جنرال إسرائيلي: نتنياهو وزمرته يقدمون انهيار إسرائيل على طبق من فضة لـ إيران و «حزب الله» و «حماس»

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة- «القدس العربي» : هل نتنياهو ورفاقه هم الهدية التي تقدّمها الحكومة الإسرائيلية لعدوَّيها: زعيم «حزب الله» حسن نصر الله والمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي؟ هذا السؤال طرحه قائد الكليات العسكرية السابق في جيش الاحتلال الجنرال البارز (في الاحتياط) يتسحاق بريك في مقدمة مقال نشره موقع القناة 12 العبرية. وفي الإجابة عليه يقول بريك:»كما كان نتنياهو حليفاً للتنظيم «الإرهابي» «حماس» عندما سمح بدخول المال من قطر، يبدو أنه يخدم مصالح الإيرانيين ومصالح «حزب الله»، من دون أن ينتبه. ويضيف أنه التقى نتنياهو ست مرات خلال حرب «السيوف الحديدية»، وتكوّن لديه انطباع أنه يدرك جيداً استحالة القضاء على ««حماس»» بصورة قاطعة. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا لم يمنعه من الإعلان من فوق المنابر أن إسرائيل ستواصل القتال «حتى القضاء على «حماس» قضاءً مبرماً». بريك المعروف في إسرائيل بـ «نبي الغضب» يقول إن نتنياهو يتوجه بهذه التصريحات إلى النواة الثابتة لناخبيه، المتطرفين من اليمين الذين يجلسون معه في الائتلاف، وإلى كثيرين غيرهم من الجهَلة الذين يأسر قلوبهم «كليشيه»، مثل «القضاء الكامل على «حماس»». لافتا أن هؤلاء الناخبين هم الذين يمنحون نتنياهو الشرعية لمواصلة الحرب، وهو ما يسمح له بالبقاء في رئاسة الحكومة. ويؤكد بريك أن ما يهمّ نتنياهو ليست مصلحة الشعب وأمن الدولة، بل فقط مصلحته الشخصية والبقاء في السلطة، مهما حدث، ولو أدى ذلك إلى خراب الهيكل الثالث. ويقول إن استمرار حرب الاستنزاف بين إسرائيل و«حماس» و«حزب الله» لا تقضي على «حماس»، ولا على «حزب الله»، بل تستنزف إسرائيل وتدّمرها، على عدة مستويات، فيما يلي أهمها:
المقاتلون في الاحتياط الذين يُجنّدون، المرة تلو الأُخرى، منهكون بصورة كبيرة، ولا يوجد بديل عنهم بعد التقليصات التي أُجريت للفرق العسكرية في العقود الأخيرة. ويوضح أن التقليص الأكبر هو الذي قام به وزير الأمن الأسبق موشيه يعالون عندما كان رئيساً لهيئة الأركان خلال الفترة 2002-2005، إذ قلص نحو 1000 دبابة، بمساعدة رئيس شعبة العمليات، آنذاك، يسرائيل زيف، وعندما عيّن غابي أشكنازي رئيسا لهيئة الأركان في سنة 2007، أوقف تقليص سلاح البرـ ووضع خطاً أحمر منع تجاوُزه. ويضيف»ولو حافظ رؤساء هيئة الأركان الذين جاؤوا بعده، بني غانتس وغادي أيزنكوت وأفيف كوخافي، على عدم تخطّي هذا الخط الأحمر الذي وضعه غابي أشكنازي، لاستطعنا اليوم حسم المعركة ضد «حماس». فمع تقليص الوحدات في سلاح البر، سُرّح من الخدمة نحو 40 ألف مقاتل، و100 ألف من العناصر اللوجستية التي تعمل في الصيانة والمهن الأُخرى، وأحيل على التقاعد جنود كانت أعمارهم تتراوح ما بين 23 و45 عاماً، وهم يجلسون اليوم في منازلهم، لأنه لا يمكن تجنيدهم مجدداً في الجيش، بعد تسريحهم من الخدمة».

قال بأنها تخسر العالم وتواجه خطر حرب أهلية

وطبقا لـ بريك يفرض هذا الوضع عبئاً لا يطاق على العدد القليل من الاحتياطيين، ويضرّ بمعنوياتهم، والدليل على ذلك النسبة العالية من الاحتياطيين، غير المستعدين للخدمة مجدداً لأسباب جسدية ونفسية. ويمضي بريك محذرا:»إذا استمرت حرب الاستنزاف هذه، فهناك خطر خسارة جيش الاحتياط، بعد وقت قصير. ويرى أن حرب الاستنزاف «السيوف الحديدية» المستمرة منذ نحو عام، تقوّض الاقتصاد الإسرائيلي حيث بلغ العجز اليوم في إسرائيل 8%، وتتخوف مصادر في وزارة المال من بلوع العجز نسبة 9% في سنة 2024، وهو أكبر بكثيرمن المستوى الذي حددته الحكومة، وهو 6%. ويضيف «لا يمرّ يوم من دون أن نسمع أخبار خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، وارتفاع القروض المعطاة لها من أجل تمويل نفقات الحرب». ويقول إن عددا كبيرا من محّركي عجلات الازدهار الاقتصادي في إسرائيل في مجال التكنولوجيا المتطورة يغادرون البلاد وإن هناك أكثر من 100 ألف نازح إسرائيلي، وآخرون عاطلون من العمل، أو انخفضت رواتبهم بصورة كبيرة، وطبعاً، هناك الذين لا يدفعون الضرائب.علاوةً على ذلك، يقول بريك أيضا إن إبقاء النازحين في الفنادق يكلّف الدولة المليارات كما أن إعادة الإعمار في الشمال والجنوب ستكلّف الدولة مالاً هائلاً وأكثر من ذلك، إن الاقتصاد الإسرائيلي سينهار، إذا لم تنتهِ حرب الاستنزاف التي لم يعد لها أيّ هدف، باستثناء تمسُّك نتنياهو بمنصبه.
كذلك يرى بريك من جملة الخسائر أن إسرائيل ونتيجة حرب الاستنزاف المستمرة منذ نحو عام، تخسر العالم وأضحت دولة منبوذة ومعزولة، تثير الاشمئزاز، حتى إن الدول الصديقة لها في أوروبا تدير ظهرها لها. منوها أن العزلة تظهر في المقاطعة الاقتصادية وحظر شحنات السلاح، مثلما فعلت بريطانيا وفرنسا، وابتعاد رجال الأعمال الدوليين، كما تسببت المحكمة الدولية في لاهاي بضرر كبير لإسرائيل،وفاقمت المقاطعة والكراهية لها. مشددا على أنه ليس لدى إسرائيل فرصة في البقاء، إذا ابتعدت عن الدول المستنيرة! ويختتم بالقول:»حرب الاستنزاف في حملة «السيوف الحديدية» ألحقت الضرر بالمناعة الوطنية للشعب الإسرائيلي. وأشعلت الكراهية بين أجزاء الشعب، وأحياناً، يبدو أن حرباً أهلية ستندلع. انهيار الدولة يجري أيضاً من الداخل، وبتأثيرات خارجية، وذلك قبل اندلاع حرب إقليمية أشعلها أيضاً نتنياهو. إذا نشبت حرب متعددة الجبهات، فإنها ستقصّر الجدول الزمني لانهيار الدولة. في نهاية الأمر، كما قلت في بداية الكلام، كلّ هذا يصبّ في مصلحة «حزب الله» وإيران، بينما نتنياهو ومجموعته يقدمون إليهما انهيار دولة إسرائيل على طبق من فضة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية