مدريد ـ ‘القدس العربي’: فتحت دول الكاريبي المنضوية في تجمع ‘كاريكوم’ وهي 15 دولة الملف الاستعماري والعبودية من خلال مطالبتها لدول أوروبية عديدة على رأسها فرنسا وبريطانيا وهولندا والبرتغال واسبانيا تعويضا عن ممارستها العبودية ضد سكان هذه المنطقة
الواقعة في القارة الأمريكية. ويلتزم الاتحاد الأوروبي الصمت حتى الآن. ويأتي هذا المستجد في إطار قرار الكثير من الدول مطالبة الإمبرياليات الكبرى بالتعويض عن الأضرار التاريخية، وهو ما بدأ يشكل معطى جديدا في العلاقات الدولية.
واجتمعت الدول المكونة لهذا التجمع يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري في دولة صغيرة عضو في المجموعة ‘سانت فيسينتي دي لاس غراناديناس’. وبعد مباحثات طويلة صادقت على بيان يتضمن عشر نقاط رئيسية في مسلسل ملاحقة الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وهولندا وبريطانيا. ومن هذه الدول جامايكا وبرابادوس وغويانا وغرانادا.
ومن أبرز مطالب هذا التجمع، تقديم الدول الأوروبية اعتذار رسمي الى دول كاريكوم عن الأضرار التاريخية التي لحقت بالسكان جراء العبودية، ثم ضرورة إعفاء هذه الدول من جميع الديون المستحقة، وفي الوقت ذاته، تحمل مصاريف سكان هذه الدول الذين يرغبون في العودة الى قارتهم الأم، أفريقيا.
ويستعرض البيان الكثير من المشاكل التي يعاني منها سكان كاريكوم ومنها مشاكل جسدية حيث تسجل المنطقة أعلى نسبة من الأمراض المزمنة الناتجة عن العبودية علاوة على المشاكل النفسية بسبب ماضي العبودية. وتفسر هذه الدول تخلف المنطقة رغم وقوعها في الغرب بسبب العبودية وتأثيراتها التي امتدت طيلة القرون الثلاثة الأخيرة.
وتفضل هذه الدول المفاوضات السياسية في الوقت الراهن والحوار مع الدول الأوروبية، ولكنها ستلجأ الى القضاء في حالة رفض الدول الأوروبية تقديم تعويض أو تجاهل هذه المطالب.
وتلتزم الدول الأوروبية الصمت المطلق تجاه هذه المطالب. ولا تعتبر مطالب الكاريكوم هي الأولى، ولكن سبقها بعض الدول في أمريكا الجنوبية مثل فنزويلا وبوليفيا والإكوادور التي تلاحق اسبانيا.
وبدوره، حاول الاتحاد الافريقي بحث التعويضات عن الاستعمار والعبودية مع الدول الأوروبية ولكنه لم يبلور أي تصور واضح أو خطة عمل حتى الآن وتبقى هناك مبادرات فردية منها الجزائر تجاه فرنسا والسنغال تجاه البلد نفسه.
وبدأ يتحول التعويض عن الأضرار التاريخية المرتبطة بالعبودية والاستعمار الى معطى في العلاقات الدولية خلال السنين الأخيرة، ومرشح للتطور بسبب طبقة سياسية جديدة في هذه الدول المتضررة أقل ارتباطا بالدول الغربية من التي سبقتها.
في رايي البسيط هذا هو اقل ما يمكن للدول التي عانت من الاستعمار الغربي ان تفعله المطالبة بتعويض عن سنين الذل والعار التي عانتها وعن الالاف من الارواح التي قتلت والثروات التي سرقها الاستعمارونهبها وعلى راس هذه الدول الدول العربية رغم ان الامر بالنسبة للدول العربية خاصة يبقى بعيدا لاننا امم تفتقر الى قيادات وطنية تغلب مصلحة الوطن ومتجدرة في النسيج الوطني
“حاول الاتحاد الافريقي بحث التعويضات عن الاستعمار والعبودية مع الدول الأوروبية ولكنه لم يبلور أي تصور واضح أو خطة عمل حتى الآن”.
والسبب:
غياب الوعي السياسي الشعبي بهذه البلدان، عكس بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية.