دلالات تشكيل المنتدى العربي الإسرائيلي الدائم

حجم الخط
0

غزة- رام الله: في ختام “اجتماع النقب” جنوبي إسرائيل، أعلن وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومصر والإمارات والبحرين والمغرب، الإثنين، إقامة “منتدى دائم” لتعزيز العلاقات بين دولهم.

ويرى خبراء أن تشكيل “المنتدى” يهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، ومأسسة “التطبيع”، وتوسيع دائرته، على حساب حل القضية الفلسطينية التي كانت غائبة عن “قمة النقب”.

وقال وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد، في مؤتمر صحافي مع وزراء الخارجية المشاركين في “اجتماع النقب” الإثنين: “ما نقوم به هنا اليوم هو صنع التاريخ؛ بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي”.

وأضاف: “هذه البُنية الجديدة والقدرات المشتركة التي نبنيها، ترهب وتردع أعداءنا المشتركين، أولاً وقبل كل شيء إيران ووكلاءها”.

ويرى الكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية، مهند عبد الحميد، أن الإعلان عن تأسيس “منتدى دائم” بعد “اجتماع النقب” يعكس مدى “سيطرة إسرائيل على مقدرات المنطقة”.

وأضاف أن إسرائيل تكون بذلك، قد قررت استمرار “تجاهل القضية الفلسطينية، وتجاهل مسألة وجود الاحتلال، وإقصاء القضية وإخراجها من الأجندة، وتحويل الأنظار إلى قضايا واهتمامات تتعدى جوهر الصراع في المنطقة المتمثل بالقضية الفلسطينية”.

وتابع أن “إسرائيل نجحت في إعادة صياغة الشرق الأوسط ليكون بزعامتها وشروطها”.

ولا يرى المحلل الفلسطيني أن جوهر القمة هو فقط مواجهة إيران والاتفاق النووي معها، أو تعزيز نفوذ إسرائيل في منطقة الخليج بل إن الأجندة الإسرائيلية تهدف إلى “تبييض الدولة المحتلة المُستعمِرة والمُتهمة بممارسة التمييز العنصري (إسرائيل)، والموافقة على أولوياتها، المختلِفة عن أولويات الشعوب العربية، وهو إنهاء احتلال الأراضي العربية”.

وبحسب تقارير متواترة، تقترب القوى الكبرى وطهران من توقيع اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، يحيي اتفاقا جرى توقيعه عام 2015، وانسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في 2018.

وتابع عبد الحميد أن “أولوية إسرائيل هي بيع الأسلحة وفتح الأسواق والمشاريع الأمنية (في الدول العربية)”.

ولا يستبعد المحلل الفلسطيني دخول دول أخرى في المنتدى المعلن عنه “وبالتالي تثبيت دور إسرائيل، ليس فقط كجزء، بل وتتصدر المنطقة: دول الخليج بأموالها وإسرائيل بقوتها”.

أهداف ومصالح

أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، فيقول إن المنتدى المعلن عنه يسعى إلى “تعزيز العلاقات بين الدول العربية المطبعة مع إسرائيل بدعم أمريكي، ومواجهة الخطر الإيراني”.

وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى “بلورة تحالف عسكري مشترك، بعيدا عن مظلة الولايات المتحدة، في ظل وجود بوادر برغبة واشنطن في تقليص اهتمامها بالمنطقة وسعيها الدؤوب لتوقيع اتفاق نووي مع طهران”.

ويقول إبراهيم إن الدول العربية المشاركة في المنتدى، تعتقد أن “الولايات المتحدة وإسرائيل، من الممكن أن توفّرا لهم الحماية والأمن، مع أن الوقائع تُبدد هذه الرؤية”.

ويضيف المحلل الفلسطيني أن التطبيع مع إسرائيل “لم يعد رمزيا أو دبلوماسيا، إنما بدأ يأخذ مسارات تؤثر على مجرى النضال الفلسطيني”.

واستكمل قائلا: “كان الأولى أن يتم تشكيل جبهة عربية لمواجهة المخاطر التي يتعرض لها العرب والفلسطينيون، وأولها إسرائيل، لا أن يتم مأسسة العلاقات معها”.

بناء منظومة أمنية

أما الكاتب والخبير السياسي الفلسطيني، عبد المجيد سويلم، فيقول إن المنتدى “مأسسة للتطبيع” وبناء منظومة أمنية جديدة في الشرق الأوسط بمظلة إسرائيلية وتحت الوصاية الأمريكية، وهو أشبه ما يكون بتأسيس حلف عسكري خاص بالشرق الأوسط، على غرار حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وأضاف: “أيضا يجري بناء منظومة شرق أوسطية جديدة، العامل الحاسم فيها إسرائيل، بحجة الخطر الإيراني والاتفاق النووي”.

ويرى الكاتب الفلسطيني، أن التحالف الجديد، مارس وقد يمارس لاحقا ضغوطا على الأردن للانضمام، غير أنه استبعد قبولها لعدم وجود مصلحة أردنية في مثل هذا التحالف.

المنتدى بديل للقمة العربية

بدوره، يرى الكاتب السياسي سامر عنبتاوي، في المنتدى الجديد “بديلا للقمة العربية”.

ويضيف: “كنا نتساءل دائما عن إمكانية انضمام إسرائيل للجامعة أو القمة العربية، هذا يحدث حاليا، من خلال تحويل المسار”.

ويوضح أن عنوان قمة النقب هو مواجهة إيران، وليس مواجهة إسرائيل، العنوان الذي دأبت عليه الجامعة العربية والقمم العربية المتعاقبة.

وقال عنبتاوي إن “تحويل القمة إلى منتدى دائم كل بضعة أشهر أو سنة، عنوانه واضح: إعادة التمحور وإعادة التحالف في المنطقة بحلف ناتو جديد، في مواجهة إيران، تصبح فيه دولة الاحتلال دولة صديقة، وإنهاء حالة الصراع العربي الإسرائيلي ومحاولة استدراج بعض الدول العربية لهذا اللقاء”.

ويشير الكاتب الفلسطيني إلى أن إسرائيل بدأت التطبيع مع الدول العربية منفردة “تمهيدا لتتويج ذلك بقمم ومن خلال اتفاقيات جماعية”.

حلف سياسي أمني

من جانبه، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي، أن المنتدى الإقليمي الجديد يهدف إلى بناء “حلف سياسي أمني جديد في الشرق الأوسط” والانتقال “من التطبيع إلى إستراتيجية العمل”.

وأعرب عن اعتقاده أن التحالف يرتكز على 3 قواعد: إعادة تأسيس الشرق الأوسط على قاعدة مواجهة إيران والقوى المتحالفة معها في المنطقة، وتأسيس قاعدة اقتصادية تنموية من شأنها إبعاد دور بعض الدول، وإعادة تشكيل القيادة الفلسطينية.

ولفت الريماوي إلى أن إسرائيل تقود التحالف عبر عقد الاجتماع الأول في النقب، كرسالة ضمنية للجوار.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية