذهبت بعيدا حين وصفت المسجد والمعهد بـ”بؤر الإرهاب” جاء ذلك في تدوينة ضمن التدوينات العديدة التي رصدتها رجاء للتصدي لمشروع المسجد الكبير”.
ودعا إلى “مساءلة قانونية” لبن سلامة بتهمة “الاساءة الى بيوت الله ومن ثم الى كافة الشعب التونسي المسلم، الذي لا يرضى بالنيل من مساجده ووصفها ببؤر الإرهاب”.
وكان الرئيس التونسي استقبل مؤخراوزير العدل والشؤون الدينية الكويتي، حيث أشاد بالمشاريع بـ”الإنجازات التي قامت بها دولة الكويت في المجال السياحي، التي تعد نموذجا ناجحا للاستثمارات العربية في تونس”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    هل صار بناء مسجد يرفع فيه و يذكر اسم الله و معهد لتخريج متخصصين في الشريعة و بإشراف الدولة و تحت مظلة قوانينها ، يشعر آخرين بالإنزعاج و الخوف و التهديد ؟!
    .
    لو تبرعت دولة اوربية ببناء كنيسة ،هل كان الامر سيثير عند هؤلاء نفس الانزعاج ؟! رغم أن تونس لا تحتاج إلى كنيسة ربما !
    .
    نعم اما مع بناء مستشفيات و مدارس و معاهد تقنية و لا شك نتمنى أن يأتي من يتبرع بذلك سواء أشخاص أو دول ، و يمكن أن يتم ذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في البلد و بين جهات التبرع
    و المسجد و المعهد الملحق به ، هو مؤسسات يحتاجها بلد أغلبيته تدين بالإسلام و هذه رغبة المتبرع و وجدت صدى لدى المتبرع إليه فأين الاشكال ؟!
    .
    المصيبة أن هؤلاء يطرحون أنفسهم أنهم محايدون تجاه خيارات الناس ولكن عندما تدق ساعة الحقيقة تجدهم مؤيدون لكل ما ينشر الفاحشة في المجتمع و معارضون لكل ما يمكن أن ينشر الفضيلة و الاخلاق السوية ، وحجتهم الأزلية كما إسرائيل و دول الغرب المعادية للمنطقة ربط الدين بالإرهاب ، وليس كأن أغلبية المجتمع هم مسلمون معتدلون وسطيون.

إشترك في قائمتنا البريدية