خبير لبناني: دمار العدوان الإسرائيلي يضاهي أعنف الزلازل

حجم الخط
0

بيروت: اعتبر الخبير اللبناني في الجيولوجيا وعلم الزلازل طوني نمر، أن حجم الدمار في بعض مناطق بلاده جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، “يضاهي دمار الزلازل العنيفة”.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع نمر الأستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت، بينما تواصل إسرائيل عدوانها على لبنان من خلال غارات جوية مكثفة في عدة مناطق، ومحاولات توغل برية في قرى الجنوب، منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

دمار غير مسبوق

وقال نمر إن “الدمار الهائل في بعض القرى والبلدات اللبنانية جراء العدوان الإسرائيلي يوازي بضخامته الدمار الذي تحدثه زلازل عنيفة”.

ولفت إلى أن “هناك بعض القرى والبلدات اللبنانية تم تدميرها بشكل كامل، كما أن بعض المناطق والأبنية تشهد ضربات إسرائيلية متتالية ما يؤدي إلى حدوث دمار كبير”.

ومسترجعا خسائر الحروب السابقة، قال نمر: “بالرغم أن لبنان شهد كثيرا من الحروب، إلا أن حجم الدمار الناتج عن العدوان الإسرائيلي المتواصل حاليا سيكون ضخماً وغير مسبوق (..)، لذلك فالمسؤولية ستكون كبيرة على عاتق الدولة”.

وبحسب تقرير صدر الثلاثاء، عن إدارة مخاطر الكوارث اللبنانية التابعة للحكومة، فقد تعرض لبنان لنحو 11 ألف غارة إسرائيلية وقصف جوي ومدفعي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقد تسبب ذلك بأضرار واسعة في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله“، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و546 شهيدا و11 ألفا و862 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد لبيانات رسمية لبنانية.

ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

خبرة تركيا بالكوارث

الخبير اللبناني أوضح أن “وزير البيئة ناصر ياسين المسؤول عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث، ينصح بالتواصل مع الدول الصديقة التي لديها خبرة عالية في مجال مواجهة الكوارث، وخصوصا تركيا”.

وأضاف أن “إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) لديها خبرات واسعة وقوية واستثنائية، ولا بد أنها سترحب بتقديم المساعدة في حال تم التواصل معها بطريقة رسمية”.

ومشيرا إلى جوانب من تلك الخبرات، قال نمر إن ذلك يتعلق “بإزالة الأنقاض، والتصرّف بالردميات، وتخطيط إعادة الإعمار، وتنفيذ أعمال البناء بفعالية وكفاءة”.

وأكد أن الأمر “يتطلب الكثير من الوعي للاستفادة من خبرات الدول الصديقة في هذا المجال”.

وكان الخبير اللبناني زار تركيا في أعقاب الزلزال الذي ضرب جنوبها في 6 فبراير/ شباط 2023، لدراسة الواقع الزلزالي في المناطق المنكوبة، واطلع على أعمال الإغاثة والتخطيط وإعادة الإعمار.

وبشأن تلك الزيارة، قال نمر: “خلال زيارتي لاحظت كفاءة عالية لدى السلطات التركية في التعامل مع نتائج الكارثة، وكيف جرى تأمين السكان المتأثرين بالزلزال ومساعدتهم”.

وتابع: “بناء على ذلك أدعو للتواصل مع السلطات التركية والاستفادة من هذه الخبرات في مجال معالجة أضرار الكوارث”.

الخبير اللبناني أضاف أن “حجم المنطقة التي تضررت بفعل زلزال تركيا أكبر من مساحة لبنان (..) لكنني تفاجأت بكفاءة وتوازن العمل بين كافة المناطق التي ضربها الزلزال، إضافة إلى إيواء المنكوبين واعادة الإعمار ومعالجة الأنقاض والردميات بطريقة فعالة وسريعة”.

ومشيدا بتلك التجربة، اعتبر نمر أن “ثقة الأتراك ببلدهم وسلطاتهم كانت كبيرة جداً، إلى حد أنهم فضّلوا انتظار انتهاء الدولة من تشييد الأبنية، بدلاً من أي جهة أخرى خاصة”.

وعلل على ذلك بالقول: “لأن المواطنين الأتراك يعتبرون أن الأبنية التي تشيدها الدولة أكثر كفاءة، وأفضل مقاومة للزلازل مستقبلا”.

وفي 6 فبراير 2023، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة.

وضرب الزلزال مساحة قدرها 120 ألف متر مربع، أودى بحياة 53 ألفا و537 شخصا، بينما أصيب 107 آلاف و213 آخرون، بينما بلغ عدد المتضررين منه 14 مليون شخص في تركيا وحدها.

ولم تكن تجربة “آفاد” مع زلزال تركيا الأخيرة أو الوحيدة، بل كان لها دور بارز في إنقاذ ومساعدة المنكوبين جراء الإعصار الذي ضرب مدن الشرق الليبي في سبتمبر/ أيلول 2023، لا سيما مدينة درنة التي كانت الخاسر الأكبر جراء انهيار سدي المدينة.

آنذاك، قال نائب رئيس “آفاد”، حمزة طاش دلن، إن فريق الإغاثة التركي كان أول فريق يصل مدينة درنة الليبية الأكثر تضررا من الفيضانات، وعمل على تنسيق أعمال الإغاثة مع الفرق الأخرى في المدينة المنكوبة.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية