بيروت – من زهرة مرعي: جديدها فيديو كليب ‘إذا فكرك’ الذي صورته وفق الأسلوب الهوليوودي وفي العاصمة اليونانية. أغنية تلت ‘بنت من الشارع’، والاثنتان معاً قدمتا المغنية الشابة جنى للجمهور كمحترفة بعد ظهورها قبل سنوات في برنامج استوديو الفن 2010 ونيلها للميدالية الفضية عن فئة الأغنية الكلاسيكية.
ليست جنى بالمغنية الكلاسيكية، بل هي تؤلف الكلام، تلحنه وتغني وتمثل كذلك. والأهم أنها صقلت ولا تزال تصقل مواهبها أكاديمياً.
معها كان هذا الحوار:
*كيف حال ‘جنى’ الفن حتى الآن؟
* الحمد لله أن المتلقين أحبوا أغنيتي الجديدة ‘إذا فكرك’ والتي سبقتها ‘بنت من الشارع’، وكذلك أغنية ‘حبيبة حبيبي’ التي غنيتها في برنامج استوديو الفن. يمكنني القول أن الجنى المعنوي جيد جداً حتى الآن.
*كم ترغبين بالتعبير الفني من خلال الأغنية الكلاسيكية؟
* بداية تقدمت إلى برنامج استوديو الفن عن فئة الأغنية الشعبية، لكن الاستاذ سيمون أسمر شجعني لخوض غمار الأغنية الكلاسيكية. وبالأساس أنا محبة للون الكلاسيكي، رغم عدم كونه لوناً تجارياً، إنما له جماليته الكبيرة جداً.
*نعرف فنانين وفنانات بنوا شهرة كبيرة على أغنية كلاسيكية؟
* دون شك هي أغنية مؤثرة في الجمهور.
*نعرفك متعددة المواهب فكيف هي نشأتك العائلية؟
* نشأت في عائلة فنية، فوالدي مارون روحانا شاعر أغنية. أنا معه في البيت وإلى جانبه خلال استقباله للفنانين. وهكذا نشأ معي ومنذ الطفولة حب الفن. ومن ثم عندما انهيت علومي المدرسية تخصصت في الاخراج والتمثيل في الجامعة اللبنانية. ولاحقاً خضت ولا أزال تجارب في الكتابة والتلحين. وأول انتاج خاص بي من كلماتي وألحاني وغنائي كانت أغنية ‘حبيبة حبيبي’ التي اديتها في استوديو الفن.
*يمكن القول أنك قادرة على تقديم فيديو كليب دون أن حاجة لأية مساعدة؟
* يستحيل ذلك. ليس لإنسان وحيد أن يكون بمفرده فريق عمل كامل متكامل.
*بعد التأليف والتلحين متى الخطوة الأولى نحو الاخراج؟
* لا زال الوقت مبكراً للتوجه نحو الاخراج.
*أي من هذه الفنون المتعددة التي تجيدينها يجذبك أكثر؟
* هو الغناء. ولهذا وبعد غنائي ل’حبيبة حبيبي’ لم أكرر التجربة مباشرة، بل رحت نحو أغنية بنت من الشارع، كلمات فارس اسكندر وألحان سليم سلامة. وحالياً قدمت جديدي ‘إذا فكرك’ بعيداً عن التعاون مع الذات. فهذا يؤكد أني أحب الغناء بالدرجة الأولى، ورغبت تثبيت ذاتي في فن الغناء أولاً. المقبل من الأيام سيسمح لي بالغناء من كلماتي وألحاني.
*كونك درست التمثيل هل يمكن أن تكوني في مسلسل أو فيلم سينمائي يتضمن غناء؟
* كل ما هو موجود في عالم الفن وارد بالنسبة لي. لكني أولاً أرغب بتأكيد حضوري في عالم الغناء. شغفي كبير بالتمثيل السينمائي والتلفزيوني لأني شديدة التأثر بالسيدة صباح.
*وهل تغنين لها في حفلاتك؟
* بكل تأكيد. أعشق روحها وانسانيتها. وأجدها بارعة في الغناء والتمثيل معاً. اتمنى دائماً الوصول إلى القليل مما وصلته في حياتها الفنية.
*على أية آلة تلحنين؟
* كنت في سعي لتعلم العزف على آلة الغيتار لكني لم أدخل بعد في طور المباشرة الفعلية. ما يحصل أن كلمتي تلحن نفسها. بصراحة أقول أن قفا الغيتار يساعدني كثيراً في التلحين ‘وتضحك’.
*وهل تسجلين اللحن كي لا تنسيه؟
* يستحيل أن أنساه. الاحساس بالكلمة هو الذي يلحنها. برأي أن الآلة تترجم الاحساس، إنما ليس هي من يصنع اللحن.
*من تستشيرين بكلماتك وألحانك؟
* والدي أولاَ وعائلتي الصغيرة فقط لا غير. أهتم برأي والدي لأنه يمتلك خبرة فنية ككاتب أغنية.
*هل بحوزتك الكثير من الأغنيات الجاهزة للغناء؟
* نعم بحوزتي الكثير من الألحان والكلمات الجميلة.
*هل ستعطين ألحاناً لزملائك؟
* ليس عيباً القول بأني أنانية إلى حد ما، وأفضل غناء ألحاني. أحب كلماتي لي وحدي. الكلمة واللحن تشبه الزرع المثمر الذي غرسناه، ونرغب بتذوقه قبل سوانا من البشر. وقد تكون كلماتي وألحاني غير ملائمة لغيري وتضر به. وهذا ما لا أريده للزملاء في الفن.
*لماذا كل هذا العناية بفيديو كليب أغنية إذا فكرك والتصوير في اليونان؟
* سمعت الأغنية من الكاتب فادي بيطار، ومن ثم سمعتها بلحنها وكلمتها اليونانية. حقيقة شعرته مختلف جداً عن كافة الألحان التي سمعتها. هو لحن لا يشبه أي لحن موجود الآن في سوق الأغنية. أسعى للتميز سواء من خلال أغنية جميلة، أو حتى من خلال عنوان أغنية صادم كما عنوان أغنية بنت من الشارع. إذا فكرك لحن مميز، شعرته قريباً من قلبي. وفي الحقيقة كتب أكثر من موضوع على اللحن اليوناني، وبالنهاية اخترت إذا فكرك لأنه الموضوع الأقرب إلى شخصيتي، وهو من كلمات مارسيل مدور.
*ولماذا التصوير في اليونان؟
* لنكون قريباً من أجواء اللحن اليوناني. كنا مع ‘موديل’ يوناني، وفريق عمل يوناني. وحده المخرج بهاء خدّاج كان لبنانياً.
*لماذا أردت تقديم رسالة اجتماعية من هذا الفيديو كليب؟
* أردتها رسالة لجميع الصبايا والشباب بأن أموال الرجل ليست الأساس. بل الأساس في شخصيته، وبدعمه المعنوي وحبه الصادق للمرأة. الرجل ليس بماله.
*وإلى متى ستصمدين على هذه القناعات؟
* شكراً لله. لقد نشأت على هذه القناعات، ولم يكن الغناء حالة طارئة في حياتي. بل منذ الصغر أحب الفن. وكانت مدقة الثوم هي الميكروفون الخاص بي. وخلال دراستي للإخراج والتمثيل كان حلم الدراسة لأكون مطربة يراودني. ولا زلت حتى اللحظة أتلقى دروساً في الفوكاليز، وأسعى وراء كل ما من شأنه أن يطور شخصيتي الفنية. بظني كل من يملك موهبة، ومن لديه قناعات انسانية من الصعب أن يخرج منها. لن أعدك بأغنيات تكون دائماً جميلة، ففي أحيان يخيب الاختيار. لكن الأكيد الذي أعدكم به أن أبقى أنا نفسي.
*من المعروف أن عالم الفن فيه الكثير من الاغراءات هل أنت قادرة على الصمود؟
* بقوة الله أنا انسانة مؤمنة.
*لازلت في مطلع الشباب فمن أين أتتك رغبة تقديم رسالة لأبناء جيلك؟
* سواء كنا صغاراً أم كباراً نحن قادرون على تقديم فائدة للآخرين. ليس العمر مقياساً في الرسالة. في أحيان آخذ درساً مفيداً ممن هم أصغر مني.
*من هي شركة الانتاج التي قدمت تلك الامكانات الكبيرة في تصوير الفيديو كليب في اليونان؟
* أنا حالياً مع شركة ميوزك ازم ماي لايف. هم تابعوني مذ بداية مشاركتي في برنامج استوديو الفن، وتوقفوا بانتباه عند أغنية ‘حبيبة حبيبي’. كل هذا شكل قناعات لديهم بضرورة أن نتعاون معاً. مع هذه الشركة أشعر كأني ضمن عائلتي. وكما هم مؤمنون بقدراتي أثق بدوري بحسن ادارتهم. العمل الفني يلزمه ثقة وهو ليس بوظيفة لها دوامها، بل هي يستلزم أجواء عائلية وكيمياء متبادلة.
*من خلال فيديو كليب ‘إذا فكرك’ شعرنا بقدرتك على ملئ مساحات كبيرة في كادر الكاميرا فقد كنت وحيدة مع النجم اليوناني. هل باشرت التمثيل؟
* صحيح فأنا درست الاخراج والتمثيل. الفنان كتلة أحاسيس. كل صورة ظهرت في هذا الكليب كانت نابعة من احساسي. انفعالي مع الأغنية ظهر على الكاميرا. عندما شاهدت الفيديو كليب شعرت أني فعلاً عشت الأغنية بشكل كبير.
*وماذا عن تفاعلك مع الاعلام اليوناني الذي انتبه لحضورك في شوارع اثينا؟
* كانت الملكة صوفيا تنزل في ذات الفندق الذي كنا فيه وهو الهيلتون، لهذا تهافتت وسائل الاعلام إليها لتصويرها. وقد كان مفاجأة لهم أن فنانة لبنانية تصور في اليونان كليباً، فصورني وأجرى التلفزيون معي حواراً، وكذلك وسائل اعلام أخرى.
*ألم تخافي من عنوان أغنية بنت من الشارع؟
* هي تكملة لأغنية حبيبة حبيبي، وتوضيح للحبيب بأن ‘يفكر مليون مرة أنا مش بنت من الشارع’. العنوان صادم لا شك. وكان لابد من كسر مقولة المكتوب يقرأ من عنوانه. شعرتها أغنية مهضومة وشكلت بالنسبة لي مغامرة. هي أغنية منطقية. وصارت كل فتاة تريد تلقين درس للشاب الذي زعلها تقول له ‘فكر مليون مرة أنا مش بنت من الشارع’. وأكيد الأغنية نجحت.