بيروت ـ «القدس العربي»: مازال اتفاق وقف إطلاق النار يتعرّض لخروقات من الجانب الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي ما يحوّل الهدنة إلى هدنة «هشّة» في انتظار تثبيتها جدياً من خلال انطلاق عمل لجنة الرقابة الخماسية بعد اكتمال أعضائها بوصول الجنرالين الأمريكي والفرنسي بالإضافة إلى ممثلي لبنان والأمم المتحدة وإسرائيل، وهو الأمر الذي يؤمل معه أن يضع حداً للانتهاكات الإسرائيلية حيث واصل جيش الاحتلال تنفيذ غارات متقطعة وإطلاق نار وتحذير السكان من العودة والتنقل في الحافة الامامية.
وفي جديد الخروقات، نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة يارون، وتعرض محيط أرنون الشقيف لقصف مدفعي. ودوّى انفجار هائل في بلدة الخيام فجراً وبعد الظهر ناجم عن تفجير بعض المنازل. وأطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة في اتجاه بلدة إبل السق و3 قذائف على محيط الخيام.
واستهدف نبع ابل بقذيفة ومنطقة الجلاحية بواحدة أخرى إضافة إلى سهل مرجعيون. طلقات رشاشة كثيفة في البلدة. كما أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة مدفعية على محلة «الغرب» عند اطراف بلدة راشيا الفخار.
وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بياناً عاجلاً إلى سكان لبنان، جاء فيه: «أذكّركم بأنه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري» زاعماً «جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر، كل من ينتقل جنوب هذا الخط ـ يعرّض نفسه للخطر».
تحذيرات الاحتلال
وأضاف «كذلك، يرجى عدم العودة إلى القرى التالية: الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، ام توته، صليب، ارنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفركلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، وطلوسة».
تأبيناً له وتحت عنوان «نور من نور»… آلاف المناصرين تجمّعوا في مكان استشهاد نصر الله
ووقع «انفجار هائل» فجر أمس الأحد، في بلدة الخيام الحدودية في قضاء مرجعيون جنوب لبنان، جراء نسف الجيش الإسرائيلي لعدد من المنازل والمباني» في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه الأربعاء.
وفي وقت لاحق قالت وكالة الأنباء اللبنانية، «يستمر العدو الإسرائيلي بعمليات النسف في الخيام، وكأننا لسنا في فترة وقف النار ولا هدنة».
وأضافت «نفذ (الجيش الإسرائيلي) عملية نسف منذ قليل سمع صداها في أرجاء الجنوب وتصاعدت أعمدة الدخان».
وأفادت الوكالة أنه «سُمع أصوات انفجارات في أطراف بلدتي يارون ومارون» في قضاء بنت جبيل جنوبي البلاد.
وأشارت الوكالة إلى تصاعد أعمدة الدخان من أحد أحياء بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل حيث عمد الجيش الإسرائيلي إلى جرف بعض المنازل في البلدة.
وتمثل هذا الانفجارات أحدث خروقات يقدم عليها الجيش الإسرائيلي بعد إعلان وقف إطلاق النار مع «حزب الله» في لبنان الأسبوع الماضي.
والسبت، ارتكب الجيش الإسرائيلي 24 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق الأربعاء الماضي إلى 62، وفق إحصائية أعدتها الأناضول استنادا إلى إعلانات وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
24 خرقاً
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن حوالي 4000 شهيد و 17 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق بيانات رسمية لبنانية.
وحلقت طائرة إسرائيلية بدون طيار فوق العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية، مساء السبت، للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار.
جيش الاحتلال يحذّر أهالي عشرات القرى في الجنوب من العودة إليها ويستهدف المعابر
وأفادت بذلك وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية في نبأ عاجل، لافتة إلى أن المسيرة «حلقت على علو منخفض» في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التطبيق الأربعاء الماضي. ولم يُعرف حتى الساعة سبب تحليق المسيرة، وما إذا كانت تستعد لتنفيذ هجوم من عدمه.
ووفق أخبار متفرقة نشرتها الوكالة، تركزت الخروقات الإسرائيلية، السبت، بقضاءي مرجعيون وبنت جبيل في محافظة النبطية (جنوب) وقضاءي صور وصيدا في محافظة الجنوب (جنوب) وقضاء بعلبك في محافظة بعلبك الهرمل (شرق).
وجاءت هذه التحذيرات والانتهاكات إثر سلسلة غارات في عطلة الاسبوع على المعابر الحدودية شمالي الهرمل من الجهة السورية تحديداً معبر جوسية والجوبانيه والحوز في ريف حمص الجنوبي، ما أدى إلى وقوع أضرار في مركز الأمن العام اللبناني.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد في بلدة مجدل زون في القطاع الغربي ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل.
ولاحقاً اغارت مسيرات إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين وبين تبنا والبيسارية ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح آخرين. كما توغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدة عيترون في الجنوب.
وحلّقت مسيّرات إسرائيلية للمرة الأولى منذ سريان وقف النار في أجواء بيروت والضاحية ومدينة بعلبك والجوار.
«نور من نور»
وكان «حزب الله» أطلق مساء السبت فعالية «نور مِن نور» من مكان اغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله في حارة حريك في الضاحية حيث تجمّع عشرات الأشخاص في مكان استشهاده ورفعوا أعلام الحزب وصور نصرالله مرددين شعارات التأبين وهاتفين «لبيك يا حسين».
وأكدت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» أنه “في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر، حفرت الذكرى عميقًا في قلوبنا جميعًا، لم نفقد عزيزًا فقط، بل فقدنا روحنا وقلبنا» وقالت «هذا الحب دفعنا لاستعادة الروح والمضي قدمًا على هذا الطريق كي تستمر المسيرة الإلهية المقدسة».
وقد استنكر العديد من النشطاء المسيحيين استخدام «حزب الله» عبارة «نور من نور» التي في رأيهم «تُقال فقط للسيد المسيح». وقال بعضهم «لا أحد يحق له أن يطلق هذا العنوان على هذه الفعالية». إلى ذلك، ربط كثيرون بين وقف إطلاق النار في لبنان واندلاع العنف مجدداً في شمال سوريا في استهداف واضح للنفوذ الإيراني بعد إضعاف قدرات «حزب الله» في الحرب مع إسرائيل وصعوبة إنخراطه مجدداً في القتال في سوريا.
وغابت التعليقات السياسية على الأحداث السورية، ولكن لوحظ أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اتصل بنظيره السوري بسام صباغ ليدين «هجوم المجموعات المسلحة التكفيرية على مدينة حلب ومحيطها» مؤكداً «دعم لبنان لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها» ومتمنياً «للشعب السوري الخير والهدوء والسلام».