خبراء: الربيع العربي عملية طويلة تتسم بالفوضى وقد تستمر عشر سنوات
28 - يوليو - 2013
حجم الخط
0
باريس – ا ف ب: يرى خبراء انه لا رجوع في مصر وتونس وليبيا الدول الثلاث التي هي رمز ‘الربيع العربي’، عن هذه العملية التي سمحت لها بالتخلص من انظمة استبدادية، على الرغم من عدم استقرار اوضاعها، لكنها ستكون عملية طويلة وستتسم بالفوضى. وقال كريم اميل بيطار الاخصائي في شؤون العالم العربي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ‘نمر بمرحلة ثورية ستستغرق على الاقل 10 سنوات’. واوضح ‘ومن يقول عملية ثورية يعني ثورة وثورة مضادة ومحاولة استرجاع الثورة وهذا ما يحصل تحديدا’. في مصر اولا حيث عزل الجيش الرئيس المنتخب ديموقراطيا محمد مرسي المتهم باستغلال السلطة لصالح جماعة الاخوان المسلمين. وفي تونس اثارت الاغتيالات السياسية تظاهرات تخللتها احيانا اعمال عنف ضد الحكومة التي يقودها حزب النهضة الاسلامي. وفي ليبيا تظاهر الاف الاشخاص الغاضبين السبت احتجاجا على الاحزاب السياسية والاسلاميين المتهمين بزعزعة الاستقرار في البلاد. وقال ديني بوشار الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ‘هناك بين الدول الثلاث نقاط تشابه عديدة’ تركز اساسا ‘على التصادم بين انصار التحديث والاسلاميين المحافظين وايضا الحنين الى الانظمة السابقة من مناصري القذافي الذين لم يلقوا اسلحتهم او مناصري بن علي او مبارك’. واكد انه ‘في الحالات الثلاث نشاهد عملية تتطور ضمن اطر مختلفة جدا’. وهي اختلافات يشدد عليها جان ايف مواسرون الباحث في معهد ابحاث التنمية ورئيس تحرير مجلة مغرب-مشرق. وقال ان ‘تونس بلد صغير مع طبقة وسطى كبرى ذات طموحات ديموقراطية مترسخة. لها مجتمع مدني ناشط ومراجع ايديولوجية واضحة نسبيا بشأن الدولة العلمانية’. في حين ان ‘مصر مقسمة الى قوتين سياسيتين هما الاخوان المسلمون والجيش اللذان يتعاونان احيانا واحيانا اخرى يتواجهان فينتج عن ذلك فرض النظام او الفوضى السياسية’ في البلاد. وفي رأيه ‘لم يستغل التقدميون المصريون الفرصة التاريخية التي سنحت لهم في 2011 لتنظيم صفوفهم ليشكلوا قوة مستقلة’ ما يجعل ‘الشروط التاريخية لعملية انتقال ديموقراطية في مصر بعيدة المنال’. وقال ان هذه الدول الثلاث دخلت ‘حقبة جديدة في 2011’. وذكر كريم اميل بيطار ‘النظام السابق انهار ولن ينبعث مجددا’. ويرى ديني بوشار انه في حين انه يتعين في مصر ‘بناء كل شىء من الصفر أو اعادة بنائه’، تبقى تونس ‘بالتأكيد البلد الذي لديه افضل مقومات في العالم العربي لتصبح دولة ديموقراطية’ رغم وجود ‘عناصر متشددة واصولية تقوم بكل ما في وسعها لتقويض هذه العملية’. وفي موازاة ذلك قال مواسرون ‘ما يحصل في مصر يمكن ان يكون عامل استقرار لتونس لان ذلك يدفع بحزب النهضة الى قبول قواعد اللعبة الديموقراطية’. ويرى هؤلاء الخبراء ان ليبيا حالة منفصلة لان التنظيم القبلي يسيطر على المجتمع، والقوة الوحيدة التي تتمتع بها الحكومة امام الميليشيات المسلحة تأتي من اموال النفط. لكن انطوان بصبوص مدير مرصد الدول العربية في باريس يرى انه حتى في هذا البلد الذي يشهد حالة من الفوضى، ‘التظاهرات التي تنظم حاليا تكشف استياء كبيرا’ من هيمنة ‘الاسلاميين الذين شكلوا ميليشيات تنسف ما يقرره النواب’. ويقول هذا المحلل السياسي انه بعد التسونامي العربي في 2011 ‘الرد الذي نشهده لن يكون الاخير ويحركه الشباب الذين يعودون بقوة بالادوات نفسها — الانترنت وتويتر وفيسبوك — وبدعم قسم من الرأي العام المعارض للاسلاميين’. وقال كريم اميل بيطار ‘للشعب اليوم كلمته. حتى وان كانت هناك مصادرات للثورة لا تزال هناك روح حرية’.