نواكشوط ـ «القدس العربي»: يواصل الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، مواجهة ظروف الرقابة القضائية المفروضة عليه من النيابة منذ أسابيع، والتي يعتبرها عبثية، بطرق خاصة، جمعت بين الاحتجاج المكتوب، ومعاكسات فريق المراقبة، حسب إدارة الأمن، وأخيرا التوجه سيرا على الأقدام بدل ركوب السيارة، لتوقيع الحضور الإلزامي لدى سجلات شرطة الجرائم المالية.
فقد أثار سيره وحيدا بزي محلي بسيط ذارعا شوارع العاصمة بين منزله في الشمال ومقر شرطة الجرائم في الجنوب، عددا من سكان المدينة الذين رافقوه، كما أثار اهتمام المدونين الذين أخذوا ونشروا صورا للرئيس السابق وهو يمشي على أرصفة العاصمة.
ونشر الرئيس السابق تدوينة تابعها الكثيرون، مؤكدا قوله فيها “قررت اليوم – وللقرار عندي معناه – أن أتوجه إلى إدارة الأمن سيرا على الأقدام تفاديا لادعاءاتهم بأنني تسببت في التنقيص من مكانة رجال الأمن الذين يستحقون على المواطنين احترامهم والذين أمروا بهذه المضايقات دون اقتناع منهم، لذلك رفعت عنهم حرج تنفيذ تلك التوصيات التي تصلهم للتسبب في مضايقتي واستفزازي، لأنني مؤمن بتعرضهم للحرج من هذه الأوامر، لكنهم مجبرون على تنفيذها، وأتفهم ذلك جيدا”.
وأضاف: “بعد التوقيع الممل الذي لا فائدة منه، ولا مغزى له سوى التضييق وتصفية الحسابات ضدي، استدعاني مدير شرطة الجرائم الاقتصادية والتي زج بها في هذه الحملة المغرضة لتلعب في الواقع دور شرطة الجرائم السياسية، وأكد لي أن تواجد سيارات وقوات أمنية في محيط منزلي هو ضرورة ملحة لتطبيق مقتضيات الإقامة الجبرية، وهذه أول مرة يعترفون بها، ولا شك أن ذلك بسبب الحرج الذي سببه لهم ردي مساء أمس على بيانهم إذ كانت هذه النقطة ضمن انتقاداتي التي وجهت إلى أسلوبهم”.
وقال “أثناء الحديث أوصل لي رسالة تهديد من جهة لم يحددها مفاد هذه الرسالة هو (أن تصرفاتي غير مقبولة)”، وفي الحقيقة لا علم لي بارتكاب أي تجاوز أو خرق لما فرض عليّ من ظلم واستهداف واستفزاز سوى أنني ما زلت صامدا وسأبقى، وأعيش يومياتي بطبيعية، وقد يكون ذلك هو ما استفزهم”.
واستعطف الرئيس السابق المواطنين قائلا “أعزائي أبنائي إخوتي مواطني الأوفياء أتقدم إلى كل فرد منكم بالشكر على صدق تأييدكم العفوي خلال المسير في طريق الذهاب والإياب”.
وأثار الرئيس السابق بهذه الخطوة الاستعراضية اهتمام المدونين من خصومه ومن خارجهم، حيث كتب الإعلامي، الحسين محنض “استراتيجية لفت الانتباه، واستراتيجية ملء الفراغ، واستراتيجية الفعل بدل ردة الفعل، استراتيجيات مشهورة ومعروفة في مجال الإعلام وعلم الاتصال: هل هي برأيكم ما ينتهج ولد عبد العزيز؟ أم أن الأمر مجرد مصادفة طابقت هذه الاستراتيجيات؟ وما هي برأيكم استراتيجية النظام في المقابل في اتجاه هذا الملف؟”.
وكتب سيدي محمد محم أكبر معاوني الرئيس السابق، والذي بات أكبر خصومه اليوم “محاولات الرئيس السابق مستميتة لتحويل معركة استعادة الأموال المنهوبة إلى مجرد ركض بالشوارع أو جدل ومناوشات مع الشرطة”.
وقال “لتبلغ محاولات الإلهاء أوجها، تبدأ رحلة الألف ميل سيرا على الأقدام وبطريقة مسرحية أظهرت أن صاحبنا على استعداد للقيام بأي عمل مهما كان عدا الكشف عن مصادر ثروته الطائلة وإجابتنا عن السؤال الذي لن ينقطع طرحه (من أين لك هذا؟)”.
وخاطب الرئيس السابق بقوله “معركتكم ليست مع أفراد الشرطة مهما طال بكم السير، وليست في الشارع يا سيادة الرئيس، بل هي مع كل الموريتانيين الذين انتخبوك وائتمنوك، وفي سوح القضاء لتقديم الإجابة الأهم”.