دمشق ـ «القدس العربي»: واصلت قوات النظام السوري وحلفاؤها، أمس، محاولات التقدم في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا. وأفادت مصادر لـ«القدس العربي» بأن قوات النظام والمجموعات التابعة لإيران، وبمساندة جوية روسية، سيطرت على مدينة كفرنبودة الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي، بعد سيطرتها الثلاثاء على تل عثمان وقرية الجانبرة التابعتين للمدينة، فيما أعلن عن عقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة طارئة لمناقشة الوضع الحالي في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا.
108 قتلى من المدنيين منذ بدء هجوم روسيا والنظام على مناطق «خفض التصعيد»
وأوضحت المصادر أن اشتباكات عنيفة جرت في المدينة، حيث تصدت فصائل المعارضة لقوات النظام وحلفائه. وذكر النقيب ناجي مصطفى المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير (تجمع لفصائل الجيش الحر) لمراسل الأناضول، مؤكداً أن النظام تكبد خسائر فادحة خلال الاشتباكات وأن فصائل المعارضة تمكنت من تدمير دبابة على تل الصخر المحاذي للمدينة. ولفت مصطفى الى أن الاشتباكات لا تزال متواصلة في محيط المدينة.
وتأتي محاولات تقدم النظام تزامناً مع مواصلته استهداف الأحياء السكنية في منطقة خفض التصعيد، حيث قتل ما لا يقل عن 86 مدنياً في القصف العنيف والمتواصل لقوات النظام وحلفائه، خلال الستة أيام الماضية، حسب ما أفادت مصادر من الدفاع المدني للأناضول.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصف النظام السوري والقوات الروسية لأرياف إدلب وحماة بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية وعشرات الغارات والبراميل من قبل المقاتلات الحربية والمروحية.
ووثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 108 مدنيين، بينهم 26 طفلاً، و24 امرأة، في منطقة خفض التَّصعيد شمالي سوريا، منذ 26 أبريل/ نيسان الماضي، وحتى 7 مايو/أيار الجاري.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن 3 دول هي الكويت (العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن) وألمانيا وبلجيكا، تقدموا بطلب رسمي إلى رئيس مجلس الأمن السفير الإندونيسي «ديان تريانسيا دجاني»، والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لهذا الشهر لعقد جلسة طارئة.
وفي تأكيد على مواصلة الهجوم باتجاه إدلب جاء تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أكد عزم موسكو على مواصلة توجيه ضرباتها إلى معارضي النظام السوري، بحجة انتشار التنظيمات الجهادية في مناطقهم، كونها المسؤولة عن قصف قاعدة «حميميم» الروسية، في منطقة حفض التصعيد في محافظة إدلب.
وفي ختام محادثات أجراها مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، في موسكو، أمس، أشار لافروف إلى أن تنظيم «جبهة النصرة «الإرهابي» الذي ينشط في سوريا حالياً تحت اسم «هيئة تحرير الشام» والذي اتخذ محافظة إدلب السورية معقلاً له، لا يسيطر على الوضع هناك بالكامل فحسب، بل يقصف من هناك مواقع الجيش السوري والبلدات السكنية، ومن هناك أيضاً قصف مسلحو التنظيم أخيراً قاعدة «حميميم» الروسية. وتابع لافروف: «بالطبع تلقوا الرد وسيتلقونه في المستقبل». وأضاف «أن روسيا وتركيا وقعتا مذكرة بهذا الشأن، وأن عسكريي البلدين يعملون حالياً على تنفيذ بنودها».
وأضاف: أنه من غير الواقعي انتظار خروج الإيرانيين من سوريا تحت ضغط واشنطن على طهران.
وحول الموقف التركي تجاه المعارك وقصف مدن وأرياف حماة وإدلب، قال الباحث والمستشار السياسي د.باسل الحاج جاسم إن ما يجري هو تنفيذ لاتفاق «سوتشي» الموقع بين موسكو وأنقرة، حيث الكثير من الخطوات فيه لم يستكمل، ولاسيما قضية الجماعات المصنفة على قوائم الإرهاب، وكذلك هناك شق اقتصادي – سياسي في الوقت نفسه يتعلق بفتح الطرق الدولية أو ما يعرف بـ« «أم «4 و «أم 5».