«قيمة الأفكار لا تكمن في ذاتها، وإنما هي ـ قبلًا ـ في الظروف التي كُتبت فيها. ففي داخل السجن كان هناك هدوء الجدران، وفي الخارج نُذر الإعصار».
كان السجن هو الظروف العصيبة التي مرّت بقائل هذه العبارة الزعيم البوسني علي عزت بيجوفيتش، ألهبت عاطفته وأثارت فكره، فغدت الزنزانة في سجن «فوتشا» مهرب روحه وأفكاره ومناجاة خواطره، فحوّل هذه المحنة إلى لوحة حضارية وثقافية، من خلال كتابه الذي صنفه خلف القضبان «هروبي إلى الحرية».
فليس كل ما له حدود سجنًا، فربما حصل فيه المرء على حريته، ووجد فيه ذاته، ومن ذلك وجود المرأة في عش الزوجية، وانتظامها في سلك الحياة الأسرية التي تمثل المرأة عمود فسطاطها، وهي بمثابة مهمتها السامية التي تسمو على كل عمل ووظيفة. ومهما تم الترويج لفكرة تجاوز المرأة هذه المسؤولية، لتزاحم الرجال في ميادينهم لإثبات ذاتها أسوةً بالغرب، فسيبقى الأمر محاولة هزلية لإثبات المُثبت، وهو أن المرأة في ظل الإسلام حصلت على حريتها وأثبتت ذاتها، وجاء في الحديث «النساء شقائق الرجال» وليست المساواة تعني المطابقة في أي حالة من الأحوال.
ولا اعتراض لديّ لأن يكون للمرأة دورها في الشأن العام، لكنني ضد أن تتجاوز مسؤوليتها كزوجة وأم إلى التعسف في تقاسم مهام الرجل خارج المنزل، فتزعم أنها تبني الحياة من الخارج، مع أنها تخرب الحصن من الداخل، تلك الحياة الأسرية التي تجد المرأة فيها نفسها وحريتها حين تتربع كملكة على عرش لا ينافسها فيه أحد، وتكون فيه رائدة للبناء وبعث الإصلاح من الداخل. وإن اتهمنا البعض بأننا رجعيون وأسارى ما يحلو للبعض أن يسميه بـ»الميثولوجيا الإسلامية»، فإنه قد سبقنا إلى تلك الأفكار التي لا تروق لهم، جمْع من رموز الفكر والثقافة والأدب في الغرب، رجالًا ونساءً، سجلوا اعترافاتهم بأن المرأة والمجتمع بأسره قد عادوا من فرض هذا النمط الحياتي للمرأة المتحررة بخفي حنين.
ليس كل ما له حدود سجنًا، فربما حصل فيه المرء على حريته، ووجد فيه ذاته
هذا عالم الاجتماع الشهير أجوست كونت يقول في كتابه «النظام السياسي»:
«لو نال النساء يوماً من الأيام هذه المساواة المادية التي يتطلبها لهن الذين يزعمون الدفاع عنهن بغير رضائهن، فإن ضمانتهن الاجتماعية تفسد على قدر ما تفسد حالتهن الأدبية، لأنهن في تلك الحالة سيكنّ خاضعات في أغلب الصنائع لمزاحمة يومية قوية، بحيث لا يمكنهن القيام بها، كما أنه في الوقت نفسه تتكدر المنابع الأصلية للمحبة المتبادلة». بينما يقول الفيلسوف الاقتصادي جول سيمون: «النساء قد صرن الآن نساجات وطباعات.. وقد استخدمتهن الحكومة في معاملها، وبهذا فقد اكتسبن بضعة دريهمات، ولكنهن في مقابل ذلك قد قوضن دعائم أسرهن تقويضاً كبيرا». ويقول الفيلسوف والسياسي الفرنسي جول سيمون: «»يجب أن تبقى المرأة امرأة .. فإنها بهذه الصفة تستطيع أن تجد سعادتها، وأن تهبها لسواها، فلنصلح حال النساء، ولكن لا نغيرها، ولنحذر من قلْبِهن رجالاً، لأنهن بذلك يفقدن خيراً كثيراً ونفقد نحن كل شيء».
وهذه شهادة للكاتبة الشهيرة أني رورد في مطلع القرن العشرين تقول فيها كلامًا لو صدر عنا لرُمينا بالتخلف والرجعية من أوسع أبوابها، فتقول في إحدى مقالاتها: «لأن يشتغل بناتنا في البيوت كالخادمات خير وأخف بلاءً من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين، فيها الحشمة والعفاف والطهارة.. إنه لعار على بلاد الانكليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال. فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال، سلامة لشرفها؟».
النقولات كثيرة جدا بهذا الشأن، اقتصرت على بعضها خشية الإطالة، ولكن ها هنا كاتبةٌ هربت إلى حريتها، إلى الحياة الأسرية، إلى حيث البيت والزوج والمسؤولية، وهي التي طالما استبد بها الطموح لإثبات ذاتها منذ نعومة أظفارها في قريتها الصغيرة، وبحثت عن حريتها في اقتحام ميادين العمل، سافرت وارتحلت، وزاحمت الرجال في العمل، وحجب عنها زخرف الشهرة وبريقها، روعة الكيان الأسري وتذوق نعيمه مهما تلبس بالأزمات والصعاب. تذكرت البذل والعطاء من أجل قضاياها التي تؤمن بها، لكنها نسيت أنها أنثى، أن لها وظيفة حيوية جوهرية عليها القيام بها أولًا، وهي تلك الوحدة الاجتماعية الصغيرة ونواة المجتمع المسماة بالأسرة، هي أساس كل بناء حضاري.
تزوجت، فتحررت..
نعم تحررت من اضطرابات المشاعر التي كانت تداهمها مع التفاف الرائعين حولها، فتتبدى منها عاطفة ما، في وقت ما تجاه شخص ما، تلتمس الإشباع، سرعان ما تعود أدراجها في غمرة نسيان النفس والسهو عنها، أو لنقص في اقتناعها بمن تتجه إليه العاطفة، والأسباب كثيرة للهروب.
لكنها في حياتها الجديدة عاشت معنى وحدة الشعور واستقراره، فانبعثت عاطفتها الموؤودة بين جناحي رجل، اختصرت فيه الرجال، فكانت مشاعرها كجديلةٍ لا شعث فيها، وتحررت. تحررت من نفسها، التي كانت تختال كأنثى طاووس، متمردة على كل من يفكر في إصدار أمرٍ إليها أو نهيٍ، عنادها كريح عات لا يُبقي صديقًا ولا يذر رفيقًا إذا ما ضاق صدرها ولو النزر اليسير، لكنها تعيش في ظل قوامةٍ تعترف بقدسيتها وأهميتها، فهناك من يقول لها: أخفضي صوتك ولا تليني الكلام مع الرجال.. لم يكن ينبغي عليك أن تضعي هذا العطر الصاخب.. لماذا تتخذين قراراتك في حالة الغضب؟ أمورٌ ظاهرها العذاب وباطنها الرحمة، عندما تجد المرأة من يأخذ بيدها للصواب الذي لا يخلو إنسان من النأي عنه، وتعيش معه في مودة ورحمة، ووفق قواعد تحديد الحقوق والواجبات والالتزامات، بدلًا من الفوضوية، تحررت.. تحررت عندما عاشت في كنف رجل يكفيها أعباء الحياة، بعد أن كانت تتهيب من تأخير مكافآتها المالية التي تحصل عليها من الكتابة في الصحف والمواقع الإلكترونية، أو ربما لجأت إلى فلان أو فلان ليتوسط لها في الكتابة لدى إحدى الجهات، وتعيش أسيرة منّتِه ودعمه، لكنها وجدت من حذا حذو أم العالم الجليل سفيان الثوري حين قالت له: «تعلم العلم يا بني، وأنا أكفيك من مغزلي»، فأصبحت الكاتبة في كنف من جعلها ملكة متوّجة، ويقول لها: اكتبي واكتبي ثم اكتبي واملئي الدنيا من حروفك، وأنا أكفيك هم دنياك…وهمّ رقّ المعروف..وتحررت.
فإن كانت نظرتها هذه للمرأة ووظيفتها ولقيمة الحياة الأسرية والتزاماتها ضربًا من التخلف والرجعية، فإني أقر بكل فخرٍ بأنها.. كاتبة رجعية.
كاتبة أردنية
بوركت يداك فيما تكتبين وتثريننا
القاصي والداني مسلم وغير مسلم ( مطلع على القران الكريم ) يعلم علما يقينا بأن الاسلام أعز المرأة وأوجب الحفاظ على حقوقها وعدم سلبه أو هضمه ، وان أية القوامة ( الرجال قوامون على النساء ) تعني كثرة القيام والاستمرار في تلبية حاجات المرأة وطلباتها لكي تكون له الراحة والسكن والاستقرار ولا تعني التحكم والسيطرة ، وما خرجت بعض النساء للعمل الا لمساعدة الرجل في توفير لقمة العيش للبيت وله ، وهذا ثقل كبير على عاتقها بين الجمع بين مهمتي البيت والتربية والعمل .
فى تونس فى سنة 1846 ….وقع تجريم العبودية….و تحرير العبيد ….الا انه العديد منهم أراد البقاء و بكل حرية عند أسياده السابقين ….حلل و ناقش
لقد حللنا واكتشفنا ان هناك من تخلص من عبودية القيود ليدخل عبودية الجنس والإنحلال الأخلاقي وعبودية الفرنجي وحتى عبودية المال واللهاث وراء متع زائفة ولكن الحمدلله هناك الكثير من العيادات والمصحات النفسية في الغرب تحاول ان تشفي بعض ( المرضى وخاصة من المرضى الميؤس من علاجهم
في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين تم عرض السود واجناس اخرى في حدائق في اوروبا العلمانية والتنويرية ورائدة حقوق الانسان.ثم يقولون نهاية العبودية. حلل وناقش
المرأة مكانها الطبيعي بيت فيه زوج كريم وبنات وبنين من فراش الطهرو الشرع لكن المشكلة أن الكثيرات لايجدن زوجا ولانصف ولاثلث ولاربع زوج فتأنس بعمل في مدرسة أوفي مجال آخر و تماثل هؤلاء امرأة لم ترزق الولد من فتجد في الخروج للعمل في البيئة الآمنة سلوتها.
Benevolent sexism at its worst