عمان – «القدس العربي» : صفق الحضور نحو 6 مرات على الأقل وهم يقاطعون رئيس الديوان الملكي والوزراء الأسبق والغائب منذ سنوات طويلة عن المسرح والأضواء عبد الكريم الكباريتي مدليا بمداخلة سياسية حادة جدا تنطوي على حالة نقد ذاتي نادرة على هامش حفل إشهار كتاب طبيب القلوب الشهير الجنرال الدكتور يوسف القسوس.
«بين الجندية والطب»… لماذا صفق الحضور للكباريتي 6 مرات؟
القسوس أصدر كتابا بعنوان بين «الجندية والطب» مستعرضا فيه محطات كبيرة على شكل سيرة ذاتية تتضمن حوارات والكشف عن أسرار وسجالات لها علاقة بشخصيات وزعماء وبمرحلة الملك الراحل الحسين بن طلال.
وسط العشرات من كبار الشخصيات الوطنية والعديد من رؤساء الوزارات والوزراء السابقين وكبار رجال الدولة تحدثت نخبة من المعلقين بمناسبة إصدار كتاب الدكتور القسوس وهو أحد مؤسسي الخدمات الطبية الملكية الأردنية ويعتبر من الأطباء الأكثر حضورا في نصف القرن الماضي في الأردن.
إشهار كتاب القسوس قد يكون المناسبة الأضخم التي يجتمع فيها نخبة من رجال العهد وطبقة كبار السياسيين والأدباء والأطباء والمفكرين والمثقفين بعد عامين من وباء كورونا وفي فعالية تخللها استعراض للكتاب وسيرة صاحبه.
رسائل سياسية الطابع
لكن تخللها أيضا إيصال العديد من الرسائل سياسية الطابع والكشف عن الكثير من الصفحات المتعلقة بالشاهد الأساسي وهو مؤلف الكتاب خصوصا وأن الكتاب يضم فصولا عن كيفية استقبال الشيخ أحمد ياسين في مدينة الحسين الطبية بعد الإفراج عنه وعما حصل مع الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل بعد محاولة اغتيال في شوارع عمان وما تبعها.
يتضمن الكتاب حوارات ومعلومات يتم الإفراج عنها لأول مرة عن حادثة اغتيال مشعل وعن كيفية تصرف الملك الراحل الحسين بن طلال عندما أجبر الاسرائيليين على إحضار الترياق الذي تم تسميم مشعل به في شوارع عمان. لكن الكتاب يكشف في المقابل، وكما قال الدكتور والوزير السابق عزمي محافظة، عن أن فريقا طبيا أردنيا تمكن من إنقاذ مشعل حتى قبل حضور الترياق الإسرائيلي.
وكشف متحدث في حفل إشهار الكتاب هو الدكتور أسعد عبد الرحمن عن دور الدكتور القسوس في استقبال وإجراء عملية جراحية في رأس ودماغ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حيث بات عرفات ليلته حائرا مع المرافقين وبين خيارات متعددة بالسفر إلى أن أبلغ القسوس صبيحة اليوم التالي بأنه سيجري العملية في عمان وهو ما حصل على يد الجراح الأردني الراحل الدكتور عادل الشريده.
في كل حال الجانب السياسي كان حاضرا بقوة خصوصا على جبهة استحضار الملك الراحل الحسين بن طلال بالقرب من عيد ميلاده الأخير.
وراعي الحفل كان رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي، الذي حضر بالزي التقليدي الوطني الأردني لتلك المناسبة، وسط أجواء من الفخامة في الحديث والحضور والدلالات السياسية والوطنية خصوصا وأن المجالي ينظر له كمؤسس للبيروقراط الأردني الحديث ومؤسس للخدمات الطبية الملكية. وقد شرح القسوس في مداخلة له كيف استقبله الدكتور المجالي عام 1966 ومنعه من الالتحاق بوزارة الصحة ومنحه رتبة نقيب في القوات المسلحة وطلب منه الالتحاق طبيبا بالقوات المسلحة.
خطاب حاد
الجزء الأهم هو تلك التعليقات التي ختم بها في الشأن الوطني الكباريتي خطابا حادا دفع الجمهور للتصفيق عدة مرات وتداوله الأردنيون عبر وسائط التواصل لاحقا بكثافة واضحة.
في ذلك الخطاب تحدث عن الوضع الداخلي والاقتصادي والوطني في الأردن مشيرا إلى الوصول إلى مرحلة الليل الطويل ورصد اختلالات مالية ومائية واقتصادية واجتماعية إضافة إلى جائحة جامحة وجروح جيوسياسية.
حفلت كلمة الكباريتي بالرموز والدلالات ومنها قوله بأننا «هرمنا ودخلنا في مرحلة لم نعد فيها قادرين على التقدم» وهي إشارة سلبية للواقع الحالي من رجل دولة معروف وغائب عن الأضواء.
وتحدث عن شعوره بالقلق والجزع من المرحلة وتفصيلاتها وقال إن جيله جيل السياسيين الذي يمثله لا يخشون التغيير لكن من حق هذا الجيل ورموزه أن يشعر بالقلق الآن. واعتبر أن عنصر الزمن ليس في صالح الأردن وأنه لابد من صحوة في السياقات العامة، وعبرعن شعوره بالامتعاض لأن الوطن لا يقبل التسليم كما قال بدخول المئوية الثانية للدولة الأردنية على مركب نحن على متنه هائم على وجهه بلا طريق أو بوصلة أو مقعد.
وانتقد الكـباريتي ما أسـماه غياب الوضـوح والثرثرة على ضـفاف الحقيقة وتحدث عن «أوحال الأحوال» وقال بأن الشـعب الأردني يواجه تحديات كبيرة في بحر الإقليم الهائج متمنيا التحدث عن منظـومة قابلة للتـنفيذ وليس عن منظومة تنـطلق من بــراءة الذمة فقـط.
حضر المناسبة طبعا العديد من الشخصيات البارزة، وبين الحضور إضافة إلى نخبة عريضة من الأطباء وجنرالات المؤسسة العسكرية ومن أصدقاء وزملاء ومجايلي طبيب القلوب الثمانيني الدكتور يوسف القسوس، رئيس الديوان الملكي الوزير يوسف العيسوي إضافة ‘لى العديد من محبي الدكتور القسوس. ويتضمن الكتاب إفصاحات نادرة لأول مرة من طبيب شاهد على العيان وتواجد في موقع الحدث والقرار في الكثير من المفاصل المهمة في تاريخ الأردن الحديث، ورافق الملك حسين في رحلة مرضه الأخيرة التي توفاه الله بعدها حتى أن الملك حسين طلب منه العودة إلى عمان لأنه حصل منه على كل ما يلزمه وعلى أساس أن بلاده في حاجة إلى خدماته الطبية. كما تحدث في النشاط نفسه نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور رجائي المعشر مستعرضا تفاصيل السيرة الذاتية لطبيب القلوب الشهير.
عبد الكريم الكباريتي رجل دولة بما في الكلمة من معنى ، المرحلة تحتاج امثاله ولكن اعتقد اذا عرضت عليه المسؤولية ان لا يتقبلها !!؟؟
أليس الكباريتي صاحب المقولة المشهورة ( الدفع قبل الرفع ) وما تبعها من ويلات على المواطن الاردني
لقد كان هو رئيس وزراء . فماذا أنجز؟
لو كانت رئاسة الوزراء بالإنتخاب ,كما يجب أن تكون , لانتخبت الكباريتي .. كانت له أخطاء مصدرها الوضع القائم .. حين ووجه بالخيار الديموقياطي , أو بالأحرى “بإمكانتبته” كان موقفه متجاوبا واعترف ببعض أخطاءه والني هي ليست خطايا ,ناهيك عن “جرائم” كما في حال غيره .. هو رافض للمنصب وليس فقط “متوفع” أن يرفضه .