خبراء: تداعيات الخيار العسكري بسورية هي الأخطر على الاقتصادين الإقليمي والدولي

حجم الخط
0

بيروت ـ من غالب الجوهري: دفعت مجزرة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، يوم الجمعة الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية للتلويح بتدخل عسكري في سوريا، على خلفية استخدام الأسلحة الكيميائية المصنفة كأسلحة دمار شامل، وهو ما يعيد الحسابات الاستراتيجية لاقتصاديات منطقة الشرق الأوسط ككل.
ويتفق الخبراء على أن التحرك العسكري الاميركي نحو سوريا له تداعيات سلبية كبيرة على اقتصاديات دول المنطقة، واثار كارثية على الاقتصادين اللبناني والسوري تحديدا ، بسبب موقع لبنان الجغرافي المتصل مع سوريا، والعلاقات الموجودة بين البلدين على المستويين الاقتصادي والسياسي.
ويرى الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة، أن تداعيات الخيار العسكري الأميركي على سوريا لا يقف خطره عند الاقتصادين اللبناني والسوري، وإنما يمتد إلى الاقتصاديات الإقليمية والدولية.
ويعتقد عجاقة، أن الخيار الأقرب هو فرض منطقة حظر جوي على سوريا، وهو ما يمكن التوقع معه بأن روسيا ستستدعي بوارجها في ‘طرطوس’ (أهم موانئ سوريا)، إلى جانب تحرك عسكري من قبل إيران عبر مضيق هرمز، وهما الدولتان الرئيسيتان المؤيدتين لنظام بشار الأسد.
وتابع عجاقة، في مقابلة هاتفية مع الأناضول، ‘فرض منطقة حظر جوي على سوريا يعني ارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني خاصة إذا أخذنا في الحسبان تطورات المشهد السياسي في مصر وأثره على قناة السويس إلى جانب مضيق هرمز الذي سيكون تحت نيران القوات الإيرانية’.
ومضيق هرمز هو أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، وهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر، أما قناة السويس فهي واحدة من أهم المجاري الملاحية في العالم لربطها بين دول جنوب شرق آسيا وأوروبا والأمريكتين، وتربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
‘هذا الحدث جنوني’ وهو توجيه ضربة عسكرية لسوريا..هكذا وصف عجاقة السيناريو الذي يعتبره الأقرب للتحقيق، مؤكدا على ضرورة أن يتم التنسيق مع روسيا مسبقا قبل أي تدخل، لأن هذين المعبرين ( يقصد قناة السويس ومضيق هرمز) لهما تأثير على اقتصاديات دول عدة منها قطر، الكويت، السعودية، العراق، تركيا، اسرائيل، ولبنان وذلك من ناحية انخفاض الصادرات والواردات وارتفاع أسعار البترول التي ستقتل دون أدنى شك نمو أوروبا وأميركا.
وأضاف عجاقة، أن أبرز التداعيات الاقتصادية التي ستحدث في المنطقة جراء توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسورية هي انخفاض تصدير الغاز من قطر، وانخفاض تصدير البترول من كل من الكويت، السعودية، الإمارات، والعراق، وكذلك تجميد السياحة والتجارة وربما في كل من لبنان واسرائيل اذا تم استهدافهما، كما أن لبنان سيعيش حالة اقتصادية كارثية والخيار العسكري في سوريا سيُسرع وتيرة الإفلاسات والهجرة فيه.
ويقول الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، إن أي تدخل عسكري أميركي في الأزمة السورية له تداعيات سلبية كبيرة على اقتصاد المنطقة بشكل عام ولبنان بشكل خاص.
ولفت حبيقة، في مقابلة هاتفية مع الأناضول، إلى أن التأثير سيشمل كل النواحي الاقتصادية، وسيؤثر كثيرا على الاستثمارات والسياحة والتجارة والقطاع العقاري والمصرفي، وهي القطاعات التي يعتمد عليها لبنان بشكل كبير، مؤكدا أن التأثيرات ستختلف بحسب شكل التدخل العسكري في حال اتخذت الإدارة الأميركية هذا القرار.
وحول كيفية تحييد لبنان عن هذه التأثيرات أو الحد منها على الأقل، قال حبيقة إن موقع لبنان الجغرافي لا يسمح له بتحييد نفسه عن الصراع السوري، خصوصا أن لبنان بات مكشوفا أمنيا وسياسيا، وأي تطور في الأزمة السورية سينعكس بشكل سلبي على الاقتصاد اللبناني.
وتابع: ‘التدخل العسكري الأميركي سيؤدي إلى حرب كبيرة يمكن أن تعزل المنطقة برمتها عن باقي العالم، مما سيؤدي إلى كوارث اقتصادية على كل الأصعدة، وسيؤثر على كل القطاعات ومن بينها القطاع النفطي’.
وعلى الصعيد المحلي، قال حبيقة إن النمو الاقتصادي للبنان غائب هذا العام، وأن أي حدث سلبي على الصعيد السوري، أو على الصعيد الأمني الداخلي سيؤدي إلى نمو سلبي، مشيرا إلى أن هم لبنان حاليا هو محاولة التخفيف من الخسائر الاقتصادية، من خلال تشكيل حكومة وفاق وطني، ومحاولة ضبط الأمن في كل المناطق اللبنانية وبسط سلطة الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية