«هذه تراجيديا وطنية. قتل بدم بارد. قاتل دخل وقتل بدم بارد. التراجيديا تهز الجمهور بأكمله. وغدا ستكون دقيقة صمت لذكرى المقتولين»، هذا ما قاله الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي بعد العملية التذ نفذت في المدرسة اليهودية في طولوز. الجالية اليهودية صُدمت قبل سنتين، وفرنسا كذلك. جريمة كراهية لاسامية. قُتلوا فقط لكونهم يهودا.
للأسف الشديد يمكن سرد اقتباسات اخرى من الماضي غير البعيد، قيلت بعد عمليات استهدفت اليهود والمؤسسات اليهودية خارج اسرائيل. عليها جميعا يوجد اجماع واتفاق: السامية لم تمت. عناصرها تتغير والعاملين باسمها يحملون أسماء منظمات ارهابية مختلفة، لكن الفعل هو نفس الفعل والكراهية نفس الكراهية.
يجب علينا أن نقول للعالم إن العملية أمس حدثت تماما لنفس الاسباب. وهل يغير من حقيقة الامر اذا كانت حماس أو حزب الله أو منظمة اخرى تأخذ على عاتقها المسؤولية. هل يغير أي شيء من حقيقة الامر اذا حدث القتل في أوروبا أو في آسيا. عندما يدخل مخرب إلى كنيس ويقتل يهودا فقط لكونهم يهود، فان هذه لاسامية. في القدس مثلما في طولوز، في اسطنبول مثل بروكسيل، وأي قول عن «وجود طرفين للصراع» ليس ذا صلة بهذا الامر. يجب على العالم أن يشجب هذا القتل بشدة، وعلى السلطة الفلسطينية ايضا أن تشجبه بشدة.
لا يجب اعتبار العنف أمرا روتينيا أو جزءً من «الصراع» بين الاطراف. بعد العملية فورا قيل إن حماس أعلنت مسؤوليتها عن هذه العملية. وبعد ذلك جاءت الجبهة الشعبية لتتغنى بالكراهية. وفي النهاية قال ممثل فتح إن هذا استمرار طبيعي لسياسة حكومة اسرائيل. وبسرعة تحولت جريمة الكراهية إلى حدث اضافي في تاريخ «الصراع».
لقد صدق بينيت عندما صرخ لرؤية «الدم اليهودي مع ملابس الصلاة». وباستثناء الذاكرة الجماعية التي يوقظها هذا القتل فانه لا يختلف عن القتل في محطة القطار أو ما يسمى «عمليات الطعن»، فجميعها مصنوعة من نفس الطينة. تحريض وكراهية في غزة. وقد أظهرت القنوات الفلسطينية كيف بدأوا بسرعة في توزيع الحلوى.
ايضا الرد الضعيف لأبو مازن الذي صرح به بسبب الضغط الامريكي، هذا الرد الذي لا يقول كل شيء: «نشجب الهجوم على يهود في مكان صلاتهم»، وقد أدان ايضا قتل المدنيين من أي طرف. إن اصابة اشخاص اثناء الصلاة أمر خطير، ولا سيما من قبل اولئك الذين يتهمون اسرائيل بتغيير الوضع الراهن في الحرم. أليس من الجدير بأبو مازن إدانة القتل بحد ذاته؟ في مكان الصلاة أو مكان العمل؟ في القدس أو في تل ابيب؟ في اسرائيل أو في اوروبا؟.
ونظرا لأن العملية تمت في اسرائيل وتقف من ورائها احدى المنظمات الإرهابية، فان هذا يقلل من خطورتها، حيث يوجد تصور مشوه يعتبر أن العمليات داخل اسرائيل أقل خطورة من تلك التي تنفذ ضد اليهود خارج اسرائيل. ولا سيما في اوروبا، حيث يعتبر الحادث هناك لاسامية بدون شك.
اسرائيل اليوم 19/11/2014
ليمور سامميان درش