بغداد ـ «القدس العربي»: ولّدت دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، العشائر العراقية إلى «تأديب» أبنائها ممن «يعرّضون المقدسات للخطر» في إشارة لأحداث كربلاء الأخيرة، تبايناً في ردود الفعل بين الأوساط العشائرية وزعامات القبائل، ففيما اعترض وجهاء على وصف أبنائهم بـ«المخربين» مجددين تمسكهم بمطالب «ثوار تشرين» رحبت زعامات أخرى بـ«الدعوة الصدرية» مؤكدة رفضها لما وصفته «الاعتداء على العتبات الدينية».
ومساء أول أمس، وجه الصدر، رسالة إلى زعماء العشائر بشأن «من يعرضون المقدسات للخطر» تعليقاً على حادثة «قمّع» مجموعة من المحتجين ردّدوا شعارات تندد بالتدخلات الإيرانية والأمريكية في الشأن العراقي، عند أحد المداخل الرئيسية لضريح الإمام الحسين عليه السلام، في كربلاء خلال زيارة الأربعين.
«تخريب وحرق وسلب»
وقال في «تغريدة» على موقعه في «تويتر» «إلى عشائرنا التي تريد حماية المقدسات من الدواعش الإرهابيين والبعثية الأنذال ومن لف لفهم من المشاغبين والوقحين، أملي بكم أن تؤدبوا كل المنتمين لكم ممن يشاركون في التخريب والحرق والسلب وممن يعرضون المقدسات للخطر ونحن لكم معاضدون ناصرون».
وإثر دعوة الصدر، رد أمير قبيلة العبودة، حسين الخيون، قائلاً: «نحن وقفنا مع شبابنا من أول أيام وتحملنا ما تحملنا من اتهامات ومحاولات اغتيال، وكان همنا بالأول الحفاظ على الأرواح وعلى السلمية ولكن اليد الواحدة لا تصفق».
وأضاف: «لا نحمل الثوار كل التبعات على الرغم من المساوئ التي تحصل؛ ولكن نحمل القيادات السياسية وقادة الأحزاب التي لم تستوعب الأحداث، ولم تستمع لمطالب الشعب وتفوت الفرصة على من يريد التخريب من أول يوم».
وتابع قائلاً: «أما بالنسبة لشيوخ العشائر لم يكن لهم آذان صاغية من قبل الحكومة، ولم تستجب لهم إلا في وقت الأزمات ودائما يضعونهم في مواقف محرجة، ونتمنى من أبنائنا المتظاهرين التحلي بالصبر والثبات على مطالب العراق المهمة، والابتعاد عن بعض الأمور التي تثير الفتن».
وشدد على أن «أهم المطالب محاسبة القتلة والمعتدين على الأرواح البريئة، ونحن ضد كل من يريد التخريب وحرف مسار المطالب وضد كل مدسوس، لأننا مع الحق ولا نسند من يستغل اسم الشهداء والمطالب لمصالح خاصة والله من وراء القصد».
أمراء قبائل في الناصرية: نحن مع الحق ولا نسند من يستغل اسم الشهداء
أما زعيم إمارة الأجود، محمد فيصل زامل المناع، فكان رده مؤيداً للمتظاهرين أيضاً، وذكر في منشور له أن «ثورة شبابنا وأبنائنا في العراق عامة وفي الناصرية خاصة، هي ثورة ضد الظلم والطغيان وضد الحكومات المتعاقبة، التي لم تعط أبسط حقوق الشعب العراقي، وإنما الحكومات أخذت تماطل ولم تنفذ مطالب الثوار هي التي أدت إلى توسع الحالة وأخذت تقتل المتظاهرين السلميين وسفك دماء الأبرياء، لذا، مازلنا نطالب بمحاسبة قتلة المتظاهرين ومازالت المطالب مستمرة ونحن ضد كل من يقوم بالتخريب ونحافظ على ثورتنا من المندسين والحفاظ على أمن المحافظة وأمن العراق وهيبة الدولة».
«الثورة الخالدة»
في حين ردت قبيلة آل غزي إمارة الفضول، على دعوة الصدر بالقول، إن «الامارة تعد أول قبيلة ساندت ثورة تشرين في الناصرية وكل محافظات الجنوب، وقدمت هذه القبيلة كثيرا من أبناء عمومتها الأبطال في الثورة الخالدة» مبينة أن «القبائل والعشائر العراقية هي من قادت دفة السفينة في أيام الظلام وفقدان الأمن والنظام زمن الاحتلالين العثماني والإنكليزي، ومازلنا نساند أبناءنا المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوق الشعب المشروعة والذين واجهوا رصاص القناصين الغادر بصدورهم وقدموا القرابين تلو القرابين دفاعا عن هذه الحقوق، ونحن لا نتنازل عن دماء أبنائنا الطاهرة الذي قدموها على مذبح الحرية» داعية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى «التصدي بعزم وقوة لمواجهة الفساد والكشف عن قتلة أبناء العراق ومحافظة ذي قار، الذين قتلوا بدم بارد».
ردود فعل العشائر جاءت متضاربة، حيث أبدى قسم منها تأييداً لطلب زعيم التيار الصدري، حول التصدي و«تأديب» كل من «المشاغبين والوقحين» في إشارة الى المحتجين.
وجاء في وثيقة مذيلة بتواقيع «سادة وشيوخ عشائر ووجهاء محافظة البصرة» «حفاظاً على الشعائر الدينية المقدسة التي تعد إحدى المرتكزات المهمة للبلد والأمة الإسلامية، لذا ندين ونستنكر ما حصل يوم الثلاثاء أثناء الزيارة الأربعينية من قبل مجموعة ضالة خارجة عن القانون والدين والعرف العشائري، الذين يريدون إشعال فتيل الفتنة والذين يدعون أنفسهم من الثوار، إلا أن ثوار تشرين الحقيقيين براء منهم ومن أعمال الشغب التي صدرت منهم وتجاوزهم على قواتنا الأمنية، لذا نعلن براءتنا منهم ونطالب الجهات القضائية بمحاسبتهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم».
فيما أبدى عدد من وجهاء محافظة الديوانية، عبر وثيقة موقعة بأسمائهم، استنكارهم لـ«الاعتداء السافر لبعض المخربين على العتبات المباركة في كربلاء، التي شهدت تصعيداً من المعتصمين في ساحات التظاهرات، في سابقة خطيرة تهدد السلم الأهلي والمجتمعي وتهدف لاستغلال الشعائر الحسينية لتمرير بعض الأجندات الأجنبية الدخيلة وتشويه هذه المناسبة» معلنين «البراءة من هذه العصابات ونطالب الحكومة العراقية بتسليمهم إلى القضاء فوراً وعدم مجاملتهم بسبب الشعارات الكاذبة التي تعرض في وسائل الإعلام المغرضة».