دراجات الموت وكاتم الصوت

حجم الخط
0

تستمر ثقافة الموت وسياسة الاغتيالات والتصفيات في وطني اليماني بأساليب همجية وأدوات متعددة، فمن سقوط المروحيات العسكرية إلى سرعة السيدة هايلكس ‘ كلاكنشوف آربيجـي’ إلى جديد الوسائل العصرية المفخخة والإلكترونية بدون طيار، إلى أحدث وسائل الموت السريع الدراجات النارية وكاتم الصوت والمجهول.! حلقات المسلسل مستمرة تعرض يومياً على ساحة الوطن الدامية وعبر قنوات مجهولة الهوية معروفة التوجه والانتماء، تعتمد ثقافة الموت وسيلة لتصفية الخصوم من القادة السياسيين والعسكريين من الكفاءات الوطنية ورجالات الدولة، بل تعدى الأمر لتجسيد هذه الثقافة ليصل إلى تكثيف عملية الاغتيالات لشخصيات اجتماعية وصحافيين وناشطين في الثورة الشبابية ومنظمات حقوقية ومدنية.
مسلسل يومي يعرض في ظل غياب القانون العام وتغييب سلطة الدولة، اغتيالات تتكرر ودماء طاهرة زكية تسفك وأرواح بريئة وطنية تزهق، إنها ثقافة الموت بالدراجات النارية وكاتم الصوت..! إذاً هو مسلسل الإرهاب المنظم ومشروع اغتيال الوطن وتصفية كوادره القادرة على التغيير وتحمل المسؤولية التاريخية، في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تحاول عبثاً إعاقة المشروع المدني الحضاري النهضوي وحلم الأجيال والشباب في ترسيخ دعائم الدولة المدنية، وتجسيد مضامينها في تفعيل الحكم الرشيد وسيادة القانون على الجميع من دون استثناء الحاكم والمحكوم.
فيا معتنقو ثقافة الموت ومخرجو مسلسل الاغتيالات وأبطال العمليات الإرهابية، تبــاً لمشروعكم الفوضوي الهادف إلى تدمير القيم والأخلاق الإنسانية، وتشويه صورة الإنسان اليمني المتحضر عبر العصور.. كفاكم همجية وحقداً على كل ما هو قيمي، مدني، وطني ولتعلموا أن ثقافتكم الدموية لن تثني الأحرار والمناضلين من أبناء هذا الوطن، بل ستزيدهم إصراراً على تقديم الأرواح قرباناً لمستقبل اليمن وتضحية من أجل سيادته، ولهم في الأكرم منا شهداء الثورة اليمنية السبتواكتوبرية قدوة نضالية وإسوة حسنة في قهر الموت وتحدي المستحيل.. لن تمــروا على جثمان الوطن تبت أياديكم .. ويا حكومة الوفاق ممثلة بوزارة الداخلية، عجباً كيف تهزمكم الدراجات النارية وتكشف عوراتكم كاتمات الصوت ويتحدى حضوركم الأمني ما بات يعرف بالمجهول؟!.. لماذا الصمت والتغاضي عن كل هذه الجرائم؟ أفيكم نائب الفاعل؟ أم هو المجهول يُحظـى بالتساهل؟.. قد يقول قائل: تجنٍ اتهام للحكومة بالتقصير وتزوير الحقائق.. ولكن الواقع المؤلم والحقيقة المغتالة تقول إن مسلسل الموت أصبح ينخر في جسد الوطن بشكل يومي، وثقافة الاغتيال والتصفيات سلوك رسمي يمارسها المجهول المعلوم في وضح النهار.. فمن المسؤول؟ ولماذا كل هذا الترهل والانحنـاء تحت أقدام الجريمة؟ فهل أصبحت أرواح أبناء اليمن فريسة للدراجات النارية؟ وتصفية القادة والمناضلين عبر كاتم الصوت وأخواته ثقافة مشروعة في ظل قانون الغاب وشريعة الإرهاب المنظم؟ هل تعي حكومتنا حجم الكارثة ونتائجها السلبية القادمة على المشهد السياسي وحراكه الثقافي؟ أم هي تجسد عبارة.. ‘ أنا رب كرسيي وللجريمة مجهول يأويها’؟.. تباً لثقافة الموت سحقاً للدراجات النارية، وتبت يدا كاتم الصوت.. سيظل الوطن ينتج الحرية ويظل الأحرار عناوين النصر القادم لليمن الحضاري، بطيفه السياسي المتمدن والمتطلع للتغيير الحقيقي الرافض لحكومة ظل القبيلة ووصاية الجارة وإمارة الغاز! وجنرالات الرتب المنازل وعن بُعــد.
علي السورقي ـ شيفيلد – المملكة المتحدة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية