القاهرة ـ «القدس العربي»: تخيم على المصريين أيام وصفها أكرم القصاص بأنها تشبه بعضها، في ما اعتبرها سليمان الحكيم تشبه الفقر الدكر، فيما رآها أمين إسكندر ليلا لا بد له من آخر، وإن كان أنور الهواري متشبثاً بالقول المأثور «تفاءلوا بالخير تجدوه.
الرئيس متفائل ومصر لا تملك سوى الانتظار وأهلها مرعوبون من تهمة حيازة «السترات الصفراء»
أما رئيس الوزراء مصطفى مدبولي فعبر عن ثقته في أن مقبل الأيام يحمل بشارات الخير، وعلى هديه سار وزير ماليته الذي راهن على انفراجة قريبة، وبدا السيسي أمس شديد التفاؤل حيث وجه الشكر للسيدة نحمدو سائقة الميكروباص التي قابلته في العاصمة الإدارية الجديدة، وعبّر عن فخره وتقديره واعتزازه بها. وقال السيسي خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «يحدث في مصر» مع الإعلامي شريف عامر: «لم أتخيل أن سائق الميكروباص سيدة». وأجرى الرئيس السيسي، جولة تفقدية، لعدد من مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة.
وعلى الرغم من كراهية الكثير من ناشطي ثورة يناير/كانون الثاني لرموز حكم الرئيس المخلوع، غير أن حالة من الحزن خيمت على الصحف المصرية بسبب رحيل إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم الأسبق.
ومن تقارير الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 14 ديسمبر/كانون الأول: 17 مليار جنيه تضيع على الحكومة سنوياً. محاجر مصر.. ملاليم للدولة ومليارات لأصحابها. القوات المسلحة توفر 6 آلاف مقعد لمدارس الإسكندرية. مشروع قانون بإنشاء هيئة لتنمية الصعيد. الرئيس يتفقد مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة. توابع «فيديو الهرم» ضبط المتهمين بتسهيل صعود المصور وصديقته. مصر تتقدم بطلب لتنظيم أمم إفريقيا. أما الممثلة رانيا يوسف فقد أثارت غضب الكثير من المواطنين مجدداً حينما ظهرت في جلسة تصوير جديدة بفستان أسود يتكون من «قطعتين» فقط.
في لهجة يغلفها الحنين كتب يحيى عبد الهادي في «المشهد» رسالة لابنته مريم: «انزعجَت مريم صُغرى أبنائي عندما أخبرتْها زميلاتُها أن أحد الكائنات تطاوَلَ في إحدى قاعات المحاكم واتّهم حركة كفاية بأنها قبضت ثمن اشتراكها في المؤامرة الكونية ضد النظام العفيف الشريف النظيف اللطيف، الذي كان جاثماً على مصر قبل يناير/كانون الثاني 2011. يا ابنتي.. عندما كان هذا المتطاول يتقاضى ثمن دفاعه عن الجواسيس والشواذ والقَتَلة، كان أبوك وأعمامك في حركة كفاية يدفعون من أعمارهم وسمعتهم ومناصبهم وأرزاقهم (ولا يزالون) ثمن وقوفهم في وجه رأس نظام الاستبداد والفساد، الذي جرّف الوطن وحاول أن يُقزّمه ليكون على مقاس ابنه. كان كلٌ منهم مستقراً في حياته، وبعضُهم أعلامٌ في مجالاتهم.. كان يمكنهم أن يكتفوا بمقاومة هذه الإهانة وهذا الفساد والاستبداد بقلوبهم وهو أضعف الإيمان.. لكنهم أَبَواْ أن يكتفوا بمصمصة الشفاه.. فخلَعوا أرديتهم وانتماءاتهم السياسية، ولم يتدثروا إلا برداء الوطن.. وشكّلوا هذه الحركة النبيلة. يا مريم.. تعلمين ويعلم المصريون أن قامات كفاية من أمثال عبد الجليل مصطفى ومحمد أبو الغار وجورج إسحق وأحمد بهاء الدين شعبان وغيرهم ممن تضيق المساحة بحصرهم.. هم من النوع الذي يُعطي ولا يأخذ.. مِثلُهم لا يقبض وإنما يدفع الثمن راضياً مرضياً.. دَفَعَه أحد منسقى حركة كفاية، العالم الوطني الجليل الدكتور عبد الوهاب المسيري عندما اختُطف من ميدان السيدة زينب وهو في السبعين من عمره مريضاً بالسرطان، وأُلقي في الصحراء مع زوجته العالمة الجليلة الدكتورة هدى حجازي في برد يناير. لا تجزعي يا بُنيّتى مِن هذا التطاولِ مدفوعِ الثمن الذي ينفجر في وجوهنا، ويظن أنه يستطيع إعادة كتابة التاريخ على هواه.. سيذهب أبوك وزملاؤه إلى دار الحق.. وسيذهب مبارك وأعوانه ومحاموه وإعلاميوه ومذيعاته وفضائياته واستوديوهاته التحليلية وكل هذا الغثاء».
عم الحزن أمس مؤسسة أخبار اليوم على رحيل أشهر كتابها الذي نعاه الكثيرون من بينهم محمد الهواري في «الأخبار»: «لن نفقد قلم وفكر الراحل الكاتب الكبير وفارس الصحافة المصرية إبراهيم سعدة.. ستظل كتاباته ومقالاته وأفكاره الصحافية نافذة مهمة للأجيال الجديدة من الصحافيين.. فالقلم الجريء الذي يفجر القضايا المهمة في المجتمع المصري والعربي لا يمكن للقارئ أن ينساه، فإذا كان إبراهيم سعده غاب بجسده، لكنه سيظل نبراسا لتلاميذه في «أخبار اليوم» للسير على دربه. لقد سعدنا أن يتسلم الأستاذ إبراهيم جائزة شخصية العام الصحافية في جوائز مصطفى وعلي أمين الصحافية قبل وفاته، وكان سعيدا بها، لقد ضربت جريدة «أخبار اليوم» كل الأرقام القياسية في توزيع الصحف الورقية على مستوى الوطن العربي في ظل رئاسته للتحرير.. أما إنجازاته لمؤسسة أخبار اليوم وهو رئيس لمجلس إدارتها فلا تعد ولا تحصى.. يكفي مجمع مطابع أخبار اليوم العملاق في 6 أكتوبر، وإنشاء أكاديمية أخبار اليوم، وإصدار «أخبار النجوم» و«أخبار الأدب» و«أخبار الحوادث» ومجلة الأطفال «فارس» وغيرها من الإصدارات التي أطلقتها دار أخبار اليوم من أجل القارئ المصري والعربي، وصناعته للكثير من النجوم في «أخبار اليوم» وأول رئيس تحرير لجريدة «مايو». إبراهيم سعدة الإنسان كان يتغلب عنده البعد الإنساني كثيرا ولم يكن يهوى الأضواء، فهو أقل الكتاب الصحافيين المرموقين ظهورا على شاشات التلفزيون. وإذا كان إبراهيم سعده غاب عنا جسدا فإنه سيظل موجودا بأفكاره وكتاباته.. وستطوق أفضاله أعناق عشرات النجوم التي صنعهم في «أخبار اليوم» وأيضا إنجازاته لبيته مؤسسة أخبار اليوم».
من بين الذين تألموا لوفاة إبراهيم سعدة، محمد علي إبراهيم في «البوابة نيوز»: «تعرفت إليه في بداية الثمانينيات، وحضرنا معا مؤتمرا عن «تجارة الرقيق» نظمته الأمم المتحدة، وأتذكر أنني وقفت سائلا مسؤول الملف بالإنكليزية عن الدول التي ترتكب هذا الفعل الآثم، أعجب الأستاذ بلغتى الإنكليزية وعرض عليّ العمل في «أخبار اليوم»، فقلت له هناك الزملاء حسين عبدالواحد وأستاذنا نبيل زكي وممدوح لطفي، فقال أنا أفكر في إصدار صحيفة باللغة الإنكليزية.. المهم أننا طوال أيام المؤتمر الثلاثة كنا نتناول وجباتنا معا، ونتبادل النكات والقفشات والتريقة على المسؤولين. عاد «البرنس» ليكتب أول مقال في الصحافة المصرية عن تجارة الرقيق العالمية، محذرا من أنها ربما تصل الشرق الأوسط لأنها مرتبطة بالفقر. ورغم أنني أصغر منه سنًا بـ15 عاما، جرت كيمياء عجيبة بيننا.. وعندما بدأت كتابة عمود أسبوعي اعتاد أن يفاجئني صباحا بالمديح أو الانتقاد ويتبعه ضاحكا يللا تعالى لـ«أخبار اليوم».. كان جميلا منه أن يشد من أزري صحافيًا، وهو يعلم ما أكابده من مضايقات من رئيسي الذي لم يمدحني قط، لأنه ببساطة لم يكن من الباحثين عن المعلومات، عكس البرنس. كان هذا دأبه مع كل الشباب في أخبار اليوم وغيرها.. ساعد كثيرين ماديا ولم يكن يتقاضى مرتبه، بل يتركه للسكرتيرة توزعه على عمال الدار والأمن، ورغم كل ما قيل وأثير عنه في قضايا هدايا المؤسسات الصحافية لم أصدق ذلك. ببساطة لم يكن إبراهيم سعدة في حاجة ليتودد للرئيس الأسبق مبارك، وقد شاهدتهما يمشيان معًا في باريس عام 1979، وكان مبارك نائبا للسادات كان الأستاذ يرفض السفر في طائرة الرئيس داعبه مبارك مرة قائلا: «يا أستاذ إبراهيم أبقى رد على التليفون عايزينك تسافر معانا».
«كانت هناك زوجة تدعي وتزعم أنها جميلة وفاتنة. وكانت تلك الزوجة المتغطرسة بجمالها تعاير زوجها الضرير حين يمسون وحين يصبحون بقولها: «يا سلام لو رأيت جمال وجهي ورشاقة قوامي». وكانت تكرر عليه تلك العبارة مرارا وتكرارا بدون خجل من نفسها. وكان الزوج الضرير المسكين يسمع على مضض ويصمت، لأنه لا يعرف ما إذا كانت صادقة أم كاذبة. فلما طفح به الكيل، قال لها غاضبا :» لو كنت كما تزعمين جميلة وفاتنة ما تركك لي المبصرون». وبهذا القول قد أفحمها وجعلها تبلع لسانها وتلتزم حدودها ولا تتطاول عليه في كلامها وادعائها زورا وبهتانا إنها جميلة وفاتنة وهي على عكس ذلك تماما، لكنها انتهزت واستغلت عماه لتكذب عليه وتصف نفسها بما ليس فيها. الشاهد في هذا الكلام كما يشير السعيد الخميسي في موقع «الشبكة العربية»، أن هناك شرائح نخبوية في مجتمعنا من ساسة وكتاب وصحافيين ومفكرين وخبراء وأطباء ومعلمين وغيرهم يشبهون تلك الزوجة المتغطرسة على زوجها الضرير، بما ليس فيها. فهناك كتبة أرشيف في بدروم الصحافة يظنون في أنفسهم خيرا. يظنون أنهم كتاب كبار يشار إليهم بالبنان، مع أنهم لا يستطيعون صياغة جملة واحدة صحيحة، فضلا عن نفاقهم وتلونهم تلون الحرباء حسب ظروف الطقس والمناخ. صعدوا على سلم الصحافة من باب الواسطة والمحسوبية، وليس من باب الكفاءة المهنية. مثل هؤلاء يعتقدون أنهم ينبوع الثقافة ومصدر النباهة في الاقتصاد والسياسة، وهم ليسوا كذلك أبدا. إنهم مثل الزوجة المتغطرسة بجمالها المزيف على زوجها الضرير، دائما وأبدا هم مع التيار السائد بصرف النظر عن مذهبه وأيديولوجيته. مذبذبون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. يرفعون شعار «إلعب بالورقة الرابحة». وهناك ساسة ورؤساء أحزاب كرتونية كالضريع لا يسمن ولا يغني من جوع».
أصبحت حياة المصريين شديدة الروتينية والرتابة وهو ما يزعج، وها هو أكرم القصاص في «اليوم السابع» يقول: «نعيش أيام هذا العام، كما عشناها نفسها في العام الماضي، نسأل الأسئلة نفسها، وننشر الصور نفسها، وننفخ النار في المشاكل نفسها، ونغفلها كأنها لم تكن، ونسقطها من الذاكرة لتحل محلها لعبة جديدة، ليس من بينها أي لعبة لصالح هذا الوطن، لهذا الوطن رب يحميه، ولوسائل إعلامه ومواقع تواصله الاجتماعية ناس يمدون في حياتهم «بالهري والهري المضاد». كنا نقول إن أهل مصر لا كتالوغ لهم، نفخر بذلك في دلالة على الحيوية، والقدرة على إدهاش الغير، الآن نقول بأن لأهل مصر «تايم لاين» واحد وموحد يخبرك في ما يفكرون وكيف يتعاركون وأي «إفيه سيستخدمون» وأي ضيف سيظهر في برامج التلفزيون. هكذا أصبح «تايم لاين» حياة المصريين واضحا ومحددا، لا يتغير من سنة إلى أخرى، يأتي اليوم بالنقاش نفسه والصورة نفسها والخلاف نفسه كالآتي: تحل ذكرى ثورة 23 يوليو/تموز ليبدأ معها أهل مصر في الفيسبوك ثم البرامج بحديث لا يختلف عن حديث العام السابق وما سبقه وما سبقهما، ماذا تبقى من يوليو؟ هل كانت أيام الملكية أفضل؟ الملك فاروق المظلوم؟ المصريون الحفاة العراة؟ الشوارع المصرية الأجمل من شوارع باريس، الفلاحون المظلومون، وينتهي الأمر بالإفيه نفسه «على ابن الجنايني بقى ضابط يا إنجي». في منتصف يناير/كانون الثاني تتخذ الأجواء شكلا ثوريا، وتبدأ صور الأيام الثمانية عشر في ميدان التحرير، تظهر، ويبدأ بعضهم في طرح السؤال المكرر هل نحتفل بذكرى الثورة أم عيد الشرطة؟ ثم يصرخ أحدهم الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها».
قامت «اليوم السابع» بجولة في المحاكم للتعرف على أزمة الأزواج مع الزوجات: «وقف الزوج صلاح يتمتم ببعض كلمات تظهر حسرته على جبروت زوجته والمعاناة التي يعيشها برفقتها، وفي الأخير يتعرض للتعنيف والضرب على يد زوجته، ليصرح الزوج صلاح حمد الله في دعوى النشوز التي أقامها ضد زوجته «ر.ج» أمام محكمة الأسرة بزنانيري قائلا:» زوجتي تعشق التكبر على أهلي وأشقائي». وتابع الزوج، أحرم نفسي من جميع متع الحياة لكي لا أضطر لمواجهة شكوتها بأنها كانت مرفهة أكثر في منزل والديها، وإذا فكرت يوما في شراء غرض لنفسي أتعرض للتعنيف منها، وأحيانا يطال لسانها السليط مني، وأخيرا بعد زواج دام 10 سنوات بدأت في استخدام يديها، وأقامت ضدي دعوى خلع، بدون أن تكلف نفسها، لأفاجأ بالخبر أثناء استلامي جواب على يد محضر في عملي، وبعدها ساومتني على بيع جميع أملاكي لها وهددتني بالقتل والحجر عليّ واتهامى بالجنون، ولم أجد غير محكمة الأسرة لعلها تأخذ حقي من تلك الزوجة المفترية. بدأ الزوج مصطفى صابر موظف شركة تأمين في الجيزة حديثه في دعوى نشوز ضد زوجته، أمام محكمة الأسرة في إمبابة قائلا: «طول عمرنا مظلومين وبنطلع غلطانين في الآخر والست تقول أخشى أن لا أقيم حدود الله وعايزة حقوقي، وساعتها ممكن نتخلع أو نتحبس في أي لحظة».
وتابع الزوج المعنف: طوال 5 سنوات كنت مثل خاتم في إصبعها، ولكن الحقوق «الأوفر»- على حد قوله- هي السبب في خراب منزلي»، ودفعت زوجتي لحرماني من أولادي غصب عنى وبطلع عيني عشان أشوفهم، وكل يوم قضايا عشان تكسر عيني وتذلني، ولما أتكلم تبهدلني في الأقسام، وأبات في الحبس وأواجه من الجميع بمقولة واحدة: «بتفتري على واحدة ست؟». زوج يستغيث: «كيد الحموات ومراتي جعلونى عاطلا عن العمل وتسببت بسجني 16 شهراً».
«لم تحقق الاشتراكية المصرية أهدافها كما ينبغي، وإن كانت كما يرى فاروق جويدة في «الأهرام» قد خلقت طبقة جديدة من أبناء العمال والفلاحين والطبقة المتوسطة، الذي شاركوا في تغيير ملامح الحياة المصرية في مجالات أخرى مثل، الثقافة والفكر والقضاء والحياة العسكرية وأعمال أخرى كثيرة.. لا نبالغ إذا قلنا إن الاشتراكية المصرية لم تقم على دراسات متكاملة، لأن الموارد كانت محدودة في كل شيء، ابتداء بالأراضي الزراعية وهي محسوبة وانتهاء بالصناعات الحديثة وكانت في بدايتها ولم تنطلق بعد.. لم تكن موارد الاقتصاد المصري من حيث الإمكانيات قادرة على أن تصنع مجتمعا من الرخاء، خاصة أن الدولة اكتفت بالاستيلاء على ما لدى الأغنياء، ولم تستطع أن توفر من الموارد ما ينقذ الفقراء من فقرهم، وفي سنوات قليلة انسحبت التجربة الاشتراكية المصرية لتبدأ بعدها مرحلة من التخبط في دروب انفتاح السداح مداح، كما أطلق عليها كاتبنا الكبير الراحل أحمد بهاء الدين.. إذا كانت الماركسية قد حشدت أجيالا كثيرة كتجربة داعبت خيال الشباب، إلا إنني توقفت عندها بقدر كبير من الحذر لأن المسافة تبدو بعيدة بين الإبداع والتنظير والأفكار وتطبيقها، ومازلت أرى أن الماركسية الفكر قد فشلت في أن تكون واقعا حتى في أكثر بلادها انتماء.. كانت تجربة مصر الاشتراكية مجرد أقوال وشعارات، ولم تقدم نموذجا واقعيا يمكن أن يضاف إلى تجارب أخرى ترسخت وحققت قدرا من النجاح حتى لو كان ضئيلا.. لم تأخذ الاشتراكية من نظريات التاريخ غير الشعارات، وجاء الانفتاح ولم يأخذ من الاقتصاد الحر غير العمولات والسمسرة وإهدار ما بقي من مصادر الثروة المصرية».
«هي لحظة حضارية فارقة في تاريخ الإعلام المصري، ربما أيضا الإعلام العالمي، كما تصفها عبلة الرويني في «الأخبار»، لأول مرة مذيعة من «متلازمة داون» على قناة «دي.إم.سي»… تجربة تمنحنا الكثير من الأمل والرضا، وتضيف إلينا عذوبة وإنسانية. ورحمة خالد نموذج جدير بالفخر والإعجاب، حياة مليئة بالتحدي والطموح.. لم يمنعها المرض من تحقيق أحلامها، بقدر ما منحها الإصرار على تحقيق تلك الأحلام… ربما كانت أمها أمل إبراهيم كإخصائية تخاطب أطفالا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وراء الدفع بابنتها من نجاح إلى نجاح، لكن رحمة خالد تمتلك تلك الطاقة والإصرار على النجاح، التحدي والاجتهاد والطموح وتحقيق الأحلام… تخرجت من كلية الألسن للسياحة والفنادق، وعملت متحدثة رسمية في الجمعية المصرية الاتحادية للإعاقات الذهنية، وشاركت في الكثير من المؤتمرات الدولية، متحدثة رسمية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومنذ أن كان عمرها 8 سنوات، وهي تمارس الرياضة، محققة البطولات الدولية والمحلية في رياضتي السباحة والتنس «150 ميدالية دولية ومحلية».. المركز الأول في بطولة سباحة الأوليمبياد 2010 و2011 بطولة الجمهورية منذ 2008 إلى اليوم.. ميدالية برونزية في بطولة عمان للتنس الأرضي 2015… لم تكتف رحمة بالبطولات الرياضية، فحين سألتها المذيعة يوما عن أحلامها.. تمنت أن تصبح مذيعة.. واستطاعت أن تحقق حلمها، وصارت مذيعة، تقدم منذ عامين برنامجا إذاعيا على قناة «صوت العرب».. ثم تلقت تدريبا لمدة شهرين في قناة «دي.إم.سي».. وبالفعل شاركت الأسبوع الماضي لأول مرة، فريق برنامج «8 الصبح» ليؤكد أحمد الطاهر رئيس تحرير البرنامج، النهاردة يوم أرقى من حسابات المنافسة الضيقة.. أول مذيعة هوا من متلازمة داون، مذيعة مصرية اسمها رحمة خالد».
اختار محمود خليل في «الوطن» أن يبعث برقية حب للفرعون المصري: «محمد صلاح تحول إلى حلم وطاقة أمل جعلته حالة فريدة في تاريخ الكرة المصرية، عبرت من ذاته لتسكن الآخرين. فتجربته تقول للجيل الجديد إن الشاب المصري يستطيع أن يحقق نجاحاً ونجومية يضع بها قدميه وسط الكبار على مستوى العالم. ظروف صلاح هي الظروف العادية، بل قُل المتعثرة، التي يعيشها أغلب الشباب المصريين، لكنه من خلال الإخلاص للعبة والدأب على التدريب والاجتهاد في التعلم من أخطائه والقفز فوق الإحباطات، تمكن من صناعة نجومية عالمية. شباب كثيرون يحلمون بتحقيق ما حققه صلاح، والكرة ليست الملعب الوحيد في الحياة. الحياة كلها ملاعب. على سبيل المثال: شبابنا مغرم بالتكنولوجيا، لكن كم شاباً منه فكر في ابتكار فكرة تدر عليه مليارات الدولارات، كما فعل مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك؟ كم من شبابنا حاول استلهام تجربة ستيف جوبز أو بيل غيتس؟ لا يوجد لأن الكثيرين يفضلون الجلوس على مقاعد المتفرجين أو المستهلكين، ولا يريدون النزول إلى الملعب ليقدموا إنتاجاً مثمراً. محمد صلاح حالة مختلفة.. فقد تحول إلى سفير بلا سفارة، سفير قادر على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين، بعد ما أصابها من كدر وعكر بفعل الإرهاب. سجدة الشكر التي يسجدها عقب كل هدف تقدم المسلم الحقيقي بلا فلسفة ولا سفسطة، المسلم الذي يكد ويعرق ويجتهد ويحاول، ويعلم في النهاية أن التوفيق بيد الله، لذا يحمده ويشكره عندما يعينه على تحقيق هدفه. صلاح منح المسلمين العاديين الذين يؤمنون أن الأديان كلها تدعو الإنسان إلى التفاني من أجل الإنسانية طاقة أمل لتصحيح الصورة المغلوطة التي راجت حولهم في بلاد الغرب».
نتحول نحو الحلم بالثراء حيث يشير جمال طه في «الوطن» إلى: «أن تطلّع مصر لتصبح المركز الدولي للغاز ليس بالأمر السهل، فهو يواجه تحديات عديدة، تبدأ بغرامات مُعَجِّزة، فرضتها قضايا تحكيم دولي، واجبة السداد.. وتمر على تعاون ضروري مع شركاء الإقليم، مهما كان رصيد المرارة التاريخية المتبادلة، وإلا فالبديل تقليص الطموحات، وربما العزلة.. وتنتهي بحتمية التفهم الناضج لتقاطعات المصالح الإقليمية والدولية، وتقدير مآلات الصراع حول الغاز، والسعي الرصين لتحقيق التوافق قدر المستطاع. ثلاثة محاور واجبة، لا يجوز التقصير في أيّ منها. توقف مصر عن تزويد إسرائيل بالغاز 2012، أدى لصدور أحكام تعويض ضد الهيئة العامة للبترول وشركة «إيجاس» بـ1.73 مليار دولار لصالح شركة الكهرباء الإسرائيلية، و1.03 مليار لرجل الأعمال يوسى ميمان ومساهمين آخرين في شركة غاز شرق المتوسط، و2.13 مليار تتعلق بمصنع الإسالة في دمياط، الذي تمتلك أغلبية أسهمه شركة «يونيون فينوسا» الإسبانية الإيطالية.. عندما سمحت مصر لشركات القطاع الخاص باستيراد الغاز، لتتخفف من أعباء الدعم، اشترطت تسوية قضايا التعويض أولاً. شركتا «ديليك دريلينج» و«نوبل إنرجي» الشريكتان في حقلي تمار ولفياثان الإسرائيليين، وقعتا اتفاقات تصدير 64 مليار قدم3 لشركة «دولفينوس» المصرية، خلال عشر سنوات، بـ15 مليار دولار، وحتى يتم استيفاء شرط تسوية التعويضات، قامتا بتكوين شركة جديدة مع شركة غاز الشرق المصرية «50٪ للشرق، 25٪ ديليك، 25٪ نوبل»، للاستحواذ على حصص المساهمين أصحاب دعاوى التحكيم ضد مصر.. وبعد 18 شهراً من المفاوضات، استحوذت الشركة الجديدة على 39٪ من أسهم شركة غاز شرق المتوسط المالكة لخط الأنابيب الواصل بين عسقلان والعريش، مقابل 518 مليون دولار، شركة غاز الشرق دفعت منها 148 مليون دولار، إضافة لاستحواذها على 9٪ أخرى من الأسهم في صفقة منفصلة».
يرى علاء ثابت في «الأهرام»: «إن في بيت كل منا خطر نغض الطرف عنه رغم تأثيره الضار، نطل من نوافذ التواصل الاجتماعي على عالم رحب وواسع ومتنوع وغني، تجد فيه أعدادا ضخمة من الصداقات القديمة والافتراضية، يمكن أن تلاحظ وأنت مع أسرتك أن كل فرد في الأسرة لا يمكن أن يتوقف ولو لبضع دقائق عن النظر إلى شاشة الهاتف المحمول المرتبط بالإنترنت ومواقع التواصل، وإذا بالابن أو الابنة ينتحي جانبا مع عالم آخر، سواء كان واقعيا أو افتراضيا، لقد انتهى التواصل الأسري أو كاد، وإذا قارن أيّ منا الوقت الذي يقضيه مع أسرته بنظيره مع عوالم التواصل الاجتماعي سيتضح فورا أن العالم الواقعي يذوب وينهار، بل إن الأطفال والصبية أصيب معظمهم بداء إدمان التواصل عبر الشاشات الرقمية، حيث الألعاب المسلية، ويقضي الشاب وكثير من الرجال ساعات طويلة أمام تلك الألعاب، يتبارون فيها مع أشخاص غرباء ربما يبعدون آلاف الكيلومترات، وبالتأكيد الجميع يشكو من أن أبناءه لا يخصصون لمذاكرة دروسهم إلا القليل جدا من الوقت، بينما الألعاب ومقاطع الفيديو وغيرها من أنواع التسلية المصورة تجذب الأبناء وكأنها، النداهة التي تأخذهم. الأضرار الاجتماعية كبيرة جدا وخطيرة لا تقتصر على المواقع الإباحية التي أصبحت ميسرة ومليئة بكل ما هو شاذ وغير طبيعي، حتى أن العالم الواقعي لم يعد يجاريه، وهنا سيحدث تغيير في الأذواق والمعايير ومنظومة القيم والأخلاق، فقد أصبح كل شيء مباحا ومتاحا. لا يتسع وقتي لملاحقة ما يدور في مواقع التواصل من مخاطر تصل إلى حد لا يمكن أن تتخيله، فهناك عصابات متخصصة في النصب تعرف كيف تتسلل إلى بيتك وما يغري أبناءك الصغار وما ينقص الشيخ المسن».
حرصت نادين عبد الله في «المصري اليوم» على استلهام العبر من سلوك الرئيس الفرنسي مع شعبه: «إدراكه عمق الأزمة الاقتصادية، فهو لم يكابر، بل أنصت لصوت المحتجين، وأقر بسوء أحوالهم المعيشية، فاعترف بعدم عدالة بعض سياساته الضريبية، بل اعتذر عن وصف البعض سابِقًا بالمدلل أو الكسول. والحقيقة أن الرئيس وحكومته يجدان نفسيهما بين سندان اقتصاد فرنسي مأزوم تناقصت فاعليته على مدار عشرات السنين، ومطرقة ضغوط اجتماعية قوية لفئات ساءت ظروفها المعيشية بشكل ملحوظ. الأول يتطلب إصلاحات اقتصادية مؤلمة لجعل الاقتصاد الفرنسي أكثر رشاقة، والثانية تتطلب التوسع في إجراءات الحماية الاجتماعية وزيادة الأجور والمعاشات، على الرغم من العبء الذي تشكله على ميزانية الدولة. وهنا كان الحل المقترح هو التصميم على إلغاء الضريبة على ثروة الأغنياء من كبار رجال الأعمال وغيرهم، لتشجيعهم على الاستثمار في فرنسا، مع زيادة الحد الأدنى للأجور وإلغاء الضرائب المفروضة على الأقل دخلا لتحسين ظروفهم ولو قليلاً. ثانيًا، فهمه لأزمة النظام السياسي العميقة في فرنسا، التي كان أحد تجلياتها وصوله أصلاً إلى السلطة متحديًا كل الأحزاب والقوى السياسية القديمة – كما اعترف بنفسه في خطابه – لضعف حضورها في الشارع. أما تجليها الثاني فهو بالضبط بزوغ حركة السترات الصفراء، تلك التي نظمت نفسها من خارج الأحزاب والنقابات التي ضعفت قدرتها على تمثيل المجتمع الفرنسي والتعبير عنه، لذا فقد أكد شروعه في إجراءات تفتح الباب لخلق قنوات تواصل جديدة بين المجتمع (بمحتجيه ومتظاهريه) والدولة، للبدء في حوار يهدف إلى صياغة عقد اجتماعي جديد. وهو بالضبط ما يتطلبه أي مجتمع يمر بأزمة وهن اقتصادي، وضعف قنوات التمثيل السياسي، بما يجعل ما كان مقبولاً للبعض سابقا غير متفق عليه حاليا بالنسبة لآخرين».
هل تحمل الأيام المقبلة أي جديد بشأن مستقبل ترامب؟ محمد المنشاوي لديه ما يقوله عن هذا السؤال في «الشروق»: «تعهد الرئيس القادم للجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف بالتحقيق في علاقات الرئيس ترامب وعائلته مع السعودية، على خلفية موقف ترامب من مقتل جمال خاشقجي. وجدير بالذكر كذلك الإشارة إلى أن تحقيقات المحقق الخاص روبرت موللر المتعلقة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تنظر في علاقات كوشنر واتصالاته مع شخصيات أجنبية من دول عدة بينها السعودية، وما إذا كانت أثرت في مسار السياسة الخارجية الأمريكية. ودفع ذلك مستشار ترامب السابق ستيف بانون للتعبير عن القلق، إذ ذكر لصحيفة «واشنطن بوست» أن «عام 2019 سيكون عام حرب لا هوادة فيها، والرئيس محاط بدائرة من المستشارين السذج وغير المؤهلين لمثل تلك المعارك. سيستغل الديمقراطيون تحقيقات موللر، في حين أن الرئيس لا يستطيع الثقة أو الاعتماد على الحزب الجمهوري الذي لا يدرك قادته أهمية وضرورة الدفاع عن الرئيس». لا أحد يعرف ما في حوزة المحقق مولر حتى الآن، ويزيد ذلك من التكهنات حول ما وصلت إليه التحقيقات الجارية منذ أكثر من عام ونصف العام، إلا أنه من المتوقع أن يحمل مولر الكثير من الدلائل على انتهاكات قانونية لفريق ترامب الانتخابي، وربما مخالفات لترامب نفسه. وستوقع أيضا إدانة ترامب بإعاقة العدالة على خلفية موقفه من التحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي، وإقالة مدير إف بي آي السابق جيمس كومي، إلا أن تبعات ذلك ستكون سياسية، حيث لن يدين مجلس الشيوخ ترامب ويعمل على إقالته. قد يتغير إذا ما ظهرت دلائل تؤكد طلب ترامب مساعدة روسية تضر بمنافسته في الانتخابات هيلاري كلينتون، وهو ما سيدعم من وجود تواطؤ من جانب ترامب، وفي هذه الحالة سيصعب الدفاع عنه من جانب أعضاء الكونغرس الجمهوريين. ويعتقد الكثير من الخبراء القانونيين أنه إذا وصلنا لهذه النتيجة فمن المحتمل أن يضطر ترامب للتقدم باستقالته بدلا من تعرضه للمحاكمة».
«يرى أصحاب نظرية المؤامرة، كما يرصدهم عماد الدين حسين في «الشروق»، أولئك الذين يتهمون صراحة روسيا بوتين وأمريكا ترامب، بأنهما يسعيان إلى الانتقام ليس فقط من فرنسا ورئيسها ماكرون، بل لهدم الاتحاد الأوروبي بأكمله. للأسف فإن أصحاب هذا الرأي لا يختلفون كثيرا عن بعض العرب والمسلمين، الذين لا يقرأون تاريخهم القديم والحديث، إلا انطلاقا من نظرية المؤامرة، والغريب أن عددا كبيرا من الإعلاميين العرب بدأوا يقرأون الأحداث الفرنسية بهذه الطريقة أيضا، ولا يريدون أن يروا شيئا آخر غير التآمر الخارجي. هل معنى كلامى أنني أستبعد تماما دور التآمر والعوامل الخارجية في تفسير التاريخ؟ إطلاقا هذا العامل موجود، وسيظل موجودا، لكن الفارق الجوهري هو حجم هذا الدور، وهل هو جوهري أم ثانوي؟ أي قارئ منصف للأحداث وتطوراتها في فرنسا في الأسابيع الأخيرة سيدرك أن هناك عوامل شديدة الموضوعية، هي التي دفعت آلاف الفرنسيين للنزول إلى الشوارع للاحتجاج على سياسات يرونها ظالمة، تتزايد في العالم أجمع. كثير من أبناء الطبقتين المتوسطة والفقيرة في فرنسا يقولون بوضوح منذ شهور أن ماكرون صار رئيسا فقط لأقلية من الأغنياء، وليس حتى كل الأغنياء. هم يقولون إنه بتفكيره وسياساته منحاز تماما لأقلية من الأثرياء وأصحاب الشركات الكبرى، وإن قرار حكومته برفع قيمة الضريبة على أسعار الوقود، في جوهره موجه للإضرار بالفقراء والمهمشين لصالح الأثرياء وأبناء المدن، وإن هذا القرار انعكاس لجوهر تفكيره العام، يقولون أيضا إنه صار متعاليا ومتعجرفا، ويعتقد أنه ملهم من السماء لحل القضايا الكبرى، ولم يعد يرى أن هناك الملايين الذين لا يستطيعون أن يكملوا مصاريف الشهر بسبب تدني رواتبهم، وارتفاع تكاليف المعيشة. هم يقولون إنهم انخدعوا في شعارات ماكرون البراقة».