نستطيع أن نؤكد في بداية مقالنا هذا أن الملتقى الاقتصادي الأول للتنمية المستدامة، الذي عقد برعاية مجلس الوحدة الاقتصادية بداية الشهر الحالي، في العاصمة المصرية القاهرة، بقيادة البروفيسورة وخبيرة الاقتصاد اليمنية مناهل عبد الرحمن ثابت، الذي اختتم أعماله بوعود سخية لليمن.. و17 فقرة من المخرجات والتوصيات، نذكرها بالتفصيل في نهاية المقال.. ما كان سوف يحقق هكذا نجاح والنتائج المأمولة منه، وما كان ليأتي أصلاً، لولا حراك هذه المناهل وهذه الخبيرة الاقتصادية اليمنية، المتواصل منذ ما يزيد عن عام وقرابة النصف العام.
حراك الخبيرة الاقتصادية
بداية من القاهرة وجامعتنا العربية والتقائها بمسؤولين وخبراء اقتصاد في الجامعة ذاتها، ومسؤولين يمنيين مختصين بالاقتصاد، أبرزهم وزير التجارة اليمني الدكتور محمد الميتمي، وسفير اليمن في القاهرة الدكتور محمد المارم، ونائب الأمين العام للجامعة للشؤون الاقتصادية الدكتور كمال حسن ورئيس الوحدة الاقتصادية في الجامعة العربية الاستاذ محمد ربيع.
في السادس من نيسان/ أبريل 2018، ثم نيويورك في منتصف تموز/يوليو الماضي، ضمن مشاركتها في مـؤتمر التنمية المستدامة، بـدعوة من الأمم المتحدة، ضمن عشرة علماء اقتـصـاد حول العالم، ثم فيـ بريطانيا وعاصـمتها لنـدن، عبر ترؤسها وإطلاقها للمنتدى الاقتـصادي للتنمية المسـتدامة الـذي انطـلق في 3 أيلول/ سبتمبر الماضـي، وبدأ أعمـاله في بـداية العـام الـحالي.
حشد الطاقات
ولا نبالغ كصحافيين عرب يمنيين، إذا ما وصفنا ذلك الحراك الذي لم يتوقف من امرأة عربية عصامية، كمناهل ثابت، أنه يفوق عزائم رجال الشرق الأوسط مجتمعين.. أو هكذا نجزم فإذا كانت حركت جيشا كبيرا من الخبراء الاقتصاديين العرب واليمنيين، ورجال أعمال لحشد كافة الطاقات والكفاءات، ولتقديم دعم سخي لأجل بلدها اليمن، والعمل على تغيير واقعه الاقتصادي المزري، بفعل حرب بلا قاع خيطت على أراضيها جوا وبحرا وبرا منذ أربعة أعوام، ذلك الحراك يفوق عزائم الرجال اليمنيين والعرب ككل.
كيف لا وهي المرأة الحصيفة المتواضعة، التي رددت علي حينما خاطبتها أنها بلقيس اليمن الحديث، وأنها كانت ملكة فعلاً، وإمرأة بألف رجل، وحضورها البهي في المنتدي الاقتصادي في القاهرة، إلى جوار أقتصاديين وخبراء عرب وأجانب، وعلى رأسهم الدكتور محمد محمد الربيع رئيس الوحدة الاقتصادية في الجامعة العربية، ردت علي بقولها « القيادة ليست كلمة فقط»، قلت لها نعم بل مواقف وأفعال.. وافقتني الطرح…
خرج الملتقى بالتوصيات التالية:
– وضع استراتيجية أساسية لإعادة الإعمار لتحقيق التنمية المستدامة بوصفها خريطة طريق عملية للمستقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار التحولات الميدانية والمستجدات الداخلية والإقليمية والدولية.
– العمل على إنشاء صندوق مساهمات وطني وفق أجود الممارسات في هذا الميدان وبالتشاور مع الجهات ذات الصِّلة.
-التركيز العملي والاستثماري على الاقتصاد البديل في مجالات الطاقة والبناء والخدمات والتعليم عن بعد وغيرها من أوجه متاحة بالتوازي مع عالم التقنيات
مساهمة القطاع الخاص اليمني والعربي في تحقيق الرؤية التنموية الخاصة في اليمن.
-العناية الخاصة باقتصاد الخدمات في اليمن اتساقا مع التركيبة الجيولوجية الفريدة واتساع الصِّلة المكانية بالجوارين العربي والإفريقي، مع التركيز على تحرير وتطوير أنظمة النقل البري والبحري والجوي.
-الشروع العملي والمتسارع في تنمية الاقتصاد البحري بالتوازي مع السواحل اليمنية الممتدة والبعيدة عن مناطق التماس العسكري.
-تشكيل لجنة لمتابعة قواعد البيانات الإحصائية المتوفرة والخاصة بإعادة الإعمار والاستثمار وباتجاه تطويرها، مع الأخذ بتجارب المؤسسات الدولية في هذا الصدد وخاصة الألمانية منها.
-إطلاق منصة تعليمية رقمية تعنى بالتعميم المعرفي الأكاديمي حول الاقتصاد اليمني من منطلقات ابستمولوجية متصلة بالعلوم الاقتصادية.
-إطلاق برامج تدريبية اقتصادية من خلال الهيئات والشركات والمؤسسات العربية والدولية.
-الشروع في التحضير العملي لمؤتمر استثماري حول اليمن تحت مسمى (الأمل) بالتنسيق مع الاتحاد العربي للغرف التجارية وتأمين مشاركة ودعم الرعاة.
-التحضير للمنتدى الثاني خلال الفترة المقبلة وعلى أن يناقش عنوانا متخصصا يتعلق بالتنمية المستدامة في اليمن ونقترح أن يكون العنوان المقبل (فرص تعميم ونشر الاقتصاد البديل في اليمن) وعلى أن يشمل المفردات التالية :
-الطاقة البديلة (الشمس / الرياح / الحرارة / الحركة).
-المنازل لذوي الدخل المحدود.
-الطباعة حسب الطلب لنشر الصحف والمجلات والكتب.
-التلفزيون والإذاعة البديلة عبر الإنترنت والأقمار الصناعية المتاحة للمشتركين الاعتياديين لاحقا.
-التعليم عن بعد.
-المواصلات البديلة (وسائل النقل الكهربائية بأنواعها).
-الزراعة البديلة (الزراعة الهوائية / والزراعة المائية البحرية…).
التعدين والمصادر الطبيعية فرص استثمارية وتنموية.
-تمكين المرأة في قطاع الاستثمار وريادة الأعمال.
-الاستثمار في التعدين والنفط.
هذا وقد اختتم المنتدى الاقتصادي للتنمية المستدامة فعاليته بتوقيع اتفاقية تعاون مع مجلس الوحدة الاقتصادية المنبثق عن جامعة الدول العربية.
صحافي من اليمن يقيم في نيويورك