بيروت- “القدس العربي”:
تواصلت القراءات لما شهدته انتخابات رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائبه إلياس بو صعب وهيئة مكتب المجلس التي برهنت أن الأكثرية الجديدة مشتتة وأن النواب التغييريين ليسوا على الموجة ذاتها مع نواب الكتل السيادية ما جعل هذه “الأكثرية” أكثرية وهمية وحول الأقلية إلى أغلبية ولو بصوت واحد مستفيدة من تشرذم القوى السيادية والتغييرية.
وفيما تبنى نواب القوات اللبنانية ترشيح النائب غسان سكاف وصوتوا له في الدورة الأولى من دون القوى التغييرية ثم في الدورة الثانية مع التغييريين ليحصل على 60 صوتا، تُرك مرشح القوات لأمانة السر زياد حواط ولم يحظ بأصوات أكثر من 38 نائبا هي أصوات القوات والاشتراكي والكتائب وبعض المستقلين.
وفي هذا الإطار، أقر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالخسارة، وغرد عبر “تويتر”: “بعد هزيمة الأمس للأغلبية الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس نتيجة سوء التنسيق، قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من أجل مواجهة جبهة 8 آذار/مارس السورية الإيرانية التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكل الوسائل ولن ترحم أحدا”.
وبدا حزب الله شامتا بالأكثرية الجديدة وفق ما عبرت عنه قناة “المنار” في مقدمة نشرتها الإخبارية حيث أوردت “نبيه بري رئيسا لمجلس النواب لولاية سابعة، والياس بو صعب نائبا للرئيس، فهل من لزوم بعد للحسبة والعد على المقاعد النيابية وما بينها، وعن الأكثرية ومساراتها؟ وهل اقتنع الجميع بعد تجربة اليوم الطويل أن العراضات والهوبرات لا تصلح دائما لإدارة الملفات ورسم الأولويات في بلدنا المأزوم، الذي يعاني من السقوط المرسوم وفق تعليمات السفارات وأداء القائمين على بعض الملفات؟”. وأضافت “اللافت أن البعض قادم إلى المجلس بلا تدريب ولا تأهيل وقد أثبت انه بحاجة الى مرشد دائم، وآخرين على عادتهم لا يجيدون الحساب لا السياسي ولا الرياضي، وآخرين معترضون لأنهم عاجزون أن يكونوا مبادرين لإيجاد الحلول، فيهربون إلى الشعبوية”، وختمت “بضربة ديمقراطية خالصة، خلص اليوم إلى فوز لا لبس فيه لفريق سياسي، أهداه للوطن ولوحدته وكل أهله المعذبين”.
وفي انتظار ما سترسو عليه نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة ثم مشاورات التأليف بعد الـ”بروفا” في مجلس النواب كي لا تصاب الأكثرية وناخبوها بخيبة أمل جديدة، فقد غردت النائبة القواتية غادة أيوب عبر حسابها قائلة “يستحيل الخروج من الأزمة الوطنية والمالية إلا من خلال وحدة موقف ووحدة صف حول استراتيجية سيادية وتغييرية تتناسب مع خطورة المرحلة ودقتها، وكل الأمل أن يشكل ما حصل بالأمس حافزا لتلافي تكراره في الاستحقاقات المقبلة”.
أما تداعيات جلسة الانتخاب فامتدت إلى الشارع حيث تم تناقل فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي عن مهاجمة مناصري “حركة أمل” منزل النائب اللواء جميل السيد في منطقة الجناح خصوصا أن الجفاء يسود العلاقة بين بري والسيد الذي لم يقترع له ويرفض أداءه. وتوجه السيد بتغريدة إلى الرئيس بري جاء فيها: “ضب زعرانك من قدام بيتنا هلق، في حال كُنت تُفكر أنك تخيفنا، فنحن رأينا الكثير من أمثالك ومن أمثال زعرانك”.
وأضاف السيد: “مرقنا بالحرب ومحاولات الاغتيال، وعشنا الاعتقال 4 سنوات، وتعرضنا لعقوبات من برا وطعن من جُوا، وما تغيرنا ولا تخلينا ولا بعنا ولا اشترينا، مخلصين لأنفسنا وقناعاتنا ومستمرين لأن الحياة وقفة عِز، لكن نصيحة: صغاركم صورة عن أخلاقكم، وإذا ولادك زعران، ستسقط معهم ولو كنت نبيا…”وختم “الجواب.. لما تكون وحدك ببيتك ما بتفرق معك وممكن تواجه دُوَل، بس لما بتكون بنتك عندك بالبيت مولدة من شهر، ما بيعود حدا كبير قدامك لا الزعران ولا الإله تبعهم…”.
ومن صيدا أفيد عن إطلاق نار من سيارة رباعية الدفع فجر اليوم في محيط منزل النائب عبد الرحمن البزري ما أدى إلى إصابة منزل مجاور، وفتحت الأجهزة الأمنية تحقيقا في الحادث. واستبعد البزري أن تكون الحادثة “رسالة” له، ووضعها في إطار “التسيب والتفلت الأمني”، كاشفا أن “اسم مطلق النار معروف وبات في عهدة القوى الأمنية”.