“نيويورك تايمز” تعرض كتابا تركيا يكشف “الأسرار المظلمة” لجريمة قتل جمال خاشقجي

حجم الخط
16

واشنطن-“القدس العربي”:

قدم صحافيون لديهم علاقات مع المخابرات التركية، ويعملون في وحدة التحقيقات في صحيفة “صباح” الموالية للحكومة،  أشمل وصف حتى الآن لتسجيلات جريمة قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، وصورة عن الطريقة التي خطط فيها فريق الاغتيال عملية القتل وما حدث بعد ذلك، وفقا لقراءة لصحيفة” نيويورك تايمز” لكتاب ظهر حديثا.

وجاء في الكتاب الذي أعده عبد الرحمن سيمسك ونظيف كرمات وفرحات أونلو نقلا عن أحد أعضاء فريق القتل، قوله: “سنقول له: نريد أخذك إلى الرياض.. إن رفض فسنقتلته ونتخلص من جثته”، مشيرة إلى أن مسؤولين أتراكا ذكروا التسجيلات التي سجلت دخول الصحافي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، وقاموا بتسريب المعلومات الأمنية، في محاولة لدفع السعودية للاعتراف بالجريمة.

وأكد مسؤول أمني تركي تحدث إلى” نيويورك تايمز”، بشرط عدم ذكر اسمه، وبطريقة منفصلة، أن الوصف الذي قدمه الصحافيون دقيق في كتابهم “جريمة دبلوماسية: الأسرار المظلمة لجريمة مقتل جمال خاشقجي”، الصادر باللغة التركية، في كانون الأول/ ديسمبر 2018.

خاشقجي مات في الساعة 1.24 ظهرا، أي بعد 10 دقائق من دخوله البناية، “كانت الثواني الأخيرة في القنصلية هي حشرجة الضحية، الذي كان سيودع هذا العالم”

ولاحظت قراءة الصحيفة أن المسؤولين السعوديين قدموا عددا متغيرا من الروايات بشأن ما حدث له عندما دخل القنصلية للحصول على وثائق تتعلق بزواجه من امرأة تركية، وقالوا في البداية إنه غادر القنصلية بعد فترة قصيرة، ثم قالوا إنه قتل بعد عراك له مع الفريق الأمني، واعترف المسؤولون لاحقا بأنه قتل وقطعت جثته التي لم يعثر عليها، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية قالت إنها اعتقلت 18 شخصا قدمت منهم 11 يشتبه في تورطهم في الجريمة هذا الشهر في العاصمة الرياض.

 ولا يشرح الكيفية التي حصلت فيها الحكومة التركية على التسجيلات، ولكن التقرير اشار إلى أن المؤسسات الأمنية قامت بتسجيل الأشرطة من عدة مواقع داخل القنصلية، وأطلعت الحكومة التركية المسؤولين الأمريكيين البارزين والدول الأجنبية الأخرى في وقت لاحق على مقتطفات منها، بمن فيهم مديرة الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” جينا هاسبل.

وأفادت الصحيفة أن الصحافيين تعرفوا على واحد من المسؤولين في التسجيلات، وهو المسؤول الأمني الذي رافق ولي العهد محمد بن سلمان في رحلاته الخارجية ماهر عبد العزيز المطرب، وسمع المطرب وهو يصدر الأوامر ويوجه الحوارات مع خاشقجي، بحسب ما ورد في الكتاب.

ومن الشهادات التي نقلها التقرير عن الصحافيين، قولهم إن المسؤولين الأتراك استطاعوا تحديد هوية المطرب وبقية أعضاء الفريق من خلال تحليل الأصوات.

وتضمن الكتاب معلومات تفيد أن  المطرب هو الذي رسم الخطة للطبيب الشرعي للحكومة السعودية صلاح الطبيقي، قائلا له إنهم سيحاولون نقل خاشقجي إلى السعودية، ولو رفض “فسنقتله ونتخلص من جثته”، حيث ظهر صوته في التسجيلات وهو يصدر الأوامر للطبيقي، وقال: “جمال رجل طويل، طوله 180 سنتمترا”، وقال الطبيقي: “من السهل تقطيع مفاصل الأضحية، لكن تقطيعه يحتاج إلى وقت”، وأضاف: “دائما ما عملت على الجثث.. أعرف كيفية تقطيعها جيدا، لكنني لم أعمل أبدا على جثة لا تزال دافئة، لكنني أستطيع التعامل معها بسهولة، وعادة عندما أعمل على الجثة أضع الميكروفون على أذني وأستمع للموسيقى، أشرب قهوتي وأدخن سيجارتي.. بعد تقطيعها نلفها بحقائب بلاستيكية ونضعها في حقيبة ونأخذها”.

وكشف الكتاب/ ايضاً،  الصحيفة عن أن جمال أخذ إلى مكتب القنصل بعد دقائق من دخوله القنصلية، وسمع وهو يقول: “اترك يدي، ماذا تظن أنك تفعل”، وبعد دخوله الغرفة، يقول الصحافيون: “أخبره المطرب قائلا: تعال واجلس هنا، جئنا لأخذك إلى الرياض، وكان جواب خاشقجي قاطعا: لن أعود إلى الرياض”.

ويفيد التقرير بأن فريق الاغتيال السعودي أراد من خاشقجي إرسال رسالة بسيطة لابنه صلاح، يقول فيها: “ولدي، أنا في إسطنبول، لا تقلق لو لم تسمع مني لفترة”، إلا أن خاشقجي رفض، وعندها أمر المطرب رجاله بتحضير أدواتهم والاستعداد لتقطيع الجثة، مشيرا إلى أنه يظهر في التسجيلات صوت المعدات وهي تعد وتوضع على الطاولة، فيما سمع خاشقجي وهو يقول: “هل تريدون قتلي؟ هل تريدون خنقي؟”، ورد المطرب سيتم “العفو” عنه لو تعاون معهم، وبعدها أمر المطرب خمسة من الفريق للهجوم على خاشقجي.

وتورد الكاتبة نقلا عن الصحافيين، قولهم إن واحدا من العملاء، الذي يعتقدون أنه ثائر غالب الحربي، حاول تغطية فم خاشقجي، لكن التسجيلات تشير إلى أن خاشقجي منعه، لافتة إلى أن الحربي من الحرس الملكي، وتم ترفيعه العام الماضي إلى رتبة ملازم لشجاعته في الدفاع عن قصر الأمير محمد في جدة العام الماضي.

وبحسب الصحيفة، فإن الكتاب يكشف عن مشاركة موظف آخر في الحرس الملكي، وهو محمد سعد الزهراني، مشيرة إلى أن القتلة استطاعوا في النهاية تغطية فم الصحافي، وشهق نفسه الأخير بعد خمس دقائق، وكانت آخر كلماته: “لا تغطوا فمي، عندي أزمة، ستخنقوني”.

ويشير التقرير إلى أن خاشقجي مات في الساعة 1.24 ظهرا، كما ورد في الكتاب، أي بعد 10 دقائق من دخوله البناية، ويقول الصحافيون: “كانت الثواني الأخيرة في القنصلية هي حشرجة الضحية، الذي كان سيودع هذا العالم”.

وجاء فيالكتاب أن  مصطفى المدني، الذي أرسل ليمثل دور شبيه الصحافي، قام بعد مقتل خاشقجي مع سيف سعد القحطاني بتجريده من ملابسه، ويقول الكتاب إن الزهراني والحربي ساعدا الطبيقي في عملية تقطيع الجثة، حيث كان الطبيب يصدر الأوامر صارخا على من حوله: “ماذا تنتظرون؟”.

وتختم “نيويورك تايمز” تقريرها بالقول إن الأمور بدأت تتضح وشعر مسؤول في القنصلية بالدوار، كما ورد في الكتاب، “بحسب تسجيل”، ويقول الصحافيون: “تم تسجيل صوت تقطيع الجثة، الذي يشبه صوت منشار كهربائي، وكان يعمل بصورة منتظمة”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تيسير خرما:

    بدأت السعودية منذ 3 سنوات مشروع نهضة عربي تريليوني ينهي هيمنة الغرب ورفضت وهب القدس ليهود ومولت دولة فلسطين والأنروا فتنبأت أمريكا باجتياح إيران للسعودية إن لم تدفع ثلث ثروتها فرفضت فقتل مارقون سعوديون معارض سعودي بتركيا بتسهيلات كاملة لهم من أجهزة المخابرات والأمن الرسمي التركي التي هي جزء من أجهزة حلف الناتو الغربي ومرافقتهم حتى بالحانات والأدلة التركية بينت شراكتها بالجريمة إذن نحن أمام هدف غربي تركي مستمر بكسر نهضة العرب تحت أي قائد (بن سلمان أو عبد الناصر أو الشريف حسين أو محمد علي الكبير).

    1. يقول هشام صالح:

      رد على السيد خرما
      هل تقصد أن تركيا جندت الطاقم السعودي المقرب من ولي العهد السعودي وتأمرت معهم لقتل المرحوم الخاشقجي، وأن بن سلمان كان يريد التخلص من الهيمنة الغربية فدفع لهم تلك المبالغ الطائلة، وانه رفض وهب القدس لليهود وكأنك لم تسمع التصريحات والتلميحات السعودية والإماراتية المتعلقة بالاعتراف بالدولة العبرية. يقال في الأمثال عندنا من لا يرى من الغربال أعمى. إرحم عقولنا يا رجل.

  2. يقول كريم الياس/فرنسا:

    قُتل الرجل المغدور…ظلماً من طرف مواطنيه…و تم استدراجه لمبنى القنصلية ! لتنفيذ الجريمة البشعة ،لا لشيء سوى للتخلص منه و لا نعرف ما الفاءدة من ذلك…؟ مأساة حلت بعاءلة المغدور الاعزل…جريمة تم التخطيط لها على أرض ( الحرمين ) من طرف من يدّعون زورا انهم خُدامه و حُماته !؟ نظام جبان مجرم قاتل…يقتل الأبرياء، بل و يتفنن في قتلهم بأبشع الطرق..! سيبقى المغدور جمال خاشقجي…شهيد الكلمة الحرة…و سيبقى كل من شارك في قتله جبناء ، مطاردون بجريمتهم البشعة إلى يوم الدين…و شكرا لقدسنا الموقرة

  3. يقول طاهر بوراس:

    الاحداث تتكرار من حينا الى اخر وفي ارباع العالم *لكن الغريب في الامر اذا الامن التركي كان يسمع ما بيداء بين الفرق وجمال خشقجي
    داخل القنصلية لماذ ا لم يتدخال في الحين ويتقض الرجل من الموت او العذاب او الذ هب به الى المملك غصبا وسرا * نعم الحق يقال
    نظنوا ان هناك خلال وسر بين الفرق والامن التركي الصهر على القنصلية وليس ببعيد

    1. يقول miloud:

      … هل تسمح أي قنصلية أو سفارة بوجود أمن غير أمنها داخل مقراتها !!!

  4. يقول الاردن الهاشمي:

    تتاجر تركيا بالقضية كقميص عثمان.

  5. يقول عبد الكريم البيضاوي.:

    لماذا تلام داعش والدواعش بيننا. كيف لمن قام بكل هذا أن يحضن ويقبل أطفاله ويكون ممتنا وسعيدا في حياته ؟ ثم لمن يفكر في الحج أو العمرة ,رجاء فكر مرتين.

  6. يقول كريم الياس/فرنسا:

    اذن نحن أمام.. .هدف غربي تركي صهيوني…!! مستمر لكسر نهضة العرب..!! تحت اي قاءد ( ..بن سلمان….عبد الناصر…الشريف حسين…محمد علي…و لا ينقصنا إلا المفلس السيسي..ليكتمل المشهد..!؟ هل يعقل أن يخرج العبد عن طوع سيده…و نحن نعلم علم اليقين أن جميع من يحكمنا هم ( عبيد من الدرجة الاولى ) تم تنصيبهم من طرف أسيادهم ليس الا…!! و لا داعي ( لتزوير الوقائع) المثبتة أصلا في سيرة هؤلاء العبيد..! و شكرا لقدسنا الموقرة

  7. يقول عبد الكريم البيضاوي.:

    ملاحظة ولو مع حجم فضاعة الجريمة. الكلمات التي تظهر في الصورة على لباس الطفلة الصغيرة هي كلمات شعر من قصيدة لنزار قباني يقول فيها : ” حتى فساتيني التي أهملتها. فرحت به .. رقصت على قدميه…” من قصيدة ” أيظن ” لحنها عبد الوهاب وغنتها نجاة الصغيرة , كما غناها نهو نفسه على العود.
    ملاحظة فقط .

  8. يقول أحمد عمر:

    كان الراحل المغدور به- يرحمه الله رحمة واسعة- ينقد بعض سياسات حكومة بلدى مصر. شئ طبيعى أن تنقدنى، وأرد
    عليك، هو ينقد وأنا أرد عليه، وهكذا
    سِجالاً بيننا وبين الراحل إلى أن يصل
    صوتنا إلى أُولى الأمر، فإما أن يتم
    تصحيح الأوضاع أو ينتفض الشارع كما
    حدث فى سوريا مثلا، وتكون الحكومات
    هى المتسبب الأول تطور الأحداث
    إن لم تتحرك سريعا لاحتواء الموقف
    قبل أن يخرج عن السيطرة كما حدث
    فى سوريا واليمن وليبيا والعراق.
    ولكن، لم أذكر يوما تمنيت فيه الفناء
    للراحل خاشقجى. بل كغيرى، كل
    تعليقاتى التى أدنت بها مقتل الرجل
    وبشدة، بصحيفة الرياض، لم تنشر.
    أذكر أننى كنت قاسيا عليهم فى
    تعليقاتى، لم أرحمهم حقيقة.
    فضلا متابعة…

  9. يقول أحمد عمر:

    فضلا استكمالا للتعليق:
    فمن من الأحرار الشرفاء يوافق أن
    تكون نهاية الرجل يرحمه الله رحمة
    واسعة بهذا الشكل الدموى؟ يتم توجيه
    النقد بأقسى وأشد العبارات للرئيس
    الأمريكى، رئيس مجلس النواب يشير
    بإصبعه نحو وجه الرئيس أوباما فى فترته
    ويقول له انت بتلعب بالنار، لم نسمع
    أن رئيس مجلس النواب قطعت أوصاله.
    نرفع أكف الضراعة إلى الله العلى العظيم
    أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه
    فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وذويه الصبروالسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

  10. يقول سميحة:

    تيسير خرما هذا كلام اكذب حتى تصدق نفسك ،تركيا بريئة من هذه الفضيحة و كلامك لا يصدقه مجنون فكيف بالعقلاء ، أحكيه في مستشفى المجانين و لن تجد من يصفق لك ، المرحوم خاشقجي قتل من طرف سعوديين نقلوا على متن طائرات خاصة و هم من المقربين ، و الله يمهل و لا يهمل و هذا ما رأيناه بالصوت و الصورة على مسامع العالم و ما نقلته وسائل الاعلام و الصورة اصدق تعبير

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية