القاهرة ـ «القدس العربي» : منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج عدد من الإعلاميين والنشطاء المصريين ليعلنوا دعمهم للاحتلال الإسرائيلي أو على أقل تقدير يحاولون تبرير عدوانه على قطاع غزة، ما أثار غضب عدد كبير من المواطنين.
الناشطة الحقوقية داليا زيادة، مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، أعلنت دعمها لإسرائيل واعتبرتها تخوض حربا ضد الإرهاب في المنطقة.
وكانت زيادة، لمحت إلى أنها كانت تعمل لمصلحة جهاز المخابرات المصري وقت ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك، وحتى الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
وأصبحت زيادة ضيفة دائمة على القنوات الإسرائيلية، تهاجم حركة حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، كما نشرت صورا للقاء جمعها بفلور حسن ناحوم، نائبة عمدة مدينة القدس للشؤون الخارجية، والاقتصادية، والتنموية، والسياحية.
ونشرت المسؤولة الإسرائيلية صورة مع داليا زيادة عبر موقع «أكس» وأعادت زيادة مشاركتها، وعلقت عليها: «أنا ممنونة سينتصر السلام في النهاية، مهما ارتفعت أصوات الحاقدين».
وسبق ووصفت زيادة عبر تدوينة على حسابها الرسمي عبر موقع «إكس»: «اليهود بشعب الله المختار».
بلاغ ضد زيادة
وتابعت: «مهما فعلت لجان حماس والإسلاميين المتعاطفين معهم والشعوبيين المتعاطفين بسذاجتهم المعهودة من شتائم وتهديدات بالقتل أو العنف لن يوقفوني أبداً عن قول الحق والعمل من أجل القيم التي أؤمن بها، وعلى رأسها تحقيق السلام في الشرق الأوسط والديمقراطية في مصر».
وقبل فترة، زعمت إنها اضطرت للهروب من مصر خوفا على حياتها بعد إعلان دعمها لإسرائيل.
موقف داليا زيادة الداعم للاحتلال، دفع محاميا يدعى عمرو عبد السلام، للتقدم ببلاغ إلى النائب العام، يتهمها فيه بالتواصل والتخابر مع شخص في معهد الأمن القومي الإسرائيلي «التابع لجهاز الموساد» دون إذن سابق من الأجهزة المخابراتية والأمنية.
وأضاف في بلاغه: «داليا زيادة أثناء استضافتها في برنامج بودكاست المذاع من دولة إسرائيل أيدت جيش الاحتلال وبررت له الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها بحق النساء والأطفال والشيوخ في قطاع غزة بزعمها بأحقية الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه ضد حركة حماس».
واتهم، زيادة، «بنشر وبث بيانات وأخبار كاذبة بشأن إقرارها أنها شاهدت بنفسها العديد من الفيديوهات المصورة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي يظهر فيها اقتحام رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منازل المستوطنين واغتصاب السيدات وقتل المستوطنين بشكل بشع، خلافا للرواية الرسمية الصادرة عن إعلام دولة إسرائيل والقنوات الإخبارية العالمية وخلافا للمقاطع المصورة المذاعة عبر القنوات الإخبارية التي ظهر فيها بعض الأسيرات المفرج عنهن».
واتهمها المحامي أيضاً بـ»تحريض جيوش الدول الخارجية على مشاركة جيش دولة الكيان الإسرائيلي في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني من المدنيين والأطفال والشيوخ بزعم القضاء على حركة حماس الإرهابية بزعم أن إسرائيل تحارب الإرهاب نيابة عن العالم العربي والعالم أجمع وهو نفس ما يردده مجرمو الحرب تبريرا للمجازر الوحشية التي ارتكبها بحق الأطفال والنساء والشيوخ».
ولفت البلاغ إلى أن «كل هذه الأفعال التي ارتكبتها المبلغ ضدها الهدف منها مساعدة إسرائيل على تنفيذ مخططها بتهجير سكان قطاع غزة إلى أرض سيناء بما يؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها، وإثارة غضب الرأي العام المصري والعربي والدولي والإساءة للدولة بما يعرض مركز الدولة السياسي والدبلوماسي والاقتصادي للخطر وقطع العلاقات الدبلوماسية مع العالم الخارجي المساند لحق الشعب الفلسطيني».
وطالب في بلاغه بتكليف نيابة أمن الدولة العليا بفتح تحقيق قضائي عاجل وموسع وإصدار أمر بضبط وإحضار المبلغ ضدها تمهيدا للتحقيق معها في الجرائم التي ارتكبتها وإدراج اسمها على قوائم الممنوعين من السفر عبر الموانئ، والمنافذ الجوية والبرية والبحرية.
وائل غنيم
في الموازاة، أعلن الناشط السياسي وائل غنيم، مغادرته لمصر وعدم العودة لها مرة أخرى، مؤكدا أن السلطات لاحقت عائلته وأهانت والدته.
وبعد عدة تدوينات كتبها يهاجم فيها المقاومة الفلسطينية، أكد أنه غادر إلى كندا، قائلا: «لم أعد أتشرف بالانتماء إلى مصر، وقررت تركها نهائيا».
وزاد: «الحمد لله، خلال شهر واحد، قررت عدم العودة إلى مصر مرة أخرى، طلّقت زوجتي من زواجي الثاني، وطلبت من والدي وإخوتي عدم التواصل معي، وأنهيت أغلب صداقاتي وتخلصت من نكدها، ليس لي على الأرض الآن سوى أمي وكفى».
ودخل غنيم قبل مغادرته مصر في سجال مع مغني الراب المصري «ويجز» المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية، حيث يخرج في معظم حفلاته رافعا العلم الفلسطيني.
فقد رد ويجز على تدوينة لغنيم انتقد فيها المقاومة الفلسطينية، وكتب موجها حديثه لغنيم: «لماذا يحق للمواطن الإسرائيلي العيش في الأمان فوق أرض مسروقة؟ في حين أن مواطنين عزلا أبرياء، يمارس عليهم البشائع الصهيونية منذ 75 سنة، لم نشاهدك تقول إسرائيل كما تقول حماس وتغمض عينك على جرائم ناس قتلت من ناسك وسرقت أرضك إلا إذا أنت قاعد مع ناسك وفي أرضك هناك يا أمريكاني».
ليرد غنيم: «حماس حركة إرهابية، عد إلى ربك أيها المغني التافه».
وكان غنيم، شن هجوما على قيادات حركة حماس وعملية طوفان الأقصى، وكتب: «ليس من الشطارة أن تضرب عدوك وبعد أن يستخدم القوى الغاشمة تستغيث بالآخرين، لأنه من المعقول أن يكون هذا رد فعله لأن هذا منهجه وطريقته في التعامل من 75 سنة».
وزاد: «الناس تموت ومن قتلهم سيحاسب حسابا عسيرا، لكن قيادات حماس ستحاسب أيضا نتيجة إهمالها أرواح هؤلاء الأبرياء، من مقاصد الشريعة حفظ أرواح الأبرياء، ولو العدو سيحارب بالشكل الذي يزهق في الأرواح فإن من الضروري الحفاظ على أرواح هؤلاء الأبرياء».
واختتم: «هل أبو عبيدة الملثم هو الرجل الذي سيحمي الفلسطينيين، هو معروف في غزة ولدى الإسرائيليين؟ ولماذا يرتدي اللثام إلى الآن؟، هناك عائلات أبيدت».
وأمام الغضب وموجة الهجوم الذي طالته، اضطر غنيم إلى غلق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لأيام قبل أن يعود للتفاعل عليها مرة أخرى.
وكان غنيم الذي عاد إلى مصر قبل أشهر، بعد أن ظهر في فيديوهات وهو يتناول المخدرات، أعلن مراجعته لموقفه من نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتأييده له.
إبراهيم عيسى
في الموازاة، واصل الإعلامي إبراهيم عيسى هجومه على المقاومة الفلسطينية.
وقال إن «القوى السياسية الحالية في قلب الحركة المدنية، وإن كل من أيد ودعم حركة حماس منها في المشهد الأخير يحتاج مراجعة إيمانه بفكرة المدنية لأن حماس حكومة دينية فاشية استبدادية».
وأضاف: «كل التيارات السياسية التي لم تعلق ولا تتكلم على مظاهر الإرهاب من حماس ليست مؤمنة بالدولة المدنية، حماس نفذت عملية عسكرية مذهلة ومبهرة وزلزلت الأمان الاسرائيلي لكن بجانب هذا قامت بأفعال ومشاهد لا يمكن وصفها إلا أنها إرهابية».
وتابع: «حماس خطفت مدنيين وأطفالا ونساء ورضعا ومن لا يرى هذا هو الإرهاب، لا أظن أنه مؤمن بالدولة المدنية أو يخشى أن يقال عليه أنه ضد المقاومة، والحركة المدنية نفسها لم تتفق على مرشح واحد في انتخابات الرئاسة ولم تتفق على شخص، والقاسم المشترك في المعارضة هو معارضة النظام السياسي».
تصريحات عيسى المتكررة ضد حركة حماس، تداولها الإعلام الإسرائيلي، واحتفت بها صفحة «إسرائيل تتكلم العربية» حيث نشرت مقاطع فيديو، ينتقد فيها عيسى طريقة إدارة حركة حماس لقطاع غزة، وأنها صنعت غزة فوق الأرض، وأخرى تحت الأرض عبارة عن شبكة أنفاق للعمل العسكري.