جنرال بريطاني يطالب بإقالة بلير لدوره في الغزو الامريكي للعراق
في فيلم وثائقي عن الحرب الفاشلةجنرال بريطاني يطالب بإقالة بلير لدوره في الغزو الامريكي للعراقلندن ـ القدس العربي :تعرض القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني يوم الجمعة القادم، فيلما وثائقيا اعده مراسل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) مارتن بيل، والنائب المستقل لفترة واحدة في البرلمان بعنوان العراق: فشل حرب ، وفي الفيلم دعا جنرال بريطاني وقائد سابق لقوات الامم المتحدة في البوسنة، مايكل روز لاقالة رئيس الوزراء توني بلير وذلك بسبب دوره في احتلال وغزو العراق بناء علي ادلة واهية وغير قانونية. وقال مارتن بيل في مقال نشرته صحيفة ميل اون صاندي انه ومنذ عام 1957 ويشارك في الحروب، وكمراسل لـ بي بي سي اسهم في تغطية العديد من الحروب، من فيتنام الي لبنان والسلفادور والبوسنة والمناطق الفلسطينية المحتلة، وشاهد فظاعة الانسان ضد اخيه الانسان.وفي الفترة الماضية كان يحاول فهم المغامرة الفاشلة للبريطانيين في العراق والتي بدأت عام 2003. ويقول انه بحلول اذار (مارس) القادم سيكون مضي علي غزو العراق ثلاثة اعوام الا ان شيئا لم يتغير، بل ان البلاد تعيش حالة من الانقسام الطائفي وتقف علي حافة حرب اهلية. ووصف بيل الوضع في العراق بالنفق الذي لا يظهر فيه اي ضوء. والمهمة التي اعلن الرئيس الامريكي، علي عجل في الاول من ايار (مايو) 2003 عن نهايتها لم تتحقق، فالحرب في العراق بلا نهاية. وقال ان فيتنام علي الرغم من العنف فيها الا انها لم تكن كارثية كما هو حال العراق اليوم. ومن اجل فهم الوضع الكارثي في العراق، يقول انه قام بلقاء عدد من الاشخاص الذين علي الرغم من خبرتهم الطويلة، لم تتم استشارتهم عندما اتخذ قرار الغزو، كذلك التقي بعدد من الجنود المتواجدين في العراق. ومن الذين قابلهم روبرت سميث، الخبير المعروف في الحروب الحديثة، والذي طور نظرية مفادها ان القوات الحديثة لم تعد تفهم طريقة استخدام القوة، ومن هنا فالاسلحة الحديثة تفشل في تحقيق النتيجة المطلوبة وهي النصر، الذي يتحدث عنه الرئيس الامريكي جورج بوش كثيرا في هذه الايام. ويقول سميث انه حتي لو كان لديك اعتي قوة مدرعات في العالم فان استخدامها في قلب التجمعات السكانية لا يؤدي الا لخدمة اهداف الخصم الذي يريد ان يستفز هذه القوات للرد المبالغ فيه. وقد تم اثبات هذا في العراق، حيث لم تنجح استراتيجية الصدمة والترويع الا بتهميش السكان، فالتكنولوجيا الجديدة خلقت نوعا من التوازن الجديد، الرابح يخسر، والخاسر يربح. كما ان التكنولوجيا القتالية تجلب معها عوامل الهزيمة ففي الفترة ما بين اذار(مارس) ـ نيسان (ابريل) 2003 قامت المدفعية البريطانية باطلاق 22 الف قذيفة، بما في ذلك قذائف سجادية في الجنوب والتي لا تزال تشوه السكان حتي اليوم. ويتساءل مارتن بيل قائلا هل نام راسمو الاستراتيجية فوق مكاتبهم؟ ومن تخيل الانتصار، خاصة ان التبرير الذي قام عليه الغزو ظهر انه لم يكن صحيحا، عندما قيل ان صدام حسين كان يملك اسلحة الدمار الشامل. ومن بين العسكريين الذين يقدمون ادلة قاتلة، مايكل روز الذي قاد قوات الامم المتحدة في البوسنة، عام 1994، حيث قال اعتقد انه من الضروري ان يحاسب السياسيون عما قاموا به. ووجهة نظري هي انه يجب اقالته (بلير). وهذا من شأنه ان يحمل السياسيين علي الا يتعاملوا بخفة مع موضوع جر بلد الي الحرب . وقال شخصيا لم اكن لاخوض الحرب علي ادلة لا اساس لها . فغزو العراق ادي الي حوار ونقاش داخلي في المؤسسة العسكرية ليس له مثيل، واثر علي عمليات التدريب والتجنيد، وكذلك معنويات الجنود. ولكن هذا النقاش يطرح سؤالا مهما علي العسكريين داخل وخارج المؤسسة العسكرية، وهو لماذا لم تكن هناك استقالات داخل المؤسسة العسكرية؟ ، فروز يعتبر انه لو تمت استقالة مسؤول كبير في القوات المسلحة قبل بداية الحرب في اذار (مارس) 2005، رئيس هيئة الاركان، او قادة، الاجهزة العسكرية الرئيسية في الجيش ربما حملت الحكومة البريطانية علي التفكير مرتين قبل ارسال قوات الي العراق. ويقول بيل ان الجنود غالبا ما كانوا ضحايا لوطنيتهم وولائهم، ولهذا كان صمتهم اشارة علي الموافقة علي العمل العسكري مع ان لديهم القدرة علي الاعتراض لو ارادوا ذلك. ويعتقد بيل ان السبب الذي جعل رئيس الوزراء قادرا علي اقناع النواب ان ايا منهم لم يتزي بالزي العسكري، مشيرا الي الفترة التي قضاها في الجيش. ونقل عن لورد هسلي الذي خدم في الحرب العالمية الثانية قوله لا اعتقد ان الاشخاص الذين لديهم خبرة في الحرب، كانوا سيورطونا مع الامريكيين بنفس الطريقة التي قام بها توني بلير .وكان 23 من النواب طالبوا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 باقالة بلير بتهمة تأييده اجتياح العراق وارتكاب خطأ مهني فادح .