جريمة اغتيال سياسي معلنة

حجم الخط
11

تشير وقائع عملية اغتيال شيرين أبو عاقلة، إلى حصولها بشكل مخطط له، فسلطات قوات الاحتلال، التي تتباهى دائما بـ«دقة أهدافها» لا يمكن أن تفوتها حسابات مقتل الإعلامية الفلسطينية الشهيرة، التي تحمل الجنسية الأمريكية، والتي غطت على مدار خمسة وعشرين عاما أعمال الجيش الإسرائيلي، واكتسبت خبرة كبيرة في توثيق جرائمه.
سبقت عملية الاغتيال، كما هو معلوم، تهديدات أطلقها وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس «باستهداف مصادر التحريض» وذلك بعد عملية مدينة إلعاد، في الخامس من الشهر الحالي، وقد أشار إعلاميون فلسطينيون حينها إلى أن هذه تهديدات رأس المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هي توعد بانتقام كبير مقبل.
ساهم رأس حربة المستوطنين المتطرفين، والنائب في الكنيست الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بدوره، في التحضير لهذا الانتقام باتهام مراسلي قناة «الجزيرة» القطرية، بالوقوف بشكل مقصود وسط الاشتباكات، قائلا إنه «يدعم جنود الجيش بشكل كامل» وبذلك اندمج صوتا المسؤول عن الجيش مع زعيم التطرف واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والشيخ جراح.
وقد وثقت وسائل إعلامية وصول حملة تهديدات بالقتل والاعتقال من قبل جيش الاحتلال لعديد من الإعلاميين الفلسطينيين في الضفة، مع مطالب واضحة لهم بعدم تغطية أي اقتحامات أو اشتباكات سينفذها الجيش قريبا، وقد نجت إحدى الصحافيات الفلسطينيات، شذى حنابشة، قبل يومين، من محاولة اغتيال للمرة الثانية خلال تغطية أحد الاقتحامات في مخيم جنين.
يمثل استهداف شيرين أبو عاقلة قتلا للمعاني الكبيرة التي تحملها، فهي ابنة القدس، العربية المسيحية، وهي الفلسطينية – الأردنية – الأمريكية، وهي مراسلة قناة «الجزيرة» التي كانت، منذ نشوئها، أحد أهم المنصات الإعلامية العربية التي تعتمد سياسة مهنية عالية في تغطية الأحداث، وهي فوق كل ذلك، الشاهد الحي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
باغتيالها، تفترض إسرائيل، أنها توجه ضربة كبيرة لكل ما تمثله هذه القضايا التي تعمل، باشتباكها معا، وبرمزيتها، وبمهنيتها، على تفكيك أساطير إسرائيل عن نفسها، وفضح الطبيعة الوحشية وغير الديمقراطية والمعادية للبشرية عموما.
تتوازى، بشكل مدهش، حرارة الردود الشعبية على استشهاد أبو عاقلة، مع الردود العربية والدولية، وتكشف هذه الردود، والتشييع العظيم الذي حظيت به، عن المكانة الرفيعة التي مثلتها بحياتها وبموتها.
في أحد اللقاءات معها تقول شيرين إنها اختارت الصحافة كي تكون قريبة من الإنسان، ورغم صعوبة تغيير الواقع فقد كانت قادرة على «إيصال الصوت» وإبقاء «التغطية مستمرة من فلسطين» والحقيقة أن صوتها سيظل يتردد في مسامع الملايين من الذين تابعوها وأحبوا ابتسامتها الحزينة التي أصبحت جزءا من الذاكرة الفلسطينية المستمرة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول اثير الشيخلي - العراق:

    أكرر تعليقي الذي نشرته امس على الخبر الرئيسي المؤلم :
    لن ننساك يا شيرين
    كنت و سيظل صوتك بالحق يصدح
    و ينطق حقيقة فلسطين
    و يكشف للعالم اجمع
    إجرام المجرمين و سفالة المحتلين

    كنت كلما استمع لتقرير من تقاريرك اتذكر فيروز و هي تشدو ;

    أنا لا أنساكِ فلسطينُ

    ويشدُّ يشدُّ بِيَ البُعدُ

    أنا في أفْيائِكِ نِسرينُ

    أنا زهرُ الشوكِ أنا الوردُ

    سَنَدُكُّ نَدُكُّ الأسوارا

    نَسْتَلْهِمُ ذاكَ الغارْ

    ونعيدُ إلى الدارِ الدارا

    نمحو بالنارِ النارْ

    فَلْتَصْدَعْ، فَلْتَصْدَعْ

    أبواقٌ أجراسٌ تُقْرَعْ

    قد جُنَّ دَمُ الأحرارْ

    سيفٌ فَلْيُشهَر في الدنيا

    ولتَصْدَعْ أبواقٌ تصدعْ

    الآنَ الآنَ وَلَيسَ غداً

    أجراسُ العَودةِ فَلْتُقرعْ

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    ” فهي ابنة القدس، العربية المسيحية، وهي الفلسطينية – الأردنية – الأمريكية، ” إهـ
    المسيحيون العرب أشرف ألف مرة من المطبعين المحسوبين على العروبة والإسلام زوراً وبهتانا !
    يجب المحافظة عليهم وحمايتهم ببلادنا العربية لأنهم أُصلاء بالمنطقة , ومكسب لنا !! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    ” والحقيقة أن صوتها سيظل يتردد في مسامع الملايين من الذين تابعوها وأحبوا ابتسامتها الحزينة التي أصبحت جزءا من الذاكرة الفلسطينية المستمرة. ” إهـ
    وسيتردد إسمها كثيراً بمستشفيات الولادة منذ الآن !
    ذهبت شيرين واحدة , وستولد العشرات من شيرين !!
    على قناة الجزيرة تخليد إسمها بجائزة سنوية للإعلام !!!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول معاذ سالم:

    هدد الصهاينة بقتل السنوار .. في حساب الكلفة سيكون الرد شديد الوطأة عليهم و ستمطر صواريخ حماس مدن فلسطين و الحكومة الصهيونية هشة أصلاً .. فهل كان اغتيال شيرين ابو عاقلة بديلاً أقل كلفة من الناحية العسكرية و أكثر ثمناً من ناحية ضرب صوت صحافي مميز؟ و كما يذكر المقال .. فهي شيرين ابو عاقلة الصحافية في اكثر وسائل الإعلام العربية مهنية .. هي ابنة القدس الفلسطينية الأردنية الأمريكية !

  5. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    لن ننساك يا أيقونة لن ننساك ياإنسانة،لن ننساك ياشرين

  6. يقول سامح //الأردن:

    *هذا الكيان الصهيوني المجرم إلى زوال إن شاء الله. ربنا ينتقم من الصهاينة المجرمين القتلة وكل من لف لفهم.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل.

  7. يقول غازي الحايك:

    ليس بستغرب ما تقوم به هذه الدولة المارقة بحق الصحافة الحرة والاعلام الذي يفضح ممارساتهم الوحشية الهمجية. فهي دولة عصابات همجية يديرها زعماء ما فيات .ابعد ما يكونوا من طينة البشر.يساندهم عالم اوروبي منافق بامتياز.لذلك.حتى لو اعترفوا بجريمتهم النكراء فسوف يفلتون من العقاب. لان وراهم إمبراطورية الشر والعنوان.التي تمنع عنهم حتى الإدناة الشكلية. رحلت شيرين ولكن الكلمة الحرة لن ترحل.مهما تمادى القتلة برابرة العصر في اجرامهم. فهذه الأرض الطاهرة المقدسة ستعرف كيف تكنسهم وتلقي بهم إلى مزابل التاريخ .هذا وعد الله الذي وعد به عباده المؤمنين. الخزي والعار للقتلة زعماء عصابات المافيا.والمجد والخلود لشيرين ولكل الأقلام الحرة التي لا يرهبها القتلة وخفافيش الظلام.

  8. يقول alaa:

    الاحتلال قتل النفس التي حرم الله قتلها وبهذا فقد قتل الناس جميعا وحسابهم سيجئ من الله وصدق الله العظيم

  9. يقول يعرب القحطاني:

    لم يوترني إلا الناعقون، الذين دخلوا في سجالات عدم الترحم عليها ، لانها مسيحية.
    الف رحمة ونور لروحك الطاهرة يا صوت فلسطين ومسكها الفواح

  10. يقول عبدالرحمن فايد:

    دعو القدس لمولاه
    ا فماعظم بلواها
    ان فرت من الباغي
    كي تلقى الوكيلا

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية