أنطاكيا – «القدس العربي»: في حادثة تكشف عن تنامي قوة تنظيم «الدولة» شرق سوريا، أقدم عناصر يتبعون التنظيم على قتل شاب في بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، أثناء مباراة لكرة القدم، رغم اكتظاظ الملعب الشعبي بالمتفرجين.
وأكد شهود عيان لـ”القدس العربي” أن عنصرين من التنظيم أطلقا النار الثلاثاء على الشاب علاء من بلدة ذيبان أثناء المباراة، ما أدى إلى وفاته على الفور، وانسحبا على دراجتهما النارية وهما يرددان عبارة “الله أكبر..«الدولة» الإسلامية باقية”، وأضافوا أن العنصرين توعدا كل من يقترب بالقتل.
وبعد الحادثة تبنى تنظيم «الدولة» الهجوم، عبر معرفات مقربة منه، متهماً الشاب بالعمالة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في بلدة شرقي دير الزور، شرقي سوريا. وتضاربت الأنباء حول انضمام الشاب المقتول لـ”قسد”، فبينما أكدت مصادر إعلامية مقربة من الأخيرة، أن الشاب كان عنصراً سابقاً لديها، نفى الصحافي زين العابدين العكيدي ذلك، مؤكداً أن الشاب لم ينتسب لأي فصيل عسكري. وأضاف العكيدي أن عمليات الاغتيال التي ينفذها عناصر التنظيم في المنطقة تنفذ بشكل شبه يومي، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” والبادية الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وحسب الصحافي فإن نشاط خلايا التنظيم يكاد لا يغيب أبداً عن هذه المناطق، مؤكداً أن حصيلة هجمات التنظيم خلال الثلاثة أيام الأخيرة بلغت 4 قتلى، من عناصر “قسد” والمتعاملين معها.
وقال العكيدي إن تنظيم «الدولة» يسجل حضوراً متزايداً في دير الزور، ويقوم عناصره بجباية أموال “الزكاة” تحت مسمى “الكلفة السلطانية” وهو المصطلح الذي ظهر في العام 2020.
كما أشار الصحافي إلى الاشتباكات المتكررة بين عناصر “قسد” والتنظيم، مشيراً إلى الاشتباكات التي دارت قبل يومين في قرية الزر شرقي دير الزور، والتي أسفرت عن إصابة امرأة.
ويقول العكيدي إن العمليات التي تنفذها “قسد” ضد خلايا التنظيم غالباً ما تنتهي إلى الفشل، بسبب قوة حضور التنظيم، وغياب التعاطف الشعبي مع “قسد” ذات الغالبية الكردية، والنقمة الشعبية من سياساتها في المنطقة ذات الغالبية العربية.
وبما يخص أسباب زيادة نفوذ خلايا التنظيم في دير الزور، يؤكد الصحافي في شبكة “نهر ميديا” عهد الصليبي، أن نشاط التنظيم يتصاعد منذ انتهاء سيطرته الجغرافية في العام 2019.
وانتقالاً إلى البادية السورية، تواصل خلايا التنظيم عملياتها الأمنية ضد قوات النظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران، رغم الحملات العسكرية التي تنفذها الأخيرة ضدها بدعم جوي روسي.
ويبدو أن التنظيم يستفيد من اتساع مناطق البادية السورية والمساحات المفتوحة، التي تصعب من مهمة ملاحقة عناصره.
وقبل يومين، حذر “فريق العقوبات” في الأمم المتحدة من استمرار عمليات تنظيم «الدولة» في سوريا والعراق، ونقل موقع “فويس أوف أمريكا” عن فريق المراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة، تحذيره من خطورة التنظيم على الرغم من الانتكاسات التي مُنيَ بها، مشيراً إلى أن تنظيم «الدولة» على وشك أن يكون مشكلة لبعض الوقت في العراق وفي سوريا كذلك.
وحسب التقرير فإن التنظيم تطوّر إلى تمرد راسخ، مستغلاً نقاط الضعف في الأمن المحلي للعثور على ملاذات آمنة واستهداف القوات المشاركة في عمليات مكافحة التنظيم.