دمشق تراقب باهتمام تغييرات البيت القطري وتنظر بارتياح لولي العهد السعودي الأمير سلمان

حجم الخط
1

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بيروت ـ واشنطن ـ وكالات: دون أن تُظهر ذلك علناً تتابع دوائر القرار السوري التغييرات الدراماتيكية في العاصمة القطرية الدوحة وترتيب البيت الداخلي القطري الجارية تفاصيله منذ عدة أيام، ولم يصدر أي موقف من أي مسؤول سوري رسمي حول تسلم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحكم عن أبيه ورحيل عراب ومهندس الهجوم الإقليمي والدولي على القيادة السورية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.
لكن أوساطا سياسية سورية تغمز لجهة حالة ارتياح تسود’دوائر القرار السوري على خلفية التغييرات الحاصلة على مستوى رأس الهرم القطري وكبار مسؤولي الدولة، والتي ستترك أثرها ـ وفق تلك الأوساط السياسية التي تحدثت لـ ‘القدس العربي’ ـ على تعاطي سلطات الدوحة مع الملف السوري والعلاقة مع المعارضة السورية ومسألة تسليح ميليشياتها الناشطة في الداخل السوري وكذلك على مستوى النشاط السياسي الذي كانت تلعبه الدوحة ضد القيادة السورية في المحافل الدولية والعربية والذي كان حمد بن جاسم آل ثاني يقوده.
غير بعيد عن الدوحة علمت ‘القدس العربي’ أن كتاباً مُقتضباً ومهماً كان دبلوماسي سوري لديه معرفة دقيقة بالقيادات السعودية قد رفعه للرئاسة السورية منذ عدة أشهر مفاده أن خليفة العاهل السعودي ولي العهد سلمان بن عبد العزيز هو شخصية أكثر مرونة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لاسيما تجاه الملف السوري والعلاقة مع دمشق، وأن الأمير سلمان أقل حماسة تجاه التصعيد مع القيادة السورية، وخَلُص الكتاب إلى ضرورة تلقّف هذه الحالة من قبل الطرف السوري وتحديداً بعد تسلّم الأمير سلمان مقاليد الحكم في العربية السعودية.
من جهة اخرى كشفت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ أن الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) بدأت نقل أسلحة عبر شبكة من مستودعات الأسلحة السرية في الأردن، في إطار خطط للبدء في تسليح مجموعات صغيرة منتقاة من المعارضة السورية في غضون شهر.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومسؤولين أمريكيين اطلعوا على هذه الخطط أن هذا يأتي في إطار دعم الولايات المتحدة للقوات المعتدلة التي تقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وكشفت المصادر للصحيفة أنه جرى التنسيق حتى تتزامن هذه الشحنات وما يتعلق بها من تدريبات مع جهود دفع موازية لتكثيف توصيل الأسلحة من الدول الأوروبية والعربية بحيث تدعم المعارضين للقيام بعملية منسقة مطلع آب (أغسطس) المقبل، موضحة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وافق على تفاصيل خطة سرية جديدة في هذا الشأن.
الى ذلك اتهمت روسيا الخميس المملكة العربية السعودية بـ ‘تمويل وتسليح الارهابيين والمجموعات المتطرفة’ في النزاع السوري، حسب وكالة الانباء الفرنسية.
وكانت الخارجية الروسية ترد على انتقادات وجهتها الرياض الثلاثاء ضد موسكو متهمة اياها بالمشاركة في ‘ابادة الشعب السوري’ عبر تسليح نظام الرئيس بشار الاسد.
وقالت الخارجية الروسية في بيان ‘لا نية لدينا بالتأكيد لتبرير موقفنا امام اي كان’.
واضاف البيان ‘في الوقت نفسه، فإن مجموعة من العواصم وبينها الرياض، لا يزعجها وضع وسائل اكثر من مشكوك فيها وبينها التمويل والتجهيز العسكري للارهابيين الدوليين والمجموعات المتطرفة’. وقال ‘لا بد من وضع حد لمثل هذه التصرفات’.
على صعيد اخر ينذر الخلاف بين الجهاديين في سورية ورفاق السلاح من الجناح العراقي لتنظيم القاعدة بحرب ضروس بين بعض من أقوى الجماعات المسلحة واكثرها فاعلية في القتال ضد الرئيس بشار الاسد.
وكان ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة احدى اكثر الجماعات الفعالة في القتال ضد قوات الاسد نأى بالجبهة عن اعلان صدر في الآونة الأخيرة عن الاندماج مع دولة العراق الإسلامية فرع تنظيم القاعدة في العراق تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتتزايد الفجوة بين الجانبين مع اصرار ابو بكر البغدادي زعيم دولة العراق الاسلامية على مواصلة القتال كرئيس للواء جهادي موحد في سورية متحديا الاوامر من زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري مما قد يدفع المجموعتين الى صدام مسلح.
وقال قائد كبير للمقاتلين في دمشق مطلع على تطورات الوضع ‘التوتر يتصاعد ويقترب من نقطة الغليان. الجانبان يقولان انهما على حق. الاشتباك بينهما قد يحدث قريبا واذا حدث فسيكون ذلك امرا قبيحا’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد يعقوب:

    إذا كانت سورية تعتقد أن هناك تغييرا سيطرأ على السياسة الخارجية لدولة قطر بعد تنازل أميرها الشيخ حمد بن خليفة عن العرش لولى عهده،ولده الشيخ تميم،وإذا كانت سورية أيضا تعتقد أن تغييرا سيحدث على السياسة الخارجية للملكة العربية السعودية بعد غياب مليكها عبدالله بن عبدالعزيز،فهى واهمة جدا ولا تفهم ألف باء فى السياسة الخارجية وخصوصا فى العائلات المالكة الخليجية. غذا كان هناك أى تغيير سيحدث ، فإنه سيكون فى طريقة التعاطى مع الحدث وليس مع الحدث نفسه! بالنسبة لقطر،أحب أن أطمئن السوريين أن الشيخ تميم لن يحيد عما رسمه وسار عليه أبيه الشيخ حمد. الشىء نفسه ينطبق على الوضع السعودى، لن يكون الأمير سلمان مختلفا عن الملك عبدالله بعد غيابه عن المسرح! الوضع السورى سيتم الإتفاق عليه بين قطبى العالم أميركا وروسيا وأعتقد والله أعلم،أن روسيا ستضحى بالرئيس الأسد وتعمل هى وأميركا على إستمرار سورية دولة واحدة بعد القضاء على الإسلاميين المتطرفين لأن هذا مصلحة أميركية/روسيه مشتركة….

إشترك في قائمتنا البريدية