دبي ـ طهران ـ وكالات: اتهم مرشد الثورة في ايران، السيد علي خامئني، بعض الدول في المنطقة، لم يسمها، بتشكيل ما وصفه بـ’جماعات تكفيرية’ لمحاربة الأمة الإسلامية، كما ألقى باللوم على دول من خارج الشرق الاوسط في الاضطرابات التي تعاني منها المنطقة وقال ان الدول التي تدعم الاسلاميين السنة المتشددين سيلحق بهم الضرر جراء هذا الصراع.
أدلى خامنئي بهذه التصريحات في اجتماع مع السلطان قابوس سلطان عمان الذي كان في طهران في زيارة وصفتها وسائل اعلام ايرانية بأنها قد تكون محاولة للوساطة بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية.
واذا كان الامر كذلك فان تصريحات خامنئي تنطوي على رفض فيما يبدو لتلك الجهود.
ونقلت وكالة فارس الحكومية للانباء عن خامنئي قوله في اجتماع مع السلطان قابوس ‘السبب الرئيسي في الوضع الراهن في المنطقة هو التدخل من خارج المنطقة.’
ويدعو خامنئي ومسؤولون كبار آخرون في الجمهورية الاسلامية باستمرار الولايات المتحدة وقوى اوروبية اخرى لوقف ما اسموه بالتدخل في الشرق الاوسط واتهموا تلك الدول بالتآمر للسيطرة على المنطقة.
وتصريحات خامنئي الاخرى موجهة فيما يبدو الى دول سنية في الشرق الاوسط مثل السعودية وقطر وتركيا التي تدعم معارضين يقاتلون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد وهو حليف وثيق لايران.
وقال خامنئي ‘مع الاسف تكونت مجموعة من التكفيريين – بدعم من دول معينة – تخوض صراعا مع كل الجماعات الاسلامية لكن مؤيدي هذا التيار يجب ان يعلموا ان هذه النار ستحرقهم أيضا.’
وحذر مسؤولون ايرانيون أيضا من عواقب وخيمة لم يحددوها ستلحق بالولايات المتحدة وحلفائها اذا تدخلوا في سورية ردا على هجوم بالاسلحة الكيماوية الاسبوع الماضي خارج دمشق قتل مئات الاشخاص.
وأضاف ‘إن السبب الرئيسي للوضع الراهن في المنطقة هو التدخل الأجنبي’.
واعتبر خامنئي في كلامه الذي نقله تلفزيون ‘العالم’ الإيراني، ‘إن إحدى القضايا الخطيرة التي تواجهها المنطقة هي اقحام القضايا الدينية والطائفية والمذهبية في الخلافات السياسية’.
وقال ‘ان الكيان الصهيوني الذي يحظى بدعم مفتوح من امريكا هو ايضا تهديد دائم للمنطقة’.
وأضاف ‘ان الكيان الصهيوني الفاسد وبسبب امتلاكه لترسانة ضخمة من أسلحة الدمار الشامل يعد تهديدا خطيرا وجادا للمنطقة’. ولفت الى أن المنطقة ‘بحاجة الى إرساء الأمن الشامل’، لكنه قال ‘ان هذا الهدف لن يتحقق إلا في ضوء اعلان حظر حقيقي لأسلحة الدمار الشامل في المنطقة’.
ومن جهة ثانية، قال السلطان قابوس، إنه ناقش خلال لقائه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي حضر اللقاء مع خامنئي، ‘أرضيات تعزيز وتنمية التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الإقتصادية لا سيما قطاع الطاقة’.
وأعرب عن تأييده لتوجيهات خامنئي من أن المنطقة ‘تواجه ظروفاً حساسة وخطيرة لا سيما تهديدات الكيان الصهيوني’.
وقال قابوس، ‘إن الخروج من الظروف الراهنة بحاجة الى الأخذ بنظر الإعتبار مصلحة شعوب المنطقة وتعاون دولها فيما بينها’.
من جهة اخرى أبلغ وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الامين العام المساعد للامم المتحدة في الشؤون السياسية جيفري فيلتمان بأن إيران عازمة على استمرار التعاون الشامل مع الامم المتحدة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقالت وكالة مهر للانباء إن فيلتمان أكد خلال لقائه وزير الخارجية محمد جواد ظريف ‘على أهمية دور إيران المؤثر في تطورات المنطقة ‘ودعا الى تطوير التعاون بين ايران والامم المتحدة.
وأضافت أن ظريف وفيلتمان بحثا في أهم القضايا الاقليمية والدولية ومن بينها التطورات في سورية ولبنان ومصر.
وشرح ظريف ‘المواقف المبدئية والصريحة لايران’، وأشار إلى دور طهران الفعال والبناء لتسوية القضايا والمشاكل الاقليمية ومن بينها قضايا ‘افغانستان والعراق’.
وقال ان بلاده ‘استخدمت وستظل تستخدم جميع إمكانياتها في إطار صيانة وترسيخ السلام والاستقرار والأمن في المنطقة’.
وأعرب لفيلتمان عن’ قلقه حيال مسار التطورات في المنطقة واتساع نطاق العنف والتطرف’.
وقال ظريف ‘إن انتشار التطرف لن ينحصر في حدود المنطقة وستمتد نتائجه وتداعياته الى باقي مناطق العالم والدول الغربية’.
وأضاف ‘إن منظمة الامم المتحدة هي المؤسسة الوحيدة يمكنها ومن خلال دعم ومساعدة الدول المؤثرة في المنطقة من إعادة الاستقرار والهدوء الى المنطقة’.
وأكد ظريف مجددا ‘على أن الحل الوحيد للازمة السورية يكمن في إيجاد حل سياسي لها ‘معلنا استعداد إيران للتعاون التام مع الامم المتحدة لتحقيق الحل السياسي للازمة السورية، مؤكداً معارضة إيران لاستخدام السلاح الكيميائي’ من قبل أي جهة كانت’.
وقالت الوكالة إن فيلتمان ‘أعرب عن تأييده بضرورة متابعة إيجاد حل سياسي للازمة السورية’ مؤكدا ‘دعم الامم المتحدة لمشاركة الدول المؤثرة في مسار حل الازمة السورية سلميا’.