دير الزور: تزايد الانضمام إلى الميليشيات… وولاء العناصر لـ«الراتب الأعلى»

وائل عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا – «القدس العربي» : تصاعد في الآونة الأخيرة انضمام الشباب في مدينة دير الزور وريفها إلى الميليشيات التابعة لإيران، وخصوصاً في مركز المدينة والبوكمال شرق دير الزور.
ووفق معلومات حصلت عليها «القدس العربي» من مصدر خاص، تجاوز عدد عناصر الميليشيات المدعومة من «الحرس الثوري» حاجز الـ11 ألف عنصر، وهي الميليشيا التي بدأت طهران على تشكيلها في العام الحالي. وعزا المصدر الإقبال «الكثيف» على الميليشيا، إلى توفر الرواتب الشهرية المرتفعة نسبياً التي تقارب قيمتها الـ100 دولار أمريكي، والى وقف تمويل الميليشيات المحلية الصغيرة من روسيا والنظام السوري.
وأكد مدير منظمة «العدالة من أجل الحياة» المحامي جلال الحمد، من دير الزور، أن توجه روسيا نحو تقوية حضور قوات النظام والأجهزة الأمنية، وسحبها الدعم عن الميليشيات المدعومة منها، ساهم في زيادة الإقبال على الميليشيات المدعومة من إيران. وأوضح لـ«القدس العربي» ان الميليشيات التي سُحب عنها الدعم الروسي، هي ميليشيات شُكلت على أساس عشائري، لكنها لا تعتبر عشائرية في الوقت ذاته، قائلاً: «بعبارة اخرى هي ميليشيات شكلتها شخصيات عشائرية موالية لا تشكل ثقلاً عشائرياً». ووفق الحمد، فإن روسيا زادت من دعمها لقوات النظام، ولم يغب حضورها أساساً في دير الزور.
وتعمل روسيا بشكل متوازٍ مع الدور الإيراني في دير الزور، وافتتحت في سبيل ذلك باب الانتساب لـ «الفيلق الخامس» في المدينة. لكن الكاتب الصحافي، فراس علاوي، يعتقد ان من الصعب على روسيا منافسة حضور إيران على صعيد الميليشيات في دير الزور، لان إيران عملت على الجانب العقائدي والمجتمعي (العشائري) موضحاً لـ«القدس العربي» ان إيران استقطبت عدداً من شيوخ العشائر مثل نواف راغب البشير شيخ قبيلة «البكارة».
وأضاف ان مساحة التطوع في الميليشيات الإيرانية أكبر من المساحة الروسية، بحيث يتواجد عدد محدود من الميليشيات التابعة للأخيرة (ميليشيا فاغنر، القاطرجي) في حين ان لدى طهران عشرات الميليشيات، وطبقاً لعلاوي، فإن عناصر الميليشيات يتنقلون بين روسيا وإيران وفقاً لحسابات الدعم.
الصحافي في شبكة «عين الفرات» يزن توركو، قال لـ«القدس العربي» ان دير الزور تشهداً منذ سنوات سباقاً روسيا إيرانياً على تجنيد الشباب في الميليشيات، فمن جهة تقوم روسيا بتطويع الشباب في «لواء القدس» و«قوات القاطرجي» و«فاغنر» للقتال خارج حدود سوريا، ومن جهة اخرى تواظب إيران على تطويع الشباب مقابل الميزات الأمنية والسلال الإغاثية، والإعفاء من الخدمة العسكرية في قوات النظام.
وعن الانشقاقات التي تسجلها الميليشيات المختلفة، اوضح توركو ان الانشقاقات مرتبطة باستمرارية التمويل، مؤكداً ان «الولاء للراتب الأعلى».
وأشار الصحافي إلى تسجيل ريف دير الزور الغربي زيادة في انتشار مليشيا «حركة النجباء» لافتاً إلى إنشاء الميليشيا لأكثر من مقر في الريف الغربي، وأرياف الرقة الملاصقة، وافتتاح مراكز تجنيد، ومعسكرات تدريبية.
وأكد الصحافي ان «حركة النجباء» خرجت دورات مهام خاصة من مقاتلين محليين، مضيفاً: « لا تقدم الحركة مغريات كبيرة، ويقتصر ذلك على رواتب منخفضة وسلال إغاثية، لكن الفقر والخوف من انتهاكات قوات النظام يدفعان بالشباب إلى الانضمام إليها».
شبكة «دير الزور 24» اكدت بدورها ان إيران اعلنت مؤخراً عن افتتاح باب الانتساب لمليشيا «فاطميون» وميليشيات محلية اخرى، موضحة ان دير الزور تشهد حالة من السباق الإيراني- الروسي على التطويع في الميليشيات.
واضافت الشبكة، ان روسيا كذلك، اعلنت عن حاجتها لتطويع الشباب في مليشيا «القاطرجي» و«لواء القدس» و«الفيلق الخامس» في حين اعلن النظام عن حاجته لتطويع الشباب في «الفرقة 17» و«الحرس الجمهوري» و«الفرقة الرابعة» التي يقودها العميد ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية