جنرال إسرائيليّ بارز: لن نتنازل عن التواجد العسكري في غور الاردن

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: قالت صحيفة ‘يسرائيل هايوم’ المقربّة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، إنّ الجنرال نيتسان ألون قائد ما يُسّمى المنطقة الوسطى في جيش الإحتلال بالضفة الغربية، شدّدّ على أنّ الإحتلال لن يتنازل عن التواجد العسكريّ الإسرائيلي في منطقة غور الأردن، وبحسب الصحيفة العبريّة، زاد الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّ الحل مع الفلسطينيين بخصوص غور الأردن هو بيضة لم تتكون بعد ومن السابق لأوانه الحديث عنها، على حدّ وصفه.
وأوضحت الصحيفة أنّ تصريحات الجنرال نيتسان وردت خلال اجتماع مغلق له مع رؤساء المجلس الإستيطاني (ييشع) حيث تطرق معهم إلى المقترحات الأمريكية بشأن الترتيبات الأمنية في غور الأردن.
وكشف ألون النقاب في الجلسة عينها عن أنّ هذه المقترحات قدمت سابقاً لإسرائيل في عهد رئيس الوزراء السابق، أيهود أولمرت عام 2007، قائلاً: نحن ضالعون بهذا الشأن قبل أن يظهر في عناوين الصحف وعلمنا أنّ هذا الموضوع سيتّم طرحه على الجيش، وعلمنا بهذا الشأن في جولة سابقة زمن حكومة أولمرت عام 2007 وقد قلنا لهم إن غور الأردن سهم استراتيجي لدولة إسرائيل، وخلص إلى القول، كما أفادت الصحيفة العبريّة إنّه يجب تطوير العلاقات الإستراتيجية مع الأردن وموقفنا واضح بشأن غور الأردن، على حدّ تعبيره.
في السياق ذاته، وصف مسؤول فلسطيني لصحيفة (الأيام) الفلسطينيّة الإجتماع الأخير بين رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس ووزير الخارجية الأمريكيّ جون كيري بأنّه كان أسوأ من سيئ، مشيرًا إلى أن الوزير الأمريكيّ قدّم خلال الإجتماع أفكارًا أمريكيّة تمثل تراجعًا كاملاً عن الأفكار التي قدمها المبعوث الأمني الأمريكيّ السابق جيم جونز وخاصة ما يتعلق بمنطقة الأغوار.
وقال المسؤول إنّ الأفكار الأمريكيّة تقضي بتواجد إسرائيلي في غور الأردن لمدة 10 سنوات يتم خلالها تأهيل قوات أمنية فلسطينية لتولي المسؤولية في المنطقة، وأضاف: تتحدث الأفكار عن تواجد إسرائيليّ غير مرئي، ولكنه مقرر على المعابر الحدودية بين الضفة الغربية والأردن فضلاً عن نشر محطات إنذار مبكر على تلال في الضفة الغربية، على حدّ تعبيره.
علاوة على ذلك، أشار المسؤول عينه إلى أنّ الأمريكيين تخلوا تمامًا عن الأفكار التي وضعها الجنرال جونز التي تحدثت عن تواجد دوليّ في الأغوار لقوات من حلف (الناتو) بقيادة أمريكيّة، وأنّه لا يكون هناك أي تواجد إسرائيلي. وقال: الأمريكيون أصبحوا يتحدثون عن ترتيبات أمنية تتبنى بالكامل وجهة النظر الإسرائيلية سواء ما يتعلق بالأغوار أو المعابر أو الأجواء.
واعتبر المسؤول أنّ حقيقة أن الأفكار الأولى قدمها جونز ولاحقاً أكد قادة سابقون من الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة على أن لا حاجة أمنية لتواجد إسرائيلي في الأغوار، إنما يؤكّد على أنّ التواجد الإسرائيلي في الأغوار يحمل مطامع سياسية ولا علاقة له بالأمن. ولفت المسؤول إلى أن رئيس السلطة عبّاس أبلغ القنصل الأمريكيّ العام في القدس مايكل راتني قبل يومين أنّ الموقف الفلسطيني هو أن لا بقاء لأي جندي إسرائيلي في الدولة الفلسطينية، وأن القيادة الفلسطينية تقبل بوجود طرف ثالث لضمان تنفيذ الاتفاق مع تمسك الفلسطينيين بدولة على حدود 1967 مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل وأن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وقال حنا عميرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، للصحيفة إنّ الأساس كان التوصل إلى اتفاق حول الحدود والأمن ولكن الجانب الأمريكيّ عكس الإتفاق، واعتبر أنّ المدخل هو الأمن، بحيث يجري ترسيم الحدود بناء على المطالب الأمنية الإسرائيليّة، على حدّ قوله. وكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وضع المفاوضات مع الفلسطينيين على المحك مجددًا، بقراره بناء جدار على طول الحدود مع الأردن، مؤكدًا على أنّ جيشه لن يغادر المنطقة، التي يقول الفلسطينيون إنهم لن يقيموا دولتهم من دونها.
وقالت صحيفة ‘معاريف’ العبريّة، إنّ نتنياهو أصدر تعليماته بوضع المخططات اللازمة بسرعة، لبناء جدار على طول الحدود مع الأردن. وطلب نتنياهو من جميع جهات الاختصاص في إسرائيل الإنتهاء بسرعة من وضع المخططات، والتسريع في عمليات بناء ما تبقى من الجدار على الحدود مع مصر، وفي الجولان المحتل.
وعمليًا بدأت الجهات المختصة العمل على الأرض، لتحديد مسار ومتطلبات الجدار، الذي قال نتنياهو إنّه يهدف إلى إغلاق الحدود الإسرائيليّة، ومنع تسلل لاجئين إلى إسرائيل من الأردن، خصوصًا مع ازدياد تدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة الأردنية.
في السياق ذاته، قالت صحيفة ‘هآرتس’ العبريّة، الثلاثاء، إنّه في الأسبوعين والنصف الأخيرين عقد الطرفان الفلسطينيّ والإسرائيليّ خمسة لقاءات في القدس وأريحا، ولكنّها أضافت، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، قولها إنّ الخلافات بين الطرفين ما زالت كبيرة جدًا، لافتةً إلى أنّ رئيس الوزراء نتنياهو قال أمس إنّه خلافًا للتفاؤل الذي يصل من واشنطن، فإننّا ما زلنا بعيدين جدًا عن التوقيع على اتفاق للحلّ النهائيّ، على حدّ تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية