جهاديون يهود

حجم الخط
3

«الانتقام رد طبيعي وعفوي يقوده الشعور بأنه ما لم توجد القوة لضرب من أضر بي فلا نهضة لي». لم يكتب أحد قادة حماس هذا الكلام البغيض بل كتبه الحاخام اسحق غينسبورغ رئيس المدرسة الدينية «عود يوسف حي» (ما زال يوسف حيا).
تأمل الاكثرية اليهودية وتسأل الله ألا يكون يهود قتلوا الفتى من شعفاط، وأن زعران «شارة الثمن» اقلية هامشية تقتصر عملياتها في الاساس على كتابات جدارية. لكن يوجد خوف، خوف فقط من أن نكون ننكر الواقع. وهناك خوف من أن يكون يوجد بيننا سرطان يمين عنصري. وهناك خوف من أن يكون افراد من هذا اليمين اصبحوا خلية قاتلة نفذت اختطاف محمد أبو خضير وقتله.
تأتي الروح السيئة من بعض الحاخامين. ويعتبر غينسبورغ الذي يدعو الى الانتقام ويشجع عليه الراعي الروحاني لزعران شباب التلال و»شارة الثمن». وليس وحده بل له اشياع، وقد حظيت صفحة في الفيس بوك تدعو الى الانتقام بآلاف المؤيدين. وكتب الحاخامان اسحق شبيرا ويوسف اليتسور كتاب «طريق الملك»، الذي بحث في الترخيص الشرعي بقتل الاغيار. وأيد الحاخام دوف ليئور وغينسبورغ الكتاب. وكتب غينسبورغ كي لا نخطيء موقعه السياسي قائلا: «ينبغي اقتلاع الروح الصهيونية فهي التي تخصي وتضر بكل نمو روحاني أو طموح الى خلاص حقيقي وكامل». وهو يدعو الى اسقاط كل حكومة، من اليمين واليسار، «الى أن تنشأ ادارة توراتية». واذا كنا نعتقد أن الخلافة الاسلامية الظلامية موجودة وراء جبال الظلام فقط فاننا مخطئون لأنه يوجد بين ظهرانينا من يريد انشاء خلافة يهودية ظلامية هنا.
لم يتضح بعد، وأنا ما زلت أكتب هذا الكلام، هل قتل الفتى من شعفاط هو من عمل يهود. لكن هذا ممكن وبين يديه الروح السيئة التي تأتي من قبل هامش اليمين المعادي للصهيونية. والشيء الواضح أن افضل شيء يمكن أن يحدث لحماس الفلسطينية هو عمل مشابه من قبل اليهود. إننا نتهم حماس وبحق بالمسؤولية عن قتل الفتيان لأنه حتى لو لم يبادر اسماعيل هنية وخالد مشعل الى العملية فهما اللذان انشآ الجو. لا، ليس الامر هو نفسه لأن الكثرة المطلقة عندنا تعارض القتل. لكن حماس هي السلطة في القطاع. ولا يوجد عندنا ابتهاج وعندهم احتفالات وتوزع عائلات القاتلين الحلوى. وعندنا قطعت الدولة النفقة على مدرسة «ما زال يوسف حيا». وعندهم ما زال القتلة يحصلون على نفقة دائمة شهرية من السلطة الفلسطينية. وبرغم ذلك يحسن أن نتذكر أنه يوجد جهاد يهودي في هامش الهامش وهو ليس صهيونيا ولا قوميا بل هو معاد لليهود ومعاد للصهيونية. يجب العمل في مواجهة الجهاد الاسلامي الكبير ويجب العمل ايضا في مواجهة الجهاد اليهودي الصغير.
لم يبق سوى أن نشجع تشجيعا كاملا الكلام الذي نشرته عائلة نفتالي فرانكل التي هي في حداد سبعة ايام على قتل ابنها: «اذا كان شاب عربي قتل حقا لسبب قومي فان الحديث عن فعل مخيف مزعزع. فلا فرق بين دم ودم. والقتل هو القتل مهما تكن القومية والسن. ولا تسويغ ولا مغفرة ولا عفو عن أي قتل».

بن درور يميني
يديعوت 3/7/2014

صحف عبرية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نمر ياسين حريري:

    نفس السيناريو باتجاه نفس المصير .
    ــ هذا ما حدث للخلافة العثمانية في نهاية عهدها , حركات قومية متعصّبة من عربية وطورانية تزرع الشقاق وتغذي الخقد حتى ارتفع مستوى الضغينة في النسيج المجتمعي على حساب الشعور بالانتماء , تمهيدا وتسهيلا لتمزيق الخلافة .
    كان وراء الطرفين الانكليزللاستعمار والماسونية في خدمة الصهيونية .
    ــ حرب التحرير الجزائرية ومع نهاياتها رفع البيض الاوروبيون وتيرة الحقد والعدوانية ضد اصحاب الاصول الوطنية وبالمقابل صعّد المسلمون من حملاتهم ضد تواجد الاوربين .
    جبهة التحرير الجزائرية وحركة ” اوـ اس ـ اس ” كان وراءهما نفس الايادي تدفعهما للتحاقد والتصادم . وهي ايادي الامريكان والسوفيات متعاونين , لقطع التواصل الحضاري والتفاعل بين ضفتي المتوسط تمهيدا لاخراجه من دوره كنقطة ارتكاز, في حينه , ومركز الثقل للحراك والتوازنات الدولية , لصالحهما .
    ــ اليوم داعش وصعودها بشكل مدهش , وما شابه . عصائب اهل الحق وما شابه , الجهاديون اليهودي وجماعة اشارة ثمن وما شابه مدفوعين من نفس القوى للتحاقد والتباغض الى درجة الغرائزية الحيوانية .
    فما بين السنة والشيعة للعمل على الفصل المذهبي بينهما تمهيدا لاقامة كيانات طائفية . ولليهود مع الفلسطنين العرب من مسلمين ومسيحين لجعل اندماج اسرائيل واليهود في المنطقة ليس اكثر صعوبة بل مستحيلا تمهيدا للفظهم من المنطقة .
    وكذلك من وراء كل ذلك هم انفسهم وليسوا مجهولين .

  2. يقول foufou lakhdar:

    هناك من يحسن توزيع الادو ار على الخشبة وهناك من يحسن النفخ في الكير وفقط

  3. يقول د. حسين السلع - فيلدلفيا:

    من يزرع الحقد لا يجني الا الحقد: ومن يزرع السلام لا يجني الا السلام: ولكن من يحتل ارض غيره فلا بد له من أن يغادرها سواء اليوم أو غدا… فلا فرق ما بين قاتل وقاتل ولا بين مستعمر ومستوطن

إشترك في قائمتنا البريدية