القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يكن أي من أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي وخصومه على حد سواء في انتظار ما سوف يكتب عنه بعد مشهد وفاته المأساوي، فالذين هاجموه حياً كان من المعلوم أن يلعنوه ميتاً، وقد كان، وبعد أن تحلت معظم الصحف المصرية بالصمت لحين صدور الأوامر، استأنف العديد منها الهجوم عليه، من غير أن يعبأ كتابها بالموت وقدسيته، وواصل هؤلاء إطلاق الرصاص على الرجل الذي بات في باطن الأرض، فيما حبس نفر يسير من الكتاب أنفاسهم خشية أن يضبطوا في موضع تعاطف معه، بعد أن انتهى للموت داخل قفص زجاجي. فيما فضل فصيل ثالث لا يتجاوز عدد أفراده أصابع اليد الواحدة، أن يلتزموا الحياد.
النظام التعليمي الجديد للمرحلة الابتدائية ضوء في بداية النفق و«جروبات» فيسبوكية لتعليم طرق الغش في الامتحانات
السينارست مدحت العدل الذي قسّم المصريين لشعبين، لكل منهما إلهه الذي يعبده، ضبط في تغريدة على صفحته يقدم خلالها العزاء للرئيس الراحل ومحبيه، لكنه لم يلبث أن سعى لتصحيح موقفه، خشية عواقب الأمور، كما أشار الكاتب عبد الله الطحاوي على صفحته، «كتب مدحت العدل عزاء في مرسي، وبعد أن جاءه النذير، إذ يذكّر القوم بمأثرته الكبرى حينما كتب عن روح شكري مصطفى زعيم التكفير والهجرة، شعرا قسّم فيه الشعب والرب إلى شعبين وربين وغناها علي الحجار. أحيانا أشك في معاني هزيمة وانتصار الأفكار، أقصد فكر شكري مصطفى التكفيري».
ومن أبرز تغريدات أمس التي دونها الحسيني محمد «الطغاة يعولون على أن ترامب باق. ونحن نعول على أن الله هو الباقي». وعلى الرغم من استمرار الصخب حول رحيل الرئيس المعزول في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن صحف أمس الخميس 20 يونيو/حزيران نأت بنفسها عن الخوض في القضية، واهتمت في المقام الأول بدورة الأمم الإفريقية المقرر انطلاقها اليوم الجمعة، وشغل ارتفاع درجة حرارة الطقس حيزاً من اهتمام الصحف، حيث قررت شركة المترو تخفيض سرعات قطارات الخطين الأول والثانى خارج النفق إلى 60 كم/س بدلا من 80 كم/س يوم الخميس بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وأصدرت الشركة تعليمات للسائقين بتخفيض السرعة حفاظا على مسير القطارات وقضبان السكك الحديدية.
رحمه الله
طويت ورقة الرئيس محمد مرسي وعودة الشرعية، ولم يعد لخطاب «مرسي رئيسي»، كما يشير عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» محل من الإعراب. بعد أن توفي الرجل، يجب أن يقول الجميع رحمه الله وغفر له، رحل محمد مرسي وطويت صفحة الرئيس السابق، وبقي كتاب الإخوان المسلمين الممتد معنا منذ عام 1928 كجماعة ظل وجودها امتدادًا لأزمة هذه البلدة، فهي لم تواجه النظام الحالي فقط، إنما واجهت مبارك والسادات وعبدالناصر والنظام الملكي، فلو كان الوضع الحالي سيئًا، وعهدا مبارك وعبدالناصر سيئين، فلماذا الصدام مع السادات وقبلها النظام الملكي؟ لقد اصطدم الإخوان بكل نظمنا السياسية، وتقريبا بكل القوى السياسية، بدون أن يراجعوا أنفسهم لمرة واحدة، ليبحثوا مكامن الخلل الجسيم في بنية الجماعة وفب خلطها الدين بالسياسة، إنما ظلت دائما تعيش على خطاب المحنة والبلاء والمظلومية، وهو ما ستعيد تكراره مرة أخرى، عقب وفاة مرسي. كراهية الجماعة للمجتمع، وموقفها العدائي من كل النخب المدنية والعسكرية، وربما من تاريخ البلد، جعلها لم تستفد لمرة واحدة من أخطاء كل النظم الحاكمة في مصر جمهورية أو ملكية. وفاة مرسي وفاة طبيعية في ساحة المحكمة، ولم تكن نتيجة تعذيب، حتى لو خرجت تقارير حقوقية تنتقد ظروف حبسه، أو أدان الإخوان كل يوم النظام المصري وحمّلوه مسؤولية وفاته، فذلك جزء من لعبة التوظيف السياسي للحدث، ولا علاقة لها بظروف وفاة الرجل. وبعيدًا عن ظروف وفاته، فإن هناك أزمة في ملف حقوق الإنسان، ولابد أن يفتح هذا الملف تجاه الجميع مهما كان توجههم السياسي، فشروط المحاكمة العادلة ليست موائمة «ولا تطبطب» على الإرهابيين كما يروّج الخطاب الذي بات لا يسمعه أحد في الداخل والخارج».
ألم يكن مريضاً؟
آخر ما تفتق له ذهن محمد أمين في «المصري اليوم»، أن الرئيس مرسي كان بقوة ألف حصان: «الدولة كانت مطمئنة. تعرف أنه يأكل ويشرب بقوة ألف حصان. ولأول وهلة قلت هذا هو السبب. فلما سقط مغشياً عليه تم اتخاذ الإجراءات وتقرر دفنه في مقابر الوفاء والأمل، وإكرام الميت دفنه. عندنا أجهزة تتحرك. فلم تترك الأمر للظروف. الموت كان فجأة وهذا صحيح. والإجراءات تمت بوضوح وشفافية. النائب العام طلب تفريغ الكاميرات في المحكمة والقفص. الفريق الطبي عاين الجثة. أبناء المتوفى كانوا حاضرين. دفنوه في محل إقامته، وليس في مسقط رأسه. ليس هناك فرق بين مسقط رأس الميت ومحل إقامته أبداً. مادام الأمر كان طبيعياً، ومادامت الجماعة كانوا شهوداً على الوفاة. القصة في تصدير المظلومية. القصة في التجارة بالموت كما تاجروا بالدين. الذين يعرفون الإخوان يعرفون أن مرسي مات. الذين لا يعرفونهم تأثروا بالدعاية السوداء. «تعاطفوا» مع الموت، وقالوا إنه «شهيد». وأراد الله أن يفسد على الجماعة فكرة المؤامرة.
أراد الله أن يكذبهم على الملأ. فكيف لو مات في الزنزانة؟. هنا كانت سوف تنسج الحكايات. وسوف تكتب الروايات. وسوف تثور الأكاذيب وتثور الشائعات. سوف يصدقها بعض المضللين والمخبولين. مع أن تقرير النائب العام كان شافياً. ومع أن القضية كلها كانت في حيازة القضاء. ولا دخل لأحد فيها بالمرة. ولا أنسى حين نبهت بعد 30 يونيو/حزيران إلى احتمالات اختطاف مرسي. كان السيناريو الآخر تفجير الطائرة التي تقله من برج العرب إلى الأكاديمية. كانت فكرتي أن مرسي لا يهم الإخوان. فقط يهم الدولة كمتهم بدرجة رئيس. وظل لا يهم الإخوان حتى مات، وهنا ظهرت أهمية استغلاله في المعركة».
أين الأهالي مما يحدث؟
يوم الأربعاء قبل الماضي نشرت «الشروق» قصة خبرية مهمة للزميلة منى زيدان في صفحتها الثانية عنوانها: «تهريب الموبايل وسماعة الأذن أبرز طرق غش الطالبات في الثانوية»، وحين قرأ القصة عماد الدين حسين في «الشروق» يقول، شعرت بحزن وغم وهم كبير، على الحالة التي وصلت إليها أخلاق بعض المصريين خصوصا أن أبطالها فتيات. المثير والمحزن في القصة، أن الغش الذي يفترض أنه سلوك مذموم ومرفوض، صار أمرا يتباهى به البعض. في الماضي حينما كان البعض يلجأ إلى الغش، فإنه يفعله في السر، ولا يجاهر به أبدا. لكن قصة «الشروق» تقول لنا إن وقائعها مستمدة من جروبات كثيرة لفتيات على الفيسبوك. المنطق يقول إن الفتيات الغشاشات كان يفترض بهن أن يرفعن شعار «إذا بليتم فاستتروا». لكن المحزن أنهن أسسن جروبات للتعريف بأحدث طرق الغش. جروبات علنية لشرح الوسائل المستخدمة في الغش خلال امتحانات الثانوية. لكي تعرفوا ما أقصد عليكم أن تدخلوا هذه المجموعات، وسوف تندهشون من المستوى الذي وصلت إليه أخلاق بعض طالباتنا. بدلا من المذاكرة والاجتهاد والتنافس الشريف، فإن الفتيات يسألن: «هل لو الموبايل مغلق، جهاز التفتيش يحس به أم لا أثناء دخولى إلى اللجنة؟». وبدلا من قيام الطالبات على الجروب بزجر ونهر السائلة وتوبيخها، وجدنا سيلا من النصائح الإجرامية لكيفية الإفلات من أجهزة التفتيش الموجودة أمام وداخل لجان الامتحانات. أكثر من فتاة قدمت النصائح للسائلة، بطريقة توحي بأنهن مجرمات عتيدات في شبكة سرقة واحتيال، ولسن طالبات ثانوية عامة، يفترض أن يدخلن الجامعة بعد شهور قليلة. الإجابات أو الاقتراحات أو الحلول التي قدمتها الفتيات للسائلة، تكشف عن عقليات إجرامية متمرسة، ولن أعرضها هنا حتى لا أساهم في نشرها بأكثر مما هى منشورة. الأغرب أن بعض الفتيات عرضن علنا على الجروب بيع بعض الوسائل المستخدمة في الغش، أو للإيجار بأسعار تبدأ من ألف إلى ثلاثة آلاف جنيه في المادة الواحدة. في حين أن فتاة عرضت استئجار سماعة صغيرة لاستخدامها بشكل عاجل في مادة اللغة الإنكليزية. تخيلوا حجم الكارثة التي نعيش فيها ولا ندرك خطورتها. لا أقصد فقط هذا الجروب، لأنه موجود بصورة كبيرة وصفحات الغش على وسائل التواصل الاجتماعي لا تعد ولا تحصى، وعرفنا العديد منها خلال السنوات الماضية. لكن المحزن في جروب الفتيات أنه لا يتخفى أو يخجل، بل يتحدث ويتعامل علنا، وكأن الغش هو الأصل أما الأمانة والاجتهاد والكد والتعب فهو الاستثناء. أليس من حق وزارة التربية والتعليم أن تبادر وتلاحق هذه الصفحات والجروبات وتستصدر أمرا بإغلاقها، باعتبارها خطرا داهما على التربية والتعليم والأخلاق؟ أليس من حق أجهزة الأمن أن تبادر بحجب وحظر هذه الصفحات، بل والقبض على أصحابها باعتبارهم لا يقلوا خطرا عن تجار المخدرات أو قادة الإرهاب والتطرف وسائر أنواع المجرمين؟ والسؤال الأخطر: أين هي أسر هؤلاء الطلاب والطالبات، وهل يراقبون أولادهم أم لا؟ وإذا كانوا يفعلون، فلماذا يتركونهم هكذا، وإذا كانوا عنهم غائبين، فهل آن الأوان لمعرفة ماذا يفعل أولادهم بعيدا عنهم؟ وأين هو دور أجهزة الإعلام ودور العبادة والنقابات والهيئات الثقافية والخيرية، وكل من يهمه أمر مستقبل هذه الأجيال؟ إذا فسدت الأخلاق فسد كل شيء».
إمنحوه الفرصة
أشرف البربري في «الشروق» يقول: «جمعني أكثر من لقاء خلال الأيام الماضية مع أصدقاء ممن يعملون في التدريس للمرحلة الابتدائية، ومنهم من يقوم بالتدريس للصف الأول الابتدائي وفقا للنظام التعليمي الجديد، ليتفق الجميع على جودة هذا النظام، الذي يعتمد على النشاط التفاعلي بين المعلم والتلميذ، أكثر مما يعتمد على التلقين. هذا الرأي أكده أيضا أصدقاء لهم أبناء في الصف الأول الابتدائي، أو في مرحلة رياض الأطفال؛ حيث بدأ تطبيق النظام التعليمي الجديد، وهو ما يمثل ضوءا في بداية نفق الوصول إلى نظام تعليمي كفء وفعال. هذه التجربة الواعدة لإصلاح التعليم تستحق قدرا أكبر من الاهتمام، سواء من جانب المسؤولين الذين أدخلونا وأدخلوا أنفسهم في منظومة موازية في المرحلة الثانوية، التي لا يتوقع لها البعض أي نجاح، أو من جانب الإعلام الذي وجد نفسه أمام «مأساة التابلت» في الصف الأول الثانوي، وأمام نظام غامض للثانوية العامة الجديدة، الذي يصر بعض المسؤولين على تطبيقه رغم تعثر تجربته في الصف الأول الثانوي.
الشمعة التي يمثلها نظام التعليم الجديد الذي بدأ تطبيقه في العام الدراسي المنتهي على مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، تحتاج إلى قدر أكبر من الاهتمام حتى تتحول إلى شعلة كبيرة، فالمعلمون الذين أكدوا فاعلية طرق ومناهج التعليم الجديدة، رغم اعترافهم بأنها ستحد كثيرا من الحاجة إلى الدروس الخصوصية بما يلحق بهم ضررا شخصيا مباشرا، يشكون نقص الوسائل التعليمية المساعدة، المطلوبة، ومن النقص الحاد في أعداد المعلمين وهو أمر غير آدمي بكل تأكيد. صديقي الأستاذ عبدالله الذي يعمل مدرسا في المرحلة الابتدائية، أكد لي أنه يضطر إلى شراء الوسائل التعليمية المساعدة على حسابه الشخصي أو يستخدم بدائل بدائية لها، يوفرها بمجهوده وبمشاركة التلاميذ، لأن الإدارة تؤكد أنها لا تمتلك أي مخصصات لشراء هذه الوسائل على بساطتها وقلة تكلفتها. إذا كان الأمر كذلك، وأصبح لدينا نواة مشروع واعد لتطوير التعليم، فلماذا لا تعيد الوزارة والقائمون عليها النظر في مشروع «التابلت» في المرحلة الثانوية، الذي تقدر تكلفته في السنة الواحدة بأكثر من 3.4 مليار جنيه، ونوجه هذه الأموال إلى النظام التعليمي الجديد في المرحلة الابتدائية».
لا تذبحوا الدجاجة
لجلال دويدار رأي مهم في قضية تنمية السياحة، كشف عنه في «الأخبار»: «إذا كنا نوجه للدولة الشكر لرعايتها للسياحة فإننا في الوقت نفسه لا نخفي دهشتنا من إقدامها على اتخاذ بعض الإجراءات لاستعادة انطلاقتها وانتعاشتها. هذا السلوك غير المنضبط يشير إلى التعامل مع صناعة الأمل بمنطق حكاية صاحب الدجاجة، التي كانت تبيض ذهبا. فقرر ذبحها سعيا للحصول على مزيد من هذا الذهب. هذه الحكاية تتمثل في القرار الذي صدر فجأة وبدون أي مقدمات بزيادة رسوم مغادرة المطار الذي شمل بشكل مباشر حركة السياحة. إن ملابسات هذا القرار تشير إلى أنه قد تم اتخاذه بدون أي تشاور مع قطاع السياحة المعني المباشر بهذه القضية. نتيجة لذلك لم يضع في اعتباره حدة المنافسة التي تتعرض لها السياحة المصرية من الدول المجاورة التي تأتي في مقدمتها على سبيل المثال تركيا. كان عليه أن يدرك أن أي زيادة، قد تؤدي إلى ارتفاع في تكلفة الرحلة السياحية، تدفع إلى تحول الحركة السياحية إلى المقاصد الأرخص. يحدث ذلك في الوقت الذي تعاني منه حركة السياحة الوافدة إلينا من فرض رسوم من جانب بعض الدول الأوروبية، بينما تعفى منها الأسواق المنافسة. حول هذا الشأن تحدثنا وكررنا عشرات المرات الحديث عن أهمية وضرورة أن يتم التشاور بين الذين يصدرون هذه القرارات والعاملين في قطاع السياحة. هذه الخطوة حتمية لمراعاة توقيت وأثر مثل هذه القرارات سلبا وإيجابا. بالطبع فإن أحدا لا يعترض على حق الأجهزة المسؤولة في تعظيم موارد الدولة».
كي ننجح
تضع أماني البرت في روزاليوسف ثلاثة أهداف كي تنجح الدبلوماسية الغائبة عن تأثيرها: «حتى تسوق مصر سمعتها بشكل إيجابي فهي تحتاج أن تفعل هذا على ثلاثة مستويات. الأول حين تستخدم وسائل الإعلام كوسيط لزيادة دعم الجماهير الأجنبية لسياساتها، وهذا يحدث عن طريق بناء إطار إعلامي استراتيجي هدفه الرئيسي هو التأثير على تغطيات وسائل الإعلام الأجنبية، وهو ما يسمى الدبلوماسية الشعبية بالوساطة وهو ما يفسر لماذا تخصص كثير من الدول في جميع أنحاء العالم مبالغ كبيرة من المال للقنوات الموجهة، فوسائل الإعلام الجماهيري تلعب دورًا رئيسيًا في تفسير معاني الأخبار، وأي معلومات عن الدولة في وسائل الإعلام الجماهيرية قادرة على أن تسوق أو تهدم سمعتها، فالهدف هنا هو القدرة على إدارة محتوى التغطية الإخبارية الأجنبية، التي تتحدث عن الدولة ونقل القضايا من أجندة الحكومة إلى أجندة الإعلام. المستوى الثاني هو دور الدبلوماسية الشعبية في إدارة مستوى السمعة، من خلال طبيعة التغطيات الإعلامية المقدمة عنها، فهل الدولة مرتبطة بأطر سلبية مثل الحرب والصراع؟ أم بأطر إيجابية مثل البناء والإنجازات. أما المستوى الثالث وهو ما يسمى «دبلوماسية العلاقات» كإحدى أدوات القوة الناعمة للدولة التي تعتمد على جاذبيتها الثقافية للشعوب الأخرى وقيمها السياسية وسياستها الخارجية، باعتبارها سياسات شرعية لها سلطة معنوية، إذ تسعى الحكومات لتحقيق أهدافها من خلال التعاون بدلا من القوة العسكرية».
بوسعنا الفوز
السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين ويسعى محمد أبو حديد للإجابة عليه في «الجمهورية»: «هل استعدت مصر جيداً لهذا الحدث الاستثنائي؟ الإجابة نعم بالطبع. فقد كانت فرصة لتطوير وتحديث البنية الرياضية الأساسية لكرة القدم المصرية، من استادات وملاعب ومنشآت رياضية وفندقية بمواصفات عالمية، بالإضافة إلى توفير كل ما يلزم من تسهيلات لبث المباريات وسائر فعاليات البطولة. زار الرئيس منتخب مصر تحفيزاً للاعبين وجهازهم الفني، على بذل أقصى الجهد في الملعب لإسعاد المصريين. وتقديم أفضل أداء وسلوك رياضي يليق بمصر أمام ضيوفها من الأشقاء الأفارقة. الشرطة بمساعدة الجيش وضعت نفسها في أقصى حالات الاستعداد لتأمين فعاليات البطولة، وحماية الضيوف، لاعبين وإداريين وفنيين وجمهوراً.
وتسهيل تحركاتهم وتقديم كل ما يلزم لراحتهم. عيون العالم تتجه من الآن إلى مصر، خاصة عشاق كرة القدم، ولا مبالغة في ذلك والسبب بسيط، فالأربعة والعشرون منتخباً المشاركة، تضم العديد من أشهر نجوم كرة القدم العالميين المحترفين في أكبر الأندية. ولهم جمهورهم وعشاقهم في كل الدول التي يلعبون لأنديتها. ومن الطبيعي أن هذه الأندية وجماهيرها ستهتم بمتابعة أداء نجومها المفضلين في هذه البطولة، للاطمئنان على مستواهم. قبل عودتهم لبدء الاستعداد في أنديتهم العالمية للموسم الكروي الجديد. عيون إدارات هذه الأندية العالمية وغيرها، وأجهزتها الفنية وخبراؤها، سيراقبون ويتابعون فعاليات هذه البطولة. سعياً لاكتشاف وجوه جديدة صاعدة تقدم مستويات أداء لافتة وواعدة من أجل اجتذابها للاحتراف الخارجي. ويؤكد الكاتب أن لفرحتنا أعداء لا يطيقون أن يرونا سعداء، ولذلك يتربصون بنا لإفساد فرحتنا وتحويل أعراسنا، إن استطاعوا إلى مآتم».
أهلاً وسهلاً
«دائما وأبدا، كانت وستظل مصر، كما يؤكد عبد المحسن سلامة في «الأهرام» هي الوطن الكبير لكل العرب، ليس هذا شعارا، إنما هو واقع حي، فمصر هي التي احتضنت أبناء الكويت أثناء كارثة الاحتلال العراقي، وظلوا في أحضان بلدهم الثاني مصر، حتى عادوا سالمين إلى ديارهم، وحتى الآن هناك جالية كويتية كبيرة في مصر محل كل التقدير والاحترام، والحال نفسها في العراق، حينما تعرضت لمحنة الغزو الأجنبي، قدم أعداد كبيرة من أبنائها إلى مصر، وهناك جالية عراقية ضخمة لاتزال تقيم في مصر، بدون تفرقة، مع أشقائهم المصريين. الموقف ذاته تكرر مع السوريين، الذين هم محل ترحيب رسمي وشعبي، ودائما يفخر السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بشعبه في كل المحافل، حينما يشير إلى أن مصر الدولة الوحيدة التي لا توجد فيها مخيمات للاجئين، وأن مصر تستقبل الشعوب العربية المتضررة بكل الحب والترحاب، على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة. الشعب المصري يقتسم «كسرة الخبز» مع أشقائه السوريين، والعراقيين والسودانيين واليمنيين، والصوماليين، بدون تضرر، لأن الكرم والطيبة والتآلف، سمات أساسية في الشخصية المصرية العظيمة، على مدى تاريخها، التي استطاعت، بصفاتها المتفردة، احتواء كل من لجأ إليها وطلب نجدتها، حتى هؤلاء الذين حاولوا غزوها عاش الكثيرون منهم فيها، ورفضوا العودة من حيث أتوا، وذابوا في النسيج المصري بمرور الوقت. الدعوات التي يطلقها البعض ضد الأشقاء السوريين، هي دعوات فردية مرفوضة شعبيا».
بينما كنا نيام
«القرار الذي يصفه مرسي عطاالله في «الأهرام» بالأحمق الذي اتخذته حكومة بنيامين نتنياهو بإنشاء مستوطنة جديدة في هضبة الجولان السورية المحتلة تحمل اسم دونالد ترامب، ليس بالأمر الجديد قياسا على ما تمارسه إسرائيل منذ نشأتها، في عدم احترام حزمة هائلة من مقررات الشرعية الدولية، بينها القرارات العديدة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بدءا من القرار رقم 242 لعام 1967 بعدم جواز احتلال الأراضي بالقوة، واحترام الحدود الدولية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، وصولا إلى قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 بعدم شرعية أي إجراءات تقوم بها إسرائيل في هضبة الجولان السوري المحتل. هذا القرار ينبغي ألا يمثل مفاجأة إلا لأولئك الذين لا يقرأون التاريخ اليهودي، وضمنه رواية أسطورية قديمة تقول سطورها: «إن رجلا يهوديا كتب وصيته بحيث تحصل زوجته على عدة آلاف من الجنيهات، ولكل ابن من أبنائه ضعف ما تحصل عليه زوجته، أما أقرباؤه وأصدقاؤه فقد وضع لكل واحد منهم رقما يتناسب وحجم علاقته به». ولم ينس الرجل أن يكتب في البند الأخير عبارة تقول: «هذه الوصية تلغى تلقائيا في حالة موت صاحب الوصية».
ومعنى ذلك أن عقلية الأسطورة في التراث اليهودي ترفض أي شيء يمكن اغتصابه طالما أنه بالإمكان استمرار الاحتفاظ به، وعلينا أن نتذكر كيف أن إسرائيل سبق أن التزمت في وديعة رابين عام 1995 بقبولها إعادة هضبة الجولان بأكملها إلى سوريا، مقابل اعتراف سوري صريح بشرعية وجود إسرائيل، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، ولكن بعد اغتيال رابين ومجيء نتنياهو سنحت الفرصة لإعادة التمسك بعقلية الأسطورة التي وردت في وصية الرجل اليهودي».
لهذا زارها
نتوجه نحو «الوفد» حيث يهتم وجدي زين الدين بأحدث زيارات الرئيس الخارجية: «لماذا تقوم مصر بتعزيز علاقاتها مع دولة مثل بيلاروسيا؟ ولماذا قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة هذه الدولة؟ هذان التساؤلان كثير من الناس يطرحونهما، وقد يكون الإعلام المصري هو السبب في طرح مثل هذه الأسئلة، لعدم أدائه دوره المنوط به في التعريف بدولة مثل بيلاروسيا، ومدى المصلحة المشتركة والمنفعة التي يمكن أن تتحقق من تعزيز وتوطيد هذه العلاقات. لا أكون متجنياً على الإعلام إذا قلت إن تقصيره الشديد وراء طرح مثل هذه الأسئلة، فالمواطنون من حقهم أن يعرفوا، وهذه هي مسؤولية الإعلام بكل وسائله المختلفة.
ونعود مرة أخرى للإجابة عن التساؤلين المهمين. المعروف أن بيلاروسيا، أو روسيا البيضاء، هي إحدى دول أوروبا الشرقية، وتشتهر بالزراعة والصناعات القائمة عليها، وتربية المواشي، وتصنع الأخشاب وأدوات الزراعة الحديثة، وتأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبيلاروسيا في إطار دعم العلاقات الثنائية والتبادل التجاري بين جميع دول العالم.
ولذلك وجدنا مصر وبيلاروسيا تشتركان في إقامة مجلس الأعمال المصري – البيلاوسي المشترك، حتى يكون بمثابة ركيزة أساسية لتعزيز الاستثمارات المتبادلة بين البلدين في العديد من القطاعات المختلفة، وتوسيع حجم التبادل التجاري وإحداث نقلة جديدة في العلاقات الاقتصادية. والمعروف أيضاً أن هناك شركات في بيلاروسيا تشارك في مشروع المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس. كما تعود الفائدة على مصر من بيلاروسيا في ما يتعلق بالصناعات الثقيلة، التي تتميز بها بيلاروسيا، وكذلك الصناعات الدوائية والزراعية والإنتاج الغذائي والحيواني والسياحي والثقافي».
رائحة الحرب
حرصت مي عزام في «المصري اليوم» على التحذير مما هو مقبل: «فالمنطقة تعيش أجواء التوتر والترقب نفسها التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار 2003؛ إيران مرشحة لضربة عسكرية تسعى أمريكا لأن يكون لها غطاء دولي. بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، تحدث مؤخرا عن أن الخيار العسكري ما زال مطروحا. الكفة تميل نحو الخيار العسكري حال حدوثه، أعتقد أنه لن يقتصر على إيران، بل سيمتد لدول عربية فيها جماعات مسلحة موالية لإيران. الضربة العسكرية ستكون مكثفة ومحددة أشبه بعملية «ثعلب الصحراء» التي شنتها أمريكا وبريطانيا على العراق عام 1998. إيران ليست العراق، والأوضاع الدولية والإقليمية في 2019 تختلف عنها في 2003، لكن دول الخليج ما زالت تقع في خطأ المستجير من الرمضاء بالنار! ضرب إيران لن يمحوها من على الخريطة، نتائج أي عمل عسكري في المنطقة الآن لن تخدم سوى إسرائيل، وستمكنها من توسيع نفوذها وحدودها وتصفية القضية الفلسطينية. ما هي آخر انتصارات العرب في ساحة القتال وميادين التفاوض؟ انتصرنا في حرب أكتوبر/تشرين الأول، وخسرنا في مفاوضات السلام لأسباب عدة، أهمها غياب الحكم الرشيد في المنطقة، وترك الأمر لميول الحكام العرب الشخصية لتحديد مسار التفاوض، بدلا من ترسيخ مفهوم الثوابت الوطنية التي لا تتغير بتغير الحاكم. عجزنا يرجع، أيضا، لافتقارنا سياسة النفس الطويل والقدرة على تحمل الضغوط وتطوير الذات بدون إسراف أو تحقير، وما زلنا نخسر للأسباب نفسها».
سندفع فاتورتها
نبقى مع ظلال الحرب التي يحذر من عواقبها فراج إسماعيل في «المصريون»: «يرى البعض أن حربا جديدة في الخليج تلوح في الأفق ولا سبيل لردها. للأسف هذا استنتاج كارثي ولن ننجو كعرب من تبعاته، إذا حدث بالفعل. فنحن الخاسرون في النهاية مهما كانت نتائج الحرب، سواء تم القضاء على نظام الملالي في طهران أو انتصر هو بالصمود والاستمرار. فواتير النصر أو الخسارة سندفعها نحن العرب، لن تتكلف واشنطن أو الغرب دولارا واحدا ولن يضحوا بجندي واحد. ليس ذلك مبالغة في التشاؤم ولا عدم ثقة بالنفس، لكنها حقائق التاريخ والجغرافيا. 40٪ من صادرات النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز. تقريبا كل نفط السعودية والإمارات وغاز قطر ومعها إيران.
الحرب لن تكون نزهة قصيرة ينفتح بعدها أهم الممرات الاستراتيجية في العالم على مصراعيه، ويمر منه النفط في أمن وسلام، بل ستكون طويلة وباهظة التكاليف على كل عرب المنطقة، وليس الدول الخليجية فقط، التي ستتأثر بشكل كبير بلا شك. ستتوقف صادراتها النفطية تماما ثمنا لغرور أمريكي يدفع في اتجاه تعيين شرطي جديد للخليج، عوضا عن شرطيين شهيرين سابقين تمثلا في إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، والعراق في عهد صدام حسين. في الزمن الحالي لا مجال لشرطي من المنطقة نفسها، الأرجح أنه لا دولة منها يمكنها التكفل بوظيفة الشرطي المطلوب، ومن ثم سيجري التدويل أو المراقبة الاستعمارية للمضيق. في ظل صفقات تجهز سرا تحت الطاولة ودور علني يقوم به صهر ترامب جارد كوشنر، قد تربح إسرائيل الكعكة الأكبر، وتصبح هي الشرطي المطلوب بمعية الولايات المتحدة، وستقع ثروات المنطقة النفطية في شراكهما».
غير جدير بأمريكا
«هناك قول شائع مفاده أن أمريكا لا تستحق أن يرأسها ترامب بسبب أكاذيبه وفضائحه التي ما أن تنتهي إحداها حتى تبدأ الأخرى، ولكن في الوقت ذاته يرى الدكتور محمود يوسف في «الشبكة العربية»، إنه الرئيس الذي تستحقه الصين بسبب اعتمادها على أساليب الغش وسرقة حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية والعالمية، والإفادة منها بدون أن تنفق شيئا على البحث العلمي والتطوير. والمعنى أن الصين لا تختلف كثيرا عن ترامب. وحتى نوضح السبب من وراء هذا الاتهام للصين لابد أن نعود للوراء قليلا، حيث شهد الاقتصاد الصيني ازدهارا كبيرا منذ التحاقها بمنظمة التجارة العالمية، منذ نحو 20 عاما، حيث تمتعت الصين بالمزايا التفضيلية التي تمنحها هذه المنظمة للدول الآخذة في النمو ومنها الصين، في اتفاقياتها التجارية مع الدول المتقدمة، وهي مزايا تدور حول الرسوم الجمركية وآجال الدعم التي تقدم للمنتجات الوطنية الناشئة، بما يمكن الدول الآخذة في النمو من حماية صناعاتها وتصدير منتجاتها للدول المتقدمة. الآن وعلى الرغم من أن الصين أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة إلا أنها ما زالت تطالب بأن تعامل على أنها دولة آخذة في النمو. ومن الناحية الفنية فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين يبلغ حوالي 8000 دولار، بينما يبلغ نظيره في أمريكا حوالي 58 ألف دولار، أي سبعة أضعاف. والصين تعتبر بهذا دولة آخذة في النمو، ولكن أمريكا لا تقر بهذا وترى أن القوة الاقتصادية والعسكرية المتنامية للصين تخرجها من تصنيف الدول الآخذة في النمو».