خطر وضع شارون يأكل جميع اوراق اللعب السياسية ويؤجل استقالة وزراء الليكود
خصومه انتقلوا من السب والقذف الي الدعاءخطر وضع شارون يأكل جميع اوراق اللعب السياسية ويؤجل استقالة وزراء الليكود في ساعة كتابة هذه السطور، عند منتصف الليل، كان رئيس الحكومة في غرفة العمليات الجراحية. وضعه الطبي خطر. يدعو شعب كامل له بالسلامة. اسرائيل دولة قوية، ذات نظام حكم بالرغم من جميع نواقصه فانه قوي مستقر. سلامة رئيس الحكومة في جهة وسلامة الدولة في جهة. كما تبين في الماضي، تستطيع ان تثبت لكل ما يقتضيه تبادل السلطة، المؤقتة أو الدائمة. يستطيع رؤساء الحكومة أن يتبدلوا، لكن دولة اسرائيل ستقوم ابدا. حتي اذا ما خرج رئيس الحكومة، بمعجزة، بلا ضرر، فان وضعه السياسي قد تغير. الجلطة الدماغية الاولي التي اصابته قبل نحو اسبوعين، اثارت الشكوك. كانت الجلطة أمس اخطر وكانت الثانية في الترتيب: لقد القت ظلا ثقيلا علي قدرته علي العودة الي اداء عمله في الزمن القريب وللثبات للاعباء الملقاة علي رئيس حكومة في اسرائيل بفترة ولاية اخري. ولد حزب كديما ، الذي سجل أمس رسميا، كحزب شخص واحد. كان شارون القائد والرسالة. الظل الذي القي أمس علي ترشح شارون يغير من النقيض الي النقيض وضع كديما في صندوق الاقتراع. حتي اذا ما استمر شارون في اداء عمله، فسيكون عليه أن يقنع الناخبين بأن حزبه قادر علي قيادة الدولة من غيره. القائم بأعمال شارون، ايهود اولمرت، هو مرشح مناسب. في قيادة كديما هناك اناس آخرون لديهم معرفة عامة وخبرة رسمية، بينهم تسبي لفني، وشمعون بيريس، ومئير شطريت، وشاؤول موفاز، وآفي ديختر وآخرون. منذ اليوم سيفحصهم جمهور الناخبين بعيون اخري. ان خطر وضع شارون يأكل جميع اوراق اللعب السياسية. فهو يؤجل، استقالة وزراء الليكود. وهو يخفف من غلواء اللهجة العامة في المعركة الانتخابية. فقد انتقل خصوم شارون من السب والقذف الي الدعاء. الضجة التي تتصل بالمال الذي حصل عليه أو لم يحصل عليه من صاحب الكازينو النمساوي مارتن شلاف خمدت مرة واحدة.عندما بدأت المعركة الانتخابية الحالية، كان الافتراض أنها ستكون معركة انتخابية آسرة، من أشد ما عرفت الدولة. تحقق هذا الافتراض. لكننا لم نكن نرجو هذا النوع من الدراما. من السابق لاوانه تلخيص حياة شارون المهنية، وانجازاته العسكرية والسياسية، واسهامه في قوة اسرائيل ونجاحها، والطريق التي اجتازها، والاخطاء التي قام بها، ومحاسنه ونقائصه. ولكن يمكن أن نقول في هذه الساعة أن قلة قليلة بين زعماء الدولة كان لديهم الثقة الذاتية، وهدوء الاعصاب والشجاعة التي كشف عنها شارون في ولايتيه رئيسا للحكومة. علي مدي حياته المهنية كلها، منذ أن كان ضابطا شابا، طمح الي أن يتشبه بالانسان الذي يبجله اكثر من غيره، دافيد بن غوريون. في السنين الاخيرة أصبح يشابهه أكثر فأكثر. ان من لم يرد شارون وريثا لمناحيم بيغن، حصل عليه وريثا لبن غوريون. ناحوم برنياعكاتب دائم في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 5/1/2006