يمثل السودان في هذه اللحظة أنموذجا في العمل السياسي الجماهيري، يستحق أن يشار إليه بالفخر والاعتزاز من جهة، وبالإشارة إلى المثالب من جهة أخرى. فذلك الحراك الجماهيري المبهر، حافظ على سلميته، على الرغم من كل الاستفزازات التي أرادت إدخاله في حلقة العنف، واتصف بالنفس الطويل في نضاله المرير ضد النظام السابق، وتشرف بالدور الهائل الذي لعبته المرأة السودانية الواعية الجريئة في تجييشه وصموده وتضحياته، وتجنب الفسق والفجور في خصومته، وأشرك عددا كبيرا من كل أطياف المجتمع في تكوينه، وأفسح المجال الواسع لشبابه، هذا الحراك، إذن، فيه الكثير من الدروس لبقية الحراكات العربية الأخرى.
من هنا يستحق قادة ذلك الحراك وجماهيره التهنئة على الإنجاز الجديد، المتمثل بالتوقيع على الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية مع قيادة المجلس العسكري السوداني الانتقالي، الذي هو الآخر يجب أن يشكر على تصرفه المسؤول تجاه مطالب شعبه الديمقراطية العادلة.
ومع كل ذلك دعنا نشير إلى مجموعة من النقاط نعتبرها مهمة، وجديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار، حتى يصبح إنجاز ذلك الحراك التاريخي في أبهى صوره.
الحراك الجماهيري السوداني حافظ على سلميته، رغم الاستفزازات التي أرادت إدخاله في حلقة العنف
*أولا، أثار الانتباه إلى أن الوثيقة، عندما وضعت تعريفا لطبيعة الدولة السودانية، تجنبت ذكر صفتها الأساسية التي بناها تاريخ السودان، عبر خمسة عشر قرنا، ورسختها لغة أهل السودان وثقافتهم وجغرافيتهم ومصالحهم العليا، صفة أن السودان دولة عربية. ليس هذا التجاهل بالأمر الصغير، وهو ينسجم، من دون قصد بالطبع، مع التوجه الأمريكي الصهيوني الذي عمل ولا يزال يعمل على إسقاط صفة الانتماء العربي من دساتير كل الأقطار العربية، كجزء من إلغاء الانتماء القومي العروبي لكل الشعوب العربية، وتدمير الأمل في وحدة الأمة العربية المجزأة في المستقبل.
نحن ـ القوميين العروبيين ـ نأمل في أن يتم تصحيح الأمر في دستور السودان الدائم، الذي سيوضع في المستقبل القريب، كما نصت الوثيقة. كما نأمل في تصحيح تجاهل الالتزامات القومية للمصالح العربية المشتركة، عند وضع السياسة الخارجية لجمهورية السودان من قبل أجهزة الدولة في الفترة الانتقالية، التي نصت الوثيقة على وضعها حال تكون الحكومة الجديدة والمجلس التشريعي الجديد. إن إثارة هذا الموضوع لا يقلل من إعجابنا بالروح الديمقراطية العالية التي شملت كل الوثيقة والاهتمام الشديد بجوانب الحقوق الإنسانية ومبادئ العدالة والحريات العامة، والتعددية والمساواة في المواطنة، وإعلاء شأن القوانين. والواقع أن كل ذلك سينقل جهورية السودان الشقيقة إلى مستوى عال من تحقق المتطلبات الديمقراطية الحقيقية العادلة، لا للرجل السوداني فقط وإنما أيضا، وبخطوات وإجراءات مذهلة، للمرأة السودانية المناضلة الرائعة.
*ثانيا، يحتاج الإنسان، حتى في ظروف الاحتفالات والأفراح الحالية، بالتذكير بدروس المجتمعات الأخرى، بشأن موت الديمقراطية التدريجي المستتر وراء ألف قناع وحيلة، التذكير بأن موت الديمقراطيات في الماضي القريب كان يأتي على يد العساكر أو الأيديولوجيات الفاشية، أو التدخلات التآمرية الخارجية. لكن في الآونة الأخيرة رصد الكثير من الكتاب، خصوصا في الغرب الديمقراطي، بدء موت الديمقراطية التدريجي على يد شخصيات مهزوزة نرجسية، مثل الرئيس الأمريكي الحالي، أو متلاعبة بالعواطف الوطنية من مثل بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا الجديد، أو القيادات الشعبوية الغوغائية المتعصبة ضد الأغراب، كما أفرزها العديد من الانتخابات في العديد من الدول الأوروبية، مثل فرنسا وإيطاليا والنمسا وهنغاريا وغيرها.
وقبل ما نراه في الغرب حاليا عرف العديد من بلدان أمريكا الجنوبية رجالات سياسة جاءوا عن طريق الانتخابات الديمقراطية، لينقلبوا على الديمقراطية الحقيقية، ويمارسوا أساليب ديكتاتورية تسلطية لحكم بلادهم، وذلك باسم ديمقراطية مزيفة.
ذلك أن الدساتير والقوانين لا تحمي لوحدها الديمقراطية، كما نراه كمثل صارخ يجري في الولايات المتحدة تحت نظام الحكم الحالي. الديمقراطية تحتاج أيضا، لكي تتجذر في المجتمعات، تعايش القوى السياسية وقبولها للاختلافات في ما بينها، بتسامح واعتبار بعضها بعضا كقوى شرعية متنافسة، وليست قوى متصارعة في معركة حياة أو موت. الديمقراطية تحتاج ثانيا إلى سياسيين يمارسون الانضباط في خطوات تحقيق شعاراتهم، ولذلك فممارسة سياسات الاستقطابات الحادة هي بداية موت الديمقراطية.
نذكر بذلك حتى لا نقع في الاعتقاد الخاطئ بأن الوثيقة التي وقع عليها مؤخرا ستكون كفيلة بحماية الديمقراطية الوليدة، حماية الديمقراطية تحتاج في الدرجة الأولى لممارسين ديمقراطيين، والذي قرأ تاريخ السياسة في بلاد العرب يعرف جيدا ماذا يعنيه هذا التنبيه الذي نقوم به. حفظ الله السودان وشعبه للمساهمة في نقل أمتهم العربية إلى مرافئ الديمقراطية من خلال الاحتذاء بتجربة فذة مبهرة.
كاتب بحريني
ليس صحيحاً ان الصفة الأساسية لتاريخ السودان تنحصر في ال15 قرن الأخيرة، إذ يعود لستة آلاف سنة قبل الميلاد في حضارات كوش ومروي وجزء من هذا التاريخ موثق في الإنجيل. يفتخر السودانيون بتلك الحضارات التي شكّلت هويتهم ولا يعني انفصال الجنوب أن هوية السودان الحالي عربية فقط، إذ ثمة أقوام ولغات وثقافات غير عربية هي مكوّن أساسي، ولا تزال تساهم في ثراء تلك الهوية. واعتقد أن ذكر اللغة العربية كلغة رسمية في الدستور القادم هو بمثابة اجحاف واقصاء لتلك اللغات.
/نحن ـ القوميين العروبيين ـ نأمل في أن يتم تصحيح الأمر في دستور السودان الدائم، الذي سيوضع في المستقبل القريب، كما نصت الوثيقة. كما نأمل في تصحيح تجاهل الالتزامات القومية للمصالح العربية المشتركة/… !!!
قومية عروبية من جديد ؟؟؟ وشعارات “بعثية” من جديد ؟؟؟ هل يسعى الكاتب إلى خراب آخر بعد كل هذا الخراب الذي تسببت به القومية العربية – وهي إيديولوجية فاشية مستوردة في الصميم ؟؟؟
أستغرب أن يجلس وفد أو مجموعة مدنيه مع عسكري تلوثت يده بدمآء الشعب المسالم بل توقع معه إتفاقية ..؟؟؟؟ نتذكر مصر وثورتها ومطالب الشعب وخداع العسكر إلي أن جآء السيسي وكل العالم يعلم من هو وماذا فعل ومازال .. أخاف علي شعبنا الطيب السوداني أن يصبح تحت حكم سيسي سوداني .
انا لا أثق بالمجرم راعي الإبل الجنجويدي حميدتي فقد قتل من قبائل الفور ما يكفي ليدان بجرائم حرب
انا لا اُق فى أية اتفاقت يوقعها العسكر , ان هذا الاتفاق لا يساوى الحبر الذى كتب به ، ومصيره الى زوال . تنبهوا أيها السودانيين الى هذه الحديعة القذرة التى دبرها العسكرىىن لكم , النصر للشعب السودانى على الحكام الخونة الطغاة