جهاد

حجم الخط
0

هل مرَّ وجهُكِ في طريقي للمَسَاءِ فرَدَّني عن وجهتي ومضى إليكِ؟
مرَّ المساءُ مُحمَّلاً بحَريرِ عِطركِ يُوقِظُ الذِكرى فتُبعَثُ من يديكِ.
أقولُ في سِرِّي أُحبُّكِ ملءَ هذا الليلِ
يَملؤني غيابكِ بالحضورِ وبالحنينِ لما تركتُ على شفاهكِ من وصايا اللَّوزِ والنَعناعِ
..ما أسرت يداكِ من اشتهاءاتي
ومن لهفي عليكِ.
يمُرُّ بحرٌ في رؤايَ فتُبعثينَ من المدى طيفاً يُراوِدُ عاشِقَاً عن حُزنِهِ
من مِلحِ هذا البحرِ
من بَوحِ السَماءِ لهُ بذِكرى عاشِقيْنِ تَوحَّدا وهَجَاً
فغَابَا في فُصولِ حَريرِ ما رسَمَت شِفاهُكِ من حريقٍ في المساءِ
بقبلةِ السِرِّ.. اشتهائِكِ.. لَوزكِ العَاري.. اشتعالِكِ .. وردةِ الذكرى
أنينكِ لحظةَ التكوينِ
ما تركَ اليمامُ من الهديلِ على توردِ نشوةٍ
بحنينِ أيكِ!
أقولُ في سِرِّي أريدكِ ما يشاءُ اللوزُ أو وجعُ الحقولِ..
أُجاهِدُ الذكرى وما تركت يداكِ من التولُّهِ في كمنجاتِ الحنينِ
تُطلُّ عيناكِ الأمازيغيتانِ عليَّ من شبحي البعيدِ وآخَري ومن التوجُّعِ وانتظاري
من عناقِكِ في المساءِ على رصيفِ محطةٍ مهجورةٍ في آخرِ الصحراءِ
دمعةِ قرطكِ الغافي على كتفيَّ
همسُكِ: لا تدعني للغيابِ طريدةَ الوقتِ الشريدِ وللمنافي
والذبولِ وللفصولِ تمرُّ في نسياِنها
لا تنسني.
-كُلِّي لديكِ!
أمُرُّ للذِكرى فتَأتي من حِصارِ اللَّيلِ
من أقصَى أنينِ مَدينةٍ مَهجورةٍ في آخرِ الصحراءِ
مثل غزالةٍ منسيةٍ متروكةٍ لمصيرِها
ركضَت تفرُّ هناكَ من مَوتٍ يُحاصِرُها وتُفلِتُ من شِباكِ رُماتِها
وأنا وما شاءَ الهباءُ..
أنا وما تركَ الحنينُ
ولِما همستُ لخصرِها عند الوداعِ:
سأستريحُ الآن من وجعي وأُرجِعُني إليكِ.

شاعر مصري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية