خارطة طريق الدولة الكردية المزعومة
جمال محمد تقيخارطة طريق الدولة الكردية المزعومة لم يعد خافيا ما تريده القيادات الحزبية الكردية المتحكمة في المناطق التي تتحصن بها (حكومة السليمانية بسيطرة اتباع جلال الطالباني، حكومة اربيل ودهوك بسيطرة اتباع البارزاني)، الذي ما زال خافيا هو خارطة الطريق التي يمضي بها هؤلاء لتحقيق ما يصبون اليه من اقامة دولة لهم تكون مجيرة لحكم ال برزان بالتقاسم الخاضع للجر والعر، مع حلفاء اليوم الطالبانيين، وهذه الخارطة هي تتويج للمخاضات التي مر بها الطرفان، بالاستفادة المندفعة بأقصي انواع الانتهازية السياسية، من استثمار الفراغات، الناتجة عن التجاذبات، التي تخللت مسلسل النزاع في المشهد العراقي وعموم المنطقة، منذ حرب الخليج الثانية وحتي الان.ان الممارسات المنظمة، والسائرة نحو تعميق وترسيم حدود الفرقة، والانعزال والاستحواذ، كلها تدلل علي اعتمادهم المنهج الميكافلي الغاية تبرر الوسيلة والذي سبق وان اعتمدته الحركة الصهيونية في سعيها لاقامة وطن قومي لليهود علي حساب حقوق الشعب الفلسطيني.مساهمة ضاغطة نحو الهدف:الاستحواذ علي القرار العراقي من خلال ابتزاز كل الاخرين من حلفاء الاحتلال والضغط عليهم للقبول بالتقاسم المبني علي اساس الكتل السكانية أثنية او طائفية او مناطقية حتي تكتمل الصورة المطلوبة لتسهيل عمل الفيتو الكردي علي اي خطوة او قرار، بل لتجعله متمتعا بميزتين مزدوجتين لايمكن لغيرهم التمتع بها بالمنظورين القريب والبعيد، وهما:1 ـ ان يكونوا شركاء في كل شيء يخص العراق ككل وبنسبة تقترب من الثلث مع ان نسبتهم السكانية الفعلية لاتتجاوز حوالي 18%.2 ـ وليس للحكومة العراقية المركزية اي تواجد او اشراف فعلي علي عمل اجهزة الدولة في مناطقهم، وهذا ما عززته نصوص الدستور الجديد، الذي تم اعداده بنفس الروح المذكورة وبضغوط امريكية حثيثة الجيش والشرطة والاستخبارات كلها تحت أمرة امراء المناطق الكردية هكذا الشروط دولة داخل دولة حتي يتم الفصل الاخير من الخارطة.انهم يعدون العدة لدستور خاص لمناطق حكمهم، ويعدون لاستكمال المقومات الناقصة لكيانهم الموعود كل هذا يجري بغطاء الفدرالية ضمن الدولة العراقية، التي لم يعد لها وجود حتي ولو شكلياً في مناطق الاقليم السائر نحو الانفصال بدعم واسناد من حكماء صهيون المسترشدين ببروتوكولاتهم كدليل عمل لبث الكراهية العمياء والنعرات التي تضفي الي الضعف المطلوب في الكيانات المعرقلة لمشروعهم والذي يعني قوة لدولتهم اسرائيل وقوة للغول الامبراطوري الامريكي.ان نسبة الثلث التي يتمتعون بها زورا وبهتانا تجعلهم في مصاف الجوكر الذي لا يمكن لاي كيان، او تكتل سياسي اخر الا ويقبل بتقاسم السلطة معهم، لتستطيع اي حكومة تجاوز عقبة الثقة البرلمانية حسب دستورهم المسلوق امريكيا (اي حكومة لا يمكنها الحصول علي تصديق البرلمان الا بموافقة ثلثي الاعضاء)، وعليه فهم ضمنوا وضعا ملوعا للعراق مقابل وضع مريح لهم يتيح برمجة الاستعداد للمعركة الفصل معركة ضم كركوك ونصف الموصل وبعقوبة لمناطق نفوذهم ! لتكون الحدود المطلوبة قد رسمت، وما يبقي بعدها هو اقتناص فرصة الانشغالات الداخلية والاقليمية المتسارعة، ليقص شريط الدولة الموعودة بعد ان طبخت وجباتها علي نار هادئة احيانا ونار لاهبة احيانا اخري.خارطة طريق مطاطة لاستيعاب كل جديد امريكي اسرائيليمنذ عام 2001 وبعد وصول بوش للبيت الابيض وسيطرة المحافظين الجدد علي مقاليد الامور في امريكا اخذت الدوائر الاستخبارية الامريكية والاسرائيلية تنشط بشكل احتوائي مباشر مع هيئات ارتباط خاصة تابعة لاجهزة الاسايش اي جهاز الامن والمخابرات المرتبطين بالحزبين المتقاسمين للنفوذ والسلطة في سوران، وبادينان شمال العراق وشهدت العلاقات بين هذه الاجهزة نقلة نوعية عندما اخذت بالاعتماد المباشر علي ال سي اي اية والموساد في التدريب ضمن معسكرات في شمال العراق او دورات داخل اسرائيل، وايضا في استيراد المعدات اللازمة لهذه الاجهزة. لقد اصبحت خبرة الموساد هي القدوة في نهج وخطط القيادات الكردية المتنفذة في كردستان العراق، وبعد احتلال العراق 2003 صار النشاط رسميا وعزز ذلك من التغلغل الصهيوني داخل المؤسسات المفصلية في منطقة كردستان التابعة للحزبين بل انها بلغت مرحلة من التلقين والدفع باتجــــاه دور جحشي جديد وهذه المرة اقليميا تشويش وتخريب وتهييج للمناطق ذات الكثافة السكانية الكردية المحاذية للحدود العراقية في كل من ايران وسورية علاوة علي التجنيد التجسسي، وقد رشحت عدة مؤشرات علي اختراق اسرائيلي تعبوي وتجسسي لمناطق الشمال الشرقي من سورية بفضل التسهيلات الحاضنة للشبكات المنظمة من قبل اسايش حزب البارزاني، بالتعاون مع بعض الجماعات الكردية في سورية، وذات الشيء بالنسبة لاسايش حزب الطالباني ونشاطه المدفوع امريكيا واسرائيليا داخل الحدود الايرانية.ان مشروع الشرق الاوسط الكبير الامريكي الذي رسم لينفذ خلال العقدين القادمين، يعطي لاسرائيل دورا محوريا فيه، ومن اولويات هذا الدور هو زرع البوئر القابلة للانفلات الذاتي نحو الهدف الاوسطي المنشود في تفصيص دول المنطقة الي دول عرقية وطائفية، ليسهل التحكم بها امريكيا، واحتوائها اسرائيليا، وهذا ما وجد له ارضية صالحة للتحقق في شمال العراق بسبب من التحالف المشبوه مع حزبي الطالباني والبارزاني، مما جعلهم يتمادون في سعيهم لانفجار الوضع بين امريكا وسورية وايران كي يعطيهم عمقا جديدا للنفوذ علي الحالات الكردية الساكنة نسبيا في سورية وايران ويكونون بذلك قد ضمنوا خطوطا دفاعية تعينهم لاقامة كيانين كرديين معترفا بهما كدول جديدة اذا تعذر قيام الدولة الواحدة بسبب عمق التناقضات بين جماعة السليمانية واربيل ثقافيا وعشائريا وسياسيا. يسير الطرفان لتحقيق هذا الهدف وهو دولة كردية برأسين او دولتين برأسين، فالامر سيان المهم حث الخطي بخارطة الطريق هذه.العراق الحالي جسر أمن نحو الهدف المنشودان تنضيج الوضع عراقيا بحيث يسمح بالتعجيل لتحقيق النوايا البرزانية والطالبانية والقفز الي الامام، وذلك بالظهور بمظهر المبتلي بتبعيته الي بلاد غير مستقرة وسائرة نحو الحرب الاهلية يجعل موقفهم الداعي الي اقامة الدولة المستقلة امرا هينا، واوتوماتيكيا، ومدعوما من قبل الدول المتنفذة اقليميا ودوليا امريكا واسرائيل، وما يؤكد ذلك ما نسمعه بين الفينة والاخري من تصريحات لمسعود البارزاني من انه سيكون مضطرا لاعلان استقلاله عن العراق اذا قامت حرب اهلية. وبالتالي فهو المستفيد من اشتعال تلك الحرب اذا عرفنا ان ميدانها سيكون الجنوب والوسط فقط، اما مناطق التخوم فستكون مفتوحة ويسهل ضمها بالقوة ما دام الجميع مشغول بحرب داخلية حامية الوطيس، وسيكون، احتواء مناطق كركوك وخانقين وما تقع عليه اياديهم من محافظة نينوي هو تحصيل حاصل.ان سعيهم الدؤوب للحصول علي المراكز ذات العلاقة بالخارجية والعلاقات الدولية وزارة الخارجية، وزارة التخطيط، السفارات، علاوة علي منصب الرئيس الذي تحول بقدرة قادر الي سفير متجول هو منحي مبرمج لتهيئة علاقات ومعارف علي الصعيد الدولي يكونون ذخرا حتي تحين ساعة الصفر.اما اقتصاديا فأن الاستثمارات النفطية العاملة هناك في مناطق طقطق وزاخو بمعزل عن تدخل الدولة المركــــزية، هي السنـــــد الاقتصادي الاولي للدولة الموعودة حتي يتم حسم وضــــع نفط كركوك الذي يراودهم كحلم يقضة حيث يســــيل لعابهم علي مجرد ذكر اســــمها، انهم وتحديدا في اوقات الازمات الداخلية يظهرون انفسهم وكانهــــم حمامات ســــلام تسعي دوما للتوافق والتوســـط بين المختلفين لاجل امن وسلامة العراق ! في حين هم لا يبتغون من وراء ذلك الا مزيدا من النفوذ والسعي لتحقيق اهداف المشروع الامريكي الاسرائيلي باشراف المعلم الاول زلماي خليل زادة، وهذا ما يحصل الان تماما.كركوك ـ شعرة معاويةهل هناك مشكلة حقيقية تتطلب الضم والقضم والتهديد والوعيد لو لم تكن هناك دوافع اخري غير المعلنة؟ كركوك كغيرها من مدن العراق ذات الجذور الاثنية والدينية المختلطة، وما ينطبق علي كل العراقيين من حق المواطنة المتساوية ينطبق علي سكانها من عرب وتركمان وكرد واشوريين مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة، اما شماعة المرحلين من اصول كردية فهم كغيرهم من مواطني العراق لهم الحق في العودة والتعويض عما فقدوه، وليس بحجتهم يتم خلق مشاكل جديدة يرحل بها عرب او تركمان ليحل محلهم اكراد ليست لهم علاقة بكركوك علما ان سجلات الطابو والاحصاء والجنسية قد سرقتها جماعات الطالباني والبارزاني من الدوائر الحكومية في المحافظة لاغراض التزوير، انهم يدعون باحقية عودة كل نزلاء المجمعات القسرية الي كركوك مع انهم من سكان المناطق القريبة من الحدود التركية والايرانية.ان احـــــصاء 1957 الذي لم يزور بعد اثبت النسب السكانية الحقيقية لمختلف فئات سكان كركوك حيث اشار الي ان الاكراد يشكلون نسبة تتراوح بين 44 ـ 48 % والنسبة المتبقية تنقسم علي التركمان ثم العرب ثم الاشوريين، وهذا يدل علي الاختلاط الكبير دون تمييز قومي معين بل ان المؤشرات الاثنوغرافية تميل الي صبغة تركمانية وليست كردية للمحافظة حتي ان اغلب سكان كركوك الاصليين ينطقون التركمانية الي جانب لغتهم الام وهذا دليل لا يقبل الشك علي الهيمنة التركمانية علي المدينة التي ما انفكت تشهد موجات من النزوح اليها طلبا للرزق خاصة بعد انتاج النفط منها وحاجتها للايدي العاملة، وهم يتقصدون حاليا ابدال الاسماء الاشورية والتركمانية والعربية وتكريدها ساعين لطمس تاريخها الذي يشي بانها مناطق مؤهلة قبل قدوم الاكراد اليها. ان الاصرار علي ضم كركوك الي منطقة كردستان والعمل علي تكريدها واعتبار المكونات الاخري اقليات تخضع لقوانينها هو بحد ذاته دليل آخر علي انهم يضمرون الاضرار بوحدة البلاد باهداف لا وطنية ترمي الي تفكيكها عـــلي اساس عنصري متخلف وفاسد.طرد الامريكان من العراق وتوحيد الصف الوطني هو الحلان مقاومة الاحتلال تعني مقاومة التقسيم ويعني وعي شعبنا لما يحاك له، والاكراد هذا الجزء الاصيل من شعبنا العراقي الباسل هم وليس غيرهم خير من سيرد سهام التآمر الي نحور اصحابها، بعد ان تكشفت زيف ادعاءاتهم بكونهم معبرين عن تطلعاته انهم ابعد مايكونون عنه وعن مصالحه المتفاعلة مع عموم ابناء شعبنا ومصيره الواحد، ان هذه القيادات لا تعبر الا عن مصالحها الضيقة وهي بعيدة كل البعد عن تطلعات الجماهير الكردية الحقيقية واقرب قلبا وقالبا حد التوحد مع مصالح اعدائه، لقد خبرهم شعبنا خلال الـ15 سنة الماضية فكانوا مثالا للانتهازية والوصولية والفساد والاستبداد. انهم مافيات سياسية من الطراز الاول يتاجرون بمظالم شعبنا الكردي لحسابهم الخاص، وعليه سيواصل هذا الشعب نضاله من اجل حياة حرة كريمة يمارس فيها خصوصياته الثقافية والقومية ضمن عراق حر مستقل وديمقراطي مزدهر فيه تحكم دولة القانون والمواطنة الواحدة، وان غدا لناظره قريب. ہ كاتب من العراق8