جهاز التربية عن تنشئة أجيال من كارهي اسرائيل «الشريك» الذي لم يكف عن التحريض

حجم الخط
0

أول أمس، في توقيت كامل يشهد على عدم وجود مطلق لصلة بين الحدث والواقع، عقد في فندق فخم في تل ابيب مؤتمر سماه منظموه بالاسم المتبجح «مؤتمر اسرائيل للسلام». وقد كان في الحاصل العام مؤتمر اشخاص يمثلون رأي أقلية أخذت تصغر في المجتمع الاسرائيلي الذي يحاول أن يستعيد أوهام الماضي.
وللايهام بالتعدد دُعي ايضا الوزير نفتالي بينيت ليخطب، لكن المشاركين في المؤتمر لم ينجحوا في الحفاظ على هذا الايهام حينما شوشوا عليه خطبته ونهايتها حينما خرج من القاعة بل اضطروه الى الخروج مستعينا بحراس. ولم يخطر ببال صحيفة «هآرتس» التي رعت الحدث أن تعتذر عن ذلك ونسبت العنف الى «سلوك غير مناسب» لأحد المشاركين «دفعه دفعة خفيفة» وكأن الامر على ما يرام.
استعاد سائر المشاركين ادعاءات مختلفة مصدرها الواقع الذي لم يعد موجودا. حتى إن يعقوب عميدرور قال إنه يؤيد انشاء دولة فلسطينية في قلب ارضنا (لاسباب ديمغرافية)، برغم الواقع الذي يشير الى عكس ذلك بالضبط، أي أنه توجد اليوم اكثرية صلبة لليهود في دولة تطبق القانون الاسرائيلي على يهودا والسامرة، وتكبر هذه الاكثرية كلما مر الزمن. واشتكت تسيبي لفني من أن الامريكيين لم يهبوا لها على طبق فضة (ديمقراطي بالطبع) دفع اسرائيل الى مواقفها لأنها لا تنجح في جعل الناخب الجاهل يعرف بأن طريقتها لن تعرضنا جميعا للخطر تعريضا مفرطا.
يتجاهل ناس الماضي هؤلاء أن الواقع الذي يتغير سريعا في الشرق الاوسط ويقترب من حدودنا الشرقية يوجب تغييرا اساسيا للمبدأ اذا كنا نرغب في الحياة. وعندهم مشكلة في الاعتراف بأنهم اخطأوا فهم الواقع في الماضي في ضوء الواقع اليوم وذلك بالضبط كوجود مشكلة عند منظمي المؤتمر في الاعتذار للوزير بينيت.
فاجأ اهود باراك حينما زعم في المؤتمر في تصميم أن «أبو مازن برهن بافعاله واقواله على أنه شريك في السلام»، لا أقل من ذلك. يا سيد باراك إن أبو مازن هو بين المسؤولين المباشرين عن قتل الفتيان الثلاثة، وهو الذي اشعل جولة العنف الحالية. فهو يُهيج جمهوره بكراهية خالصة لاسرائيل بواسطة كل وسائل الاعلام التي يملكها بفضل حكوماتنا وبواسطة جهاز تربيته الذي يُعد أجيالا بعد أجيال من الكارهين الذين يرفضون شرعية وجود اسرائيل. وفي كل يوم ينشر موقع «رقابة الاعلام الفلسطيني» أنباءً مثل أن م.ت.ف (التي أبو مازن رئيسها) نشرت في صفحتها في الفيس بوك دعوة للاسرائيليين الى إعداد أكياس موتى كثيرة. ويدرس جهاز تربية السلطة الفلسطينية وأبو مازن مسؤول عن مضامينه، يدرس طلابه الميثاق الفلسطيني لأنه لم يلغ قط. فهذه هي الدفيئة التي نبت فيها قاتلو الفتيان ومنها خرجوا. ولهذا فمن المؤكد أن أبو مازن، بسبب مسؤوليته المباشرة عن انشاء أجيال من القتلة المحتملين وبسبب تبغيضه المنهجي لنا عند جمهوره، ليس شريكا بل هو عدو لدود مُحنك.

اسرائيل اليوم 10/7/2014

زئيف جابوتنسكي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية