“دراما” الجنوب الأردني والشارع “مصدوم جدا”: “شهداء” وجرحى في “مداهمة غامضة” وعودة عبارة “حملة الفكر التكفيري”

حجم الخط
7

لندن- “القدس العربي”: منذ سنوات طويلة لم تظهر عبارة “من حملة الفكر التكفيري” في أي بيان رسمي أو أمني أردني. لكن تلك العبارة ظهرت صباح الأحد بصيغة تنذر بأن حالة الفوضى دخلت في اعتبارات أمنية وإن كان العنوان الاقتصادي هو أساس الاحتقان.

الشارع الأردني بدأ يوم الأحد مصدوما تماما ويمكن تلمس مؤشرات تلك الصدمة الشعبية العارمة عبر تفاعل الأردنيين قبل ظهيرة الأحد مع النبأ الأسوأ الذي يمكن لهم أن يسمعوه وهو “استشهاد” ثلاثة من كوادر الأمن العام وإصابة خمسة آخرين إثر مداهمة أمنية، حسب البيان الرسمي، استهدفت إخضاع “مشتبه به” في مدينة معان جنوبي البلاد في حادثة مقتل العقيد الشاب عبد الرزاق الدلابيح فجر الجمعة الماضية.

لم تعلن السلطات بعد لا تفاصيل المداهمة التي لا تزال غامضة ولا حيثيات لها علاقة بموقع المداهمة ولا حتى هوية المشتبه به.

سبب الصدمة طبعا حجم الخسائر البشرية حيث لم يتوقع الرأي العام أن يفقد الشعب الأردني ثلاثة من كوادر الأمن الشابة ثم يصاب خمسة آخرون بعضهم بجراح خطيرة في عملية أمنية واحدة كانت تستهدف اعتقال مشتبه بهم مما يعني ضمنيا بأن القوة الأمنية التي فقدت ما بين قتيل وجريح ثمانية عناصر منها جوبهت أثناء المداهمة بكمية هائلة من الرصاص والأسلحة والمقاومة في تداعيات المشهد الدرامي اليوم جنوبي المملكة.

التفاصيل لم تتضح بعد في تلك المداهمة الغريبة الغامضة والتي سيكون لمركز القرار لاحقا فيها رأي وتقدير وأيضا لذوي الضحايا و”الشهداء” الجدد من مختلف العشائر الأردنية.

مسرح المداهمة الجغرافي يعني وجود مجموعات وبؤر مسلحة في محيط مدينة معان الصحراوية والبيان الرسمي يشير ضمنا إلى سيناريو صعب ومعقد قوامه المواجهة مجددا وبعد غياب لأكثر من 10 سنوات مع من تسميهم السلطات حملة الفكر التكفيري في إشارة إلى مجموعات محسوبة على تنظيمات داعش وأنماطها.

سيناريو صعب ومعقد قوامه المواجهة مجددا مع حملة الفكر التكفيري

ولم تشرح السلطات بعد كيف ولماذا قتل ثلاثة من أفراد القوة وجرح خمسة آخرون في عملية أمنية واحدة؟ هنا سؤال مهم جدا ستجيب عليه تداعيات الساعات المقبلة خصوصا وأن المنظومة الأمنية تحت الأضواء الآن ومن اللحظة التي أديرت فيها نقاط الاحتكاك مع إضراب مدني تجاوز حدود الإضرابات والعصيانات باتجاه أعمال مباشرة مخلة بالقانون انتهت بمقتل العقيد الدلابيح أصلا قبل أيام.

النبأ السيئ بالنسبة للأردنيين هو سقوط المزيد من “الشهداء الأمنيين” والنبأ الأسوأ بالنسبة للجميع هو عودة ظهور مسلحي الفكر التكفيري حسب نص البيان الرسمي وإن كانت عناصر الاتهام الأولى في قضية مقتل الدلابيح قد تكهنت بصلة ما مع مهربي المخدرات في الجريمة.

بكل حال فتح ملف جديد اليوم باسم اشتباكات مسلحة مع عناصر بالفكر التكفيري وفي منطقة متوترة ومتأزمة أصلا بحيث انتهت المداهمة بتوقيف 9 أشخاص يبدو أنهم كانوا بمعية المشتبه المشار إليه وهو غامض حتى بعد ظهر الأحد من حيث الاسم والهوية.

لاحقا لمسار الأحداث الدرامية أمنيا ترددت أنباء لم تصدر في بيان رسمي عن “استشهاد رجلي أمن” أيضا متأثرين بإصابتيهما الحرجة.

ولاحقا صدر بيان يشرح بعض التفاصيل حيث أكّدت مديرية الأمن العام أن قوة أمنية خاصة قامت صباح الأحد بتنفيذ مداهمة لخلية إرهابية في منطقة الحسينية في محافظة معان، بعد أن قادت التحقيقات التي قام بها الفريق التحقيقي المكلف بحادثة استشهاد العميد الدلابيح بحصر الاشتباه بمجموعة من الأشقاء من حملة الفكر التكفيري.

والقوة الأمنية الخاصة حاصرت مكان وجود المشتبه بهم، إذ قام أحدهم وفور بدء المداهمة بإطلاق عيارات نارية كثيفة من سلاح أوتوماتيكي باتجاه القوة وتم تطبيق قواعد الاشتباك معه مما أسفر عن “استشهاد ثلاثة من ضباط وأفراد القوة وإصابة خمسة آخرين ومقتل الإرهابي مطلق النار”.

وأضافت المديرية أنّ المداهمة أفضت لإلقاء القبض على تسعة أشخاص آخرين مشتبه بتورطهم في القضية، منهم أربعة أشقاء للإرهابي المقتول الذي أطلق النار باتجاه القوة وثلاثة آخرين من أبناء أحدهم ومعهم شخصان آخران كانا برفقتهم وضُبط بحوزتهما مجموعة من الأسلحة النارية الأتوماتيكية وكمية كبيرة من الذخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جواد / الاردن:

    الخلايا النائمة في الاردن مع الاسف موجودة .
    وفوضى الاحتجاج التي لم تكن واعية نوعا ما بحملها السلاح وقطع الطرق العامة أعطت فرصة كبيرة لهم .
    وأعتقد أنه لو كان الاحتجاج على الغلاء محصورا بشكل سلمي وبطريقة حضارية لما وصلت الأمور لهذا .

  2. يقول منير الغرايبه:

    الغربب في الامر ان كيف مثل هذه القوه الامنيه لم تكن مدربه لمثل هذا النوع من المداهمات

  3. يقول سعيد الرماضنه:

    الله يرحمهم ويغفر لهم جميعا وان يحمي الله ابنائنا من الامن العام والجيش ،

  4. يقول ابو موسي - غزه:

    الله يحفظ الاردن و شعبها …

  5. يقول إسماعيل جابر:

    رحم الله شهداء الوطن من قواتنا الأمنية.
    لا بد أن تبقى الجبهة الداخلية متماسكة في سبيل وقف التغول الإيراني

    حماك الله ورعاك يا وطني.

  6. يقول عاطف الهياجنه:

    حمى الله الاردن بقيادة الهاشميه المظفره الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين

  7. يقول عدنان القاضي:

    هذا يعني بالضرورة ان اغتيال الشهيد الدلاييح كان لأسباب تبدو بعيدة عن الإضرابات الأخيرة وتداعياتها، وقد تكون هناك نية مبيتة سايقا تم تنفيذها خلال الأحداث الأخيرة
    المشكلة التي لن تنتهي هي أن هناك ما سيظل قادرا على توفير أرض خصبة لولادة ناقمين جدد جيلا بعد جيل،
    على العموم ورغم أن العالم يحارب ما يسمى الإرهاب الا أن القضاء عليه كليا سوف يذهب بالذرائع حين يحتاج لها من يحتاج، والشق الأخير من تعليقي يخص العالم بأسره..
    رحم الله شهداء الواجب وحمى اوطاننا من شر الفتنة ومن جذورها وممن يوقظها لتمرير مصالحه..

إشترك في قائمتنا البريدية