القاهرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من محمد عاطف: النجم والممثل السوري جمال سليمان، يمثل حالة فنية متنوعة قديمة وحديثة، مثير في بعض اعماله وجدلي في مواقفه خاصة من قضية بلاده والثورة، نجح في الاعمال السورية، وحقق النجاح نفسه في الاعمال المصرية، وكذلك الاعمال العربية المشتركة. الفنان الذي يقيم الان في القاهرة، كان لنا هذا اللقاء معه لنصول ونجول معه بهمومه الفنية والسياسية:
‘ ولو بدأنا بأخر نشاطاتك، فقد صورت فيلما ايرانيا كتجربة جديدة لك، ماذا تحدثنا عن هذه التجربة؟
‘ نعم، اشارك في فيلم ايراني عن شخصية سيد الشهداء (الحسين رضي الله عنه) وسأقدم مشهدا واحدا بالفيلم، وكنت مرشحا لأحد ادوار البطولة فى البداية عندما ارتبطت بمسلسل ‘الشوارع الخلفية’، ولم استطع متابعة الفيلم.. وكنت مرشحا لدور ‘الشيخ الرياحي’، وهي تحتاج لثلاثة اشهر. ثم أصر مخرج البرنامج أن أعمل معه وطلب مني المشاركة بدور مهم في مشهد واحد.. والفيلم على مستوى عال وتم عمل المونتاج له في انكلترا’.
واضاف: ‘الرسالة تهمني اكثر من الشكل.. ولذا شاركت بفيلم ‘الحسين’.
‘ تشارك بفيلم ‘الراهب’ الذي توقف بعد تصوير اجزاء منه، ماذا عنه؟
‘ صورنا اجزاء من الفيلم وتوقف بسبب مسلسلي ومسلسل الفنان هاني سلامة، ونستأنف تصويره لاهمية هذا الفيلم، وسيكون داخل سانت كاترين في سيناء’.
واضاف: د. مدحت العدل المؤلف مشغول بموضوع ‘التشدد’، وهذا سيؤدي الى ازمات، وهذه الفكرة موجودة في كل الفلسفات الوضعية مثل الشيوعية والمسيحية، وليس في الاسلام فقط.. وفي هذا الفيلم يجمع راهبان الاول متشدد وأنا أؤديه واختياري له من المؤلف والمخرجة هالة خليل، وراهب سلس في اسلوبه. فالغاية النبيلة تصل اليها بطرق مختلفة هو طريقة تفكيره.. ويظهر الصراع في الاسلوبين’.
‘ كيف تستطيع جمع تفاصيل الشخصيات المصرية الاصيلة، رغم انك سوري ومن بيئة مختلفة؟
‘ منذ صغري شاهدت فيلم ‘عمر المختار’، ووجدت الفنان العالمي انطوني كوين يقرأ القرآن، وهي لقطة لم ارها لممثل مسلم.. وتدل على دخوله بعمق التفاصيل، وعندما بدأت مسلسل ‘حدائق الشيطان’ ذهبت مع الراحلين اسماعيل عبد الحافظ المخرج الكبير والمؤلف محمد صفاء عامر، واخذاني الى قنا والجزر المحيطة بها، اكتشفت انهم يفهمون بعضهم بالاشارة والرمز والتعبير عن الفرح باقتضاب.. وحتى التعبير في الحزن بصرامة. ووجدت هذا مختلفا عن عالم البدو الذي قرأت عنه كثيرا، واستفدت من اعمال الكاتب والشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي في تفاصيل شخصية الصعيدي.. وهذه مادة واضحة يطير بها الممثل للتحليق في العمل’.
‘ هل تصر على ادوار الصعيدي، وهل لأنك نجحت فيها في الدراما المصرية؟
‘ لولا النقد وهذا الكلام لركزت على ادوار الصعيدي، لانني استمتع بها جدا، ولكن الحمد لله قدمت اعمالا اخرى ناجحة للغاية، مثل مسلسلات ‘قصة حب’ و’الشوارع الخلفية’ و’صلاح الدين الايوبي’ و’عصي الدمع’..الخ’.
‘ وعن مسلسل ‘محمد علي’، والذي رشح له اكثر من نجم وتوقف، فكان مرة فيلما واخرى دراما؟
‘ رشحت لدور ابراهيم باشا، وكان مع الفنان يحيى الفخراني.. وهذا العمل يحتاج لانتاج ضخم وحتى الآن لا اعلم موقف ومصير المسلسل’.
‘ وبالنسبة للسيرة الذاتية التي يحب ان يجسدها بعد نجاحه في هذه النوعية الدرامية؟ يقول جمال سليمان: ‘احب تجسيد شخصية ابو الطيب المتنبي’.
‘ قدمت شخصية صلاح الدين الايوبي بمسلسل وقدمها احمد مظهر في فيلم يوسف شاهين، وايضا قدمها زميلك الممثل السوري غسان مسعود، كيف تقيم دورك فيه؟ ”’ عندما اقدم دورا اعتبر انه لم يقدم من قبل، وفي فيلم يوسف شاهين كان الفيلم ساعتين واربعين دقيقة، وعمل في زمن معين وله رؤية خاصة.. وفي مسلسلي كان يعتمد على الوثائق ولم يورد حادثة لم تتفق عليها المراجع العربية، واهتم بذلك الكاتب د. وليد سيف.. وصلاح الدين مزيج بين شخصيتين فهو في صغره اهتم بجلسات التصوف والذكر وفي شبابه اتجه لحب الفضاء، ثم اصبح وزيرا للخليفة الفاطمي ثم سلطان مصر والشام’.
‘ ما هو موقفك من تهديدات امريكا بضرب سورية؟
‘ احساسي انه لا توجد ضربة واذا حدثت فانها ‘ذر للرماد’، كما يقال والمتابع يكتشف ان الهدف كان دائما نزع السلاح الكيماوي من سوريا لأنه سلاح الردع الوحيد الذي يهدد اسرائيل، ولهذا كانت المبادرة بالقضاء على ذاك السلاح والتي اسعدت الكثير من الدول’.
وبعض السوريين الذين لديهم حالة انتقامية من النظام توقعوا مساندة الدول القوية لهم ولا بد ان يعلموا بصعوبة ذلك بسبب لعبة المصالح التي تجري على ارض سوريا.
‘ تثير تعليقاتك السياسية الكثير من التأييد والهجوم ما سبب ذلك؟
‘ ليت الحق كان خالصا لا يخالطه الباطل، وليت الباطل كان خالصا لا يخالطه الحق لكانت الحياة افضل. واذا كان ضميري مستيقظا فلا بد ان اعبر عن رأيي حتى وان كان يشوبه الخطأ او كان على صواب’.
‘ برأيك ما هو الحل في سورية؟
‘ لا بد من وجود مشروع سوري يلبي حاجات كل الناس، او سنشهد حربا طويلة يشارك فيها كافة شياطين الارض.. واطالب بالابتعاد عن العنف واقول اياكم ولعبة الدم.. ولهذا التغيير يجب ان يكون حقيقيا’.
‘ الكثيرون يسألون لماذا تقف ضد النظام، رغم ان وضعك كان مريحا في سورية؟
‘ أنا لم أقم بالثورة، لكنني اساند مطالب الشعب، وهناك من يساند النظام، أما خوفا منه او خوفا من المجهول.. مساحة سوريا 185ألف كيلو متر مربع وهي صغيرة المساحة، لكن لها اهمية كبيرة في المنطقة والعالم’.