بيروت – «القدس العربي» : بين 6 و16 الشهر الجاري تصبح الدورة الرابعة من مهرجان «مسكون» لأفلام الرعب والخيال العلمي، المؤجلة من تشرين الثاني/نوفمبر 2019 في متناول المشاهدين أونلاين.
هو أول مهرجان سينمائي لبناني عبر الإنترنت، وسيتيح للجمهور مجاناً مشاهدة أفلام لبنانية وعربية وعالمية عرضت في أهم المهرجانات الدولية. ومتابعة محاضرات وورش عمل متخصصة في هذا النمط من الأفلام.
يتم هذا فيما يعيش العالم رعباً حقيقياً من فيروس كورونا الشبيه بسيناريو فيلم رعب أو خيال علمي، كما لاحظ منظمو المهرجان.
تتولى جمعية «بيروت دي سي» تنظيم المهرجان بالتعاون مع «ابّوط برودكشنز» ومنصة «أس بامفليكس» لخدمة الفيديو حسب الطلب «في أو دي».
ورأت مديرة المهرجان ميريام ساسين أن «الواقع في لبنان والعالم مرعب أكثر من الخيال، في ظل جائحة كورونا، والانهيار الاقتصادي والاجتماعي، لكننا قررنا المقاومة بالثقافة والتعليم والترفيه، والتمسك بهذه المساحة الثقافية والإصرار على إقامة النسخة الرابعة من المهرجان».
ورأت في تنظيم المهرجان أونلاين أنه «يوفر بيئة آمنة ومجانية لمشاهدة الأفلام، ومتابعة حلقات النقاش مع المختصّين، ويشجع المواهب والمهارات ويعزيز نموّ صناعة هذا النمط من الأفلام في لبنان والعالم العربي».
أفلام الكوميديا السوداء
وأوضح المدير الفني للمهرجان أنطوان واكد أن برنامج هذه السنة يتميز بعدد من أفلام الكوميديا السوداء، ومنها الفيلم الأرجنتيني «إينيشالز أس جي» للمخرجة اللبنانية رانيا عطية والمخرج الأمريكي دانيال غارسيا.
وحصد الفيلم جائزة نورا إيفرون بعد عرضه لأول مرة في مهرجان «تريبيكا» السينمائي.
ومن فئة الكوميديا السوداء أيضاً، فيلم روسي بعنوان «لماذا لا تموت؟»، من إخراج كيريل سوكولوف، ويتمحور حول جريمة عنيفة.
وضمن البرنامج يبرز فيلم المخرج الفرنسي المعروف كوينتين دوبيو «لوديم». وهو يغوص في العبثية المظلمة وبه افتتح أسبوع المخرجين في مهرجان كان 2019.
أما «فيرست لوف ، فهو أحدث أفلام المخرج الياباني الشهير تاكاشي ميكي، رومانسي ضمن فئة الأفلام المعروفة بـ»ياكوزا» أو أفلام عالم العصابات، وقد عرض للمرة الأولى في «أسبوع المخرجين» في مهرجان كان.
ويقدم «مسكون» فيلم الخيال العلمي «ذا لونغ ووك»، الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي، وهو فيلم من دولة لاوس، من إخراج ماتي دو.
وفي البرنامج فيلم «كليماكس»، الذي منعت الرقابة اللبنانية عرضه ضمن المهرجان عام 2018، من إخراج الأرجنتيني غاسبار نويه، ويتناول قصة فرقة رقص فرنسية يجتمع أعضاؤها ذات ليلة شتوية للتمارين في مبنى مدرسة نائية، لكن مخدر الهلوسة «أل أس دي» يحول الحصة لكابوس.
وفي المهرجان أيضاً الشريط الوثائقي «ماموري: ذا أوريجينال أوف إيلين» للمخرج الكسندر فيليب، الذي حل ضيفا على المهرجان عام 2018.
ويتضمن تحليلاً للأثر الذي تركه على الفن السابع فيلم «إلين» لريدلي سكوت، والذي شكل محطة مهمة في تاريخ السينما قبل أكثر من 40 عاماً.
كذلك يُعرض فيلم «بلود ماشينز» للمخرج سيث إيكرمان، وفيه مشاهد مذهلة تترافق مع موسيقى فرقة «كاربينتر بروت».
ومن العالم العربي، اختارت إدارة المهرجان فيلم «أبو ليلى» للمخرج الجزائري أمين سيدي بومدين، الذي عُرضَ للمرة الأولى في مهرجان كان ضمن «أسبوع النقاد» ويتناول ما عاشه الجزائريون خلال الحرب التي شهدتها بلادهم. إلى أفلام أخرى متعددة.
ويتضمن المهرجان مسابقة للأفلام اللبنانية القصيرة، وتتنافس فيها ثمانية أفلام متنوعة المواضيع على جائزتين نقديتين. والأفلام هي: «عبور» للمخرجة لِيا كنعان. و«إلبايد» لغاييل عزّام. و«جبّارة» لسمير قوّاس. و«خلل» لشربل القصيّفي. و»موت أحمر» لروجيه حلو. و «نيون آشيز» لعلي حاموش. و»نويزي كاتروال» لسينتيا أبو جودة. و Q«كوارتر ريست» لجاورجيوس حنا.
وستتولى اختيار الفيلم الفائز لجنة تحكيم تضم الناقد السينمائي اللبناني شفيق طبارة والمخرجة اليونانية اللبنانية جويس نشواتي ومبرمجة المهرجانات السويسرية آن ديلسيت.
ورأى المنظمون أن الأفلام المتنافسة تبشّر بمستقبل واعد للسينما اللبنانية المنتمية إلى النوع الذي يختصّ به مهرجان «مسكون»، نظراً إلى أن السينمائيين اللبنانيين الشباب يُقبلون أكثر فأكثر على إخراج أفلام حول قصص الرعب والخيال العلمي، وتتناول المستقبل البائس، مضمّنين إياها رسائل سياسية واجتماعية.
وقالت مديرة المهرجان مريام ساسين عن تلك الأفلام: تبدو وكأنها ولدت من الأرضية نفسها التي ولدت منها ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر، أي الغضب العميق الذي تترجمه صرخة من أجل تغيير إيجابي».
المبادرة الجديدة لهذا العام تتمثل في مختبر مسكون لأفلام الرعب والفانتازيا والخيال العلمي، وتهدف إلى مساعدة السينمائيين العرب الذين يعملون على مشاريع أفلام طويلة مماثلة، وتقريبهم من مرحلة الإنتاج.
واختيرت للمشاركة في المختبر خمسة مشاريع أفلام، تقدم مجموعة مواضيع متنوعة، ويحضر فيها بقوّة المضمون السياسي والاجتماعي.
وبين المشاريع ثلاثة من لبنان هي «أوكيورنسيز» لنزار صفير، و«زين» لوسام شرف، و«شمال» لسليم مراد، إضافة إلى «الخوخ الموسمي» للمغربية ريم مجدي، و«يو أر إن تربل أز وي لاوف» للمصري خالد معيط.
وستتولى توجيه أصحاب هذه المشاريع ومن ثم اختيار أفضلها، لجنة من ستة خبراء تضم مديرة مبادرة «فرونتريز» الدولية المنتجة السويسرية أنيك مانرت، وخبير المؤثرات البصرية الفرنسي غِيّوم نادو، والمخرجة رانيا عطية والمنتج اللبناني جورج شقير، والمدير الإبداعي لمهرجان «فاتاستيك فيز» إفريم إرسوي، والموزعة والمنتجة اللبنانية جسيكا خوري التي تتولى منصب مديرة الاستحواذ والمبيعات في شركة «فيلم كلنك آند ديستربيوشين» في أبو ظبي.
«مهرجان فانتازيا الدولي للسينما»
وسيشارك المشروع الفائز في سوق «فرونتيرز» الدولية لمشاريع الأفلام ضمن «مهرجان فانتازيا الدولي للسينما» في مونتريال، وقد يحظى بفرص للحصول على التمويل والإنتاج.
وفي إطار مختبر «مسكون»، تقام محاضرات تتعلق بانتاج هذا النمط من الأفلام، فتشرح انيك مانرت الخطوات المحددة لتمويل فيلم رعب أو خيال علمي، فيما يلقي أنطوان واكد محاضرة عن الإقبال المستجدّ في العالم العربي على أفلام الرعب والفانتازيا والخيال العلمي، وكيفية كتابة هذا النوع من الأفلام.
وفي التوازي تعرض منصة «أفلامنا» اللبنانية مجموعة مختارة من الأفلام العربية الطويلة والقصيرة من هذه الفئة، بينها أفلام سبق وفازت بمسابقة مهرجان «مسكون».
وفي إطار «مسكون» أيضاً، تطلق مؤسسة «سينما لبنان» ورشتها الإلكترونية الأولى عن المؤثرات البصرية والصوتية بالتعاون مع الخبير داريوش ديراخساني، الفائز بجوائز في مجاله.
ومن أبرز الأفلام التي عمل عليها «بانز لابيرنث»
للمكسيكي غييرمو دل تورو، و«أبوكليبتو» للمخرج الأمريكي الأسترالي ميل غيبسون، إضافة إلى«جايم أوف ثرونز».
وتهدف الورشة إلى تمكين المتدربين لأن يتولوا بأنفسهم إعداد هذه المؤثرات، وهي مهمة تُسند عادة إلى جهات خارج لبنان والعالم العربي.
كذلك سيتعلم المشاركون مجموعة من المهارات التي تتيح لهم العمل في تنفيذ المؤثرات لمشاريع سينمائية وتلفزيونية.
https://www.aflamuna.online/